الأمل الذي تنتظره الكويت وتراهن عليه
الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية تجريبية ضمن المهمة رقم 606 لصواريخ "لونغ مارش" دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة
أخر الأخبار

الأمل الذي تنتظره الكويت وتراهن عليه

المغرب اليوم -

الأمل الذي تنتظره الكويت وتراهن عليه

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

احتفلت الكويت في السنة قبل الماضية بمرور ستة عقود على وضع الدستور الدائم للبلاد، فكان الاحتفال في حد ذاته تعهداً غير مكتوب من أطراف العملية السياسية كلها، بأن تظل مبادئ الدستور الدائم حاكمة بينها في كل الأوقات.

وإذا كان هذا الدستور قد تجلى في أكثر من صورة على أرض الكويت، فالصورة التي تجلى فيها أكثر من غيرها، هي مجلس الأمة الذي يمثل البرلمان المنتخب، وبكل ما يمكن أن يكون للبرلمان من وظائف في حياة الناس. وبمعنى أدق، فإن قاعة عبد الله السالم التي يجتمع فيها أعضاء البرلمان الخمسون، هي التي عاشت تقول لكل متابع، إن لدى الكويت تجربة برلمانية رائدة، إذا ما كان القياس على بقية دول مجلس التعاون الخليجي الخمس الأخرى.

ولا يزال أبناء الكويت الذين يمرون أمام مبنى المجلس المُطل على الخليج، يتطلعون إلى مبناه بتصميمه المعماري اللافت، ويتمنون لو أنه اعتدل في أداء وظيفته إزاء الحكومة، دون أن يشتط في أداء ما يجب عليه أن يؤديه؛ لأن الشطط يجعله يذهب إلى ما لا تذهب إليه البرلمانات ذات التاريخ مثله في العالم. يقول المارُّون من أبناء الكويت ذلك على خلفية قرار حل المجلس الذي صدر منتصف هذا الشهر، عن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

وإذا كنت قد أشرت إلى «وظائف البرلمان» في حياة الناس، فالعبارة التي بين الأقواس في حاجة إلى تعديل بسيط، يقول إن البرلمان في أي بلد له وظيفتان اثنتان، لا وظائف بصيغة الجمع، وإن وظيفته الأولى هي تشريع القوانين، بما يجعل حياة مواطنيه أقرب إلى روح العصر وطبيعته، بينما الثانية هي الرقابة على أعمال الحكومة، ولا وظيفة ثالثة يمكن أن تنافس أو تزاحم الاثنتين.

ولأن الدستور هو «أبو القوانين» كما يعرف أهل الاختصاص من رجال القانون، فإن مواده تأتي دائماً موجزة، ولا تذهب إلى التفصيل فيما تريد؛ لأن الدستور يكتفي بوضع المبادئ العامة، ويترك للقوانين أن تبين لاحقاً ماذا يريد النص الدستوري أن يقول. ولذلك، فإن الدستور الكويتي الدائم كان عند إطلاقه يضع الأرضية التي سوف تجري عليها الممارسة الحية من جانب الأعضاء الخمسين، وسوف –بالتالي- تُرسي التقاليد التي لا بد من أن تكون مرعيَّة في كل مراحل العمل البرلماني، منذ أن رأى الدستور النور في 1962 إلى أن صدر قرار الحل الأخير.

وهذه التقاليد تتشكل تدريجياً مع الوقت بطبيعتها، وتبقى نافذة تلقائياً في كل ممارسة برلمانية جديدة، رغم أنها -بحكم اسمها- لا تكون مكتوبة، وإنما تظل أقرب إلى المبادئ الثابتة المُتفق عليها، حتى ولو لم تكن نصوصاً جرى بها قلم على ورق.

وليس سراً أن هذا الحل ليس الأول من نوعه، ولا الثاني، ولا حتى الثالث، ولكنه الحل الثاني عشر، فإذا كان كذلك في مسيرة برلمانية عُمرها ستون سنة بالكاد، فهذا مؤشر على أن هناك خللاً ما، وأن هذا الخلل في حاجة إلى دواء يعالجه. فالأمور لا يمكن أن تكون طبيعية إذا كانت الحال هي هكذا، وإذا كانت البلاد كلما تهيأت لقطع خطوات في طريقها، أعادها البرلمان إلى المربع الأول، لا لشيء، إلا لأن ممارسات بعض الأعضاء فيه لا تقدم المصلحة الوطنية على ما سواها.

كان الدكتور محمد الرميحي قد أصدر طبعة جديدة من كتابه «مجلس التعاون الخليجي... يا منزلاً لعب الزمان بأهله» عن «مؤسسة سلطان العويس» في دبي، وكان قد رصد في الكتاب ثلاثة تحديات أساسية تواجه دول المجلس: أما التحدي الأول فهو استراتيجي متصل بالعلاقة مع إيران، وأما الثاني فهو سكاني، ويتصل بارتفاع عدد الوافدين على عدد المواطنين في بعض الدول التي يضمها المجلس في عضويته، والثالث اقتصادي يتركز في مدى القدرة على تنويع مصادر الاقتصاد، فلا يعتمد على النفط وحده في كل أحواله.

وإذا لم تكن الكويت تواجه التحديات الثلاثة معاً، فهي تواجه اثنين منها على الأقل. وعندما تكلم الدكتور محمد الصباح، رئيس الحكومة الكويتية، قبل حل مجلس الأمة بأيام، عن دولة الرفاهية في بلاده، وعن مدى قابليتها للاستمرار في ظل الاعتماد على الدخل النفطي وحده، فإنه كان يشير إلى واحد من التحديات الثلاثة بشكل مباشر. وربما تكون المملكة العربية السعودية هي أسرع الدول الست في تنويع مصادر اقتصادها، وقد كان ذلك منذ أن أعلن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، عن «رؤية 2030» الاقتصادية، ثم مضى إلى الانخراط في العمل بها منذ لحظة الإعلان عنها بغير إبطاء.

أما الكويت فعندها «رؤية 2035» الاقتصادية أيضاً التي تم الإعلان عنها أيام الشيخ صباح الأحمد، ولكنها رؤية لن تنفِّذ نفسها على الأرض، وإنما تحتاج إلى أجواء عامة مواتية تأخذها إلى الحيز العملي، ولن تتوفر مثل هذه الأجواء ما دامت هذه هي طبيعة العلاقة بين البرلمان وبين الحكومة، ففي كل المرات التي جرى فيها اتخاذ قرار الحل، كان مسار العلاقة يتأزم ويتعقد، فلا يكون هناك بديل آخر أمام صانع القرار سوى الاحتكام إلى الناخبين.

ليس لدى الكويت من الوقت ما تُضيعه، وليس لديها ترف الانتظار أكثر مما انتظرت، وهذا ما سوف يكون على البرلمان الجديد أن يدركه حين يتشكل، وهذا أيضاً ما أظن أنه يشغل أهل القرار في البلد، ولا بد من أنهم منشغلون بالبحث عن الطريقة التي تجعل البرلمان مسعفاً لا معطلاً؛ لأنه لا يمكن أن يُحل 12 مرة ثم تكون المشكلة في خارجه، ولا يمكن أن تكون البلاد على موعد في كل مرة مع العودة إلى المربع الأول من جديد.

وإذا كانت ستة عقود قد انقضت من عُمر التجربة البرلمانية في الكويت، فهي مسافة زمنية كفيلة بإحداث تراكم يمنع البلاد في كل مرة من العودة إلى نقطة البداية، وإلا، فإن التجربة تفقد رصيدها، بمثل ما يفقد التراكم أثره ومعناه.

يريد الشيخ مشعل أن يأخذ بلاده إلى المستقبل، وكان قراره تكليف الدكتور الصباح برئاسة الحكومة علامة على ذلك، والأمل أن يكون البرلمان الجديد علامة أخرى مضافة، لها ما بعدها من علامات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمل الذي تنتظره الكويت وتراهن عليه الأمل الذي تنتظره الكويت وتراهن عليه



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 11:26 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية وأسرار نجاحها
المغرب اليوم - يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية  وأسرار نجاحها

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib