نداء الشام الذي يصور حال القارة السمراء
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

نداء الشام الذي يصور حال القارة السمراء!

المغرب اليوم -

نداء الشام الذي يصور حال القارة السمراء

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

ما أقرب المسافة بين قارة اكتشفها الدكتور يوسف إدريس في مطلع السبعينات من القرن العشرين، وبين قارة أخرى يجري اكتشافها مرة بعد مرة في القرن الحادي والعشرين!
ما أقرب المسافة بينهما على الخريطة، لأنهما متجاورتان بحكم قواعد الجغرافيا، ولأنهما لا يفصل بينهما سوى البحر الأحمر الذي يتمدد في مجراه بين المحيط الهندي في الجنوب والبحر المتوسط في الشمال. ولولا البحر الأحمر لكانت القارتان قارة واحدة من المحيط الأطلسي في الغرب إلى المحيط الهادي في الشرق، ولكن الطبيعة أبت إلا أن تشق مجرى هذا البحر بين القارتين.
وكان يوسف إدريس قد زار آسيا في السبعينات، وكانت زيارته إليها وكأنها اكتشاف من جانبه لهذه القارة الفسيحة، وحين عاد من الزيارة راح يوثقها في كتاب من كتب أدب الرحلات أصدره في عام 1972 وكان عنوانه كالتالي: اكتشاف قارة!
وقد بدا يومها وكأنه يتنبأ مبكراً بمستقبلها السياسي الذي لم يكن شيء من معالمه قد ظهر بعد، وبدا وكأنه يرى الإنسان فيها على غير ما كان يرى البشر في باقي القارات، فلم يجد حرجاً في أن يطلق عليه لقب: الإنسان الأصفر!
ولم يكن هذا اللقب على سبيل التمييز السلبي بين إنسان في آسيا، وبين إنسان آخر في سائر القارات، ولكنه كان لقباً من الألقاب التي تقدم وصفاً لبعض الملامح، أكثر مما تميز بين إنسان هنا وإنسان هناك. إن الأمر يظل كما تصف أنت إنسان أفريقيا، فتقول عنه إنه الإنسان الأسمر، فيأخذ الوصف من سمات القارة وملامحها ليضع على الإنسان الذي يسكنها ويعيش على أرضها.
ولو عاش يوسف إدريس ثم رأى الصعود السياسي يرافق الصعود الاقتصادي في القارة التي اكتشفها، لكان قد أضاف إلى فصول كتابه فصلاً آخر يقول فيه إنه إذا لم يكن أول واحد يكتشفها، فإنه يبقى من بين قلائل اكتشفوها وأشاروا إليها في مرحلة مبكرة من صعودها الزاحف.
وعندما تبين لعواصم صناعة القرار في العالم أنها انتهت من اكتشاف قارة الإنسان الأصفر، فإنها عبرت البحر الأحمر غرباً في اتجاه القارة السمراء لاكتشافها، أو ربما لإعادة اكتشافها، وكانت الصين هي أول دولة تعمل في هذا الطريق، وكانت ولا تزال هي الدولة الأكثر وجوداً في أفريقيا على المستوى الاقتصادي بالذات، ومن شأن الاقتصاد أن يتوجه إلى لعب دور سياسي في مرحلة من مراحل نضجه المتقدمة، وهذا هو الذي أقلق بقية العواصم فلم تضيّع وقتها، وإنما راحت تسابق بكين على أرض القارة، وتابعنا الأمر من خلال مشاهد متلاحقة كانت العواصم الكبرى تتسابق فيها عاصمة مع عاصمة!
كان اكتشاف القارة السمراء اكتشافاً اقتصادياً في الأساس، ولكنه لا يخلو بالطبع من اكتشاف سياسي بالتوازي، لأن كل دولة فيها إذا كانت ممتلئة بالموارد الطبيعية، فهي في الوقت ذاته صاحبة صوت في الأمم المتحدة، وهي قادرة على أن تستخدم صوتها وأن توظفه لخدمة مصالحها بشكل مباشر أو غير مباشر.
والاكتشاف هذه المرة ليس على يد كاتب مثل يوسف إدريس، كان يتنقل في أنحاء القارة الصفراء، ثم يحرص على أن يشرك معه القارئ فيما يراه.
اكتشاف القارة السمراء يجري على يد دول كبرى، وإذا كانت الصين هي أول هذه الدول فإنها طبعاً لم تكن آخرها، لأن بكين ما كادت تصل إلى الأراضي الأفريقية وتستكشفها، حتى تقاطرت من ورائها عواصم كبيرة سارعت إلى هناك واحدة من وراء واحدة.
وفي أيام دونالد ترمب كانت الولايات المتحدة قد ضجت من الوجود الصيني في أفريقيا، وكانت قد لاحظت أنه وجود بدا اقتصادياً، ثم ما لبث أن تحول إلى ما يشبه النفوذ السياسي، وكان غريباً أن يبدو الوجود الصيني الأفريقي في نظر إدارة ترمب وكأنه اكتشاف، أو كأن الإدارات المتعاقبة في البيت الأبيض تراه وتتعثر فيه للمرة الأولى. المؤكد أن الصين لم توجد أفريقياً في يوم وليلة، ولكنها كانت كلما استكشفت دولة أفريقية انتقلت إلى غيرها، ولم يكن وجودها في هذه القارة من قارات العالم بعيداً عن مشروعها الكبير الذي تسميه: الحزام والطريق. إن وجودها الأفريقي إذا لم يكن جزءاً من مشروعها الشهير فهو مما يساعد المشروع ويدفعه.
ولكن إدارة ترمب لم تشأ أن تضيع وقتها، وقالت على لسان جون بولتون، مستشارها للأمن القومي، إن الولايات المتحدة وضعت استراتيجية لتطويق الوجود الصيني في القارة السمراء، ولم يكن الهدف هو تطويق الوجود في حد ذاته، ولكن الهدف كان محاصرة النفوذ الصيني وتجفيف منابعه، لأنه نفوذ لا يتحرك في المطلق، ولكنه يفعل ذلك في سباق مع النفوذ الأميركي.
ومن فرط السباق على اكتشاف القارة رأينا متسابقين اثنين آخرين يتنقلان بين عواصمها في اللحظة نفسها، وكان المتسابقان هما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، فكلاهما مضى في رحلة اكتشاف على أرضها الشهر الماضي.
كان مجيء لافروف إلى أفريقيا بحثاً روسياً عن ظهير أفريقي في حرب روسيا على أوكرانيا، وكان في جانب آخر منه نوعاً من التحشيد في الصراع على الأراضي الأوكرانية بين موسكو من ناحية، وبين الولايات المتحدة وأوروبا وحلفائهما من الناحية الثانية. وقد أراد «القيصر» الروسي أن تكون الزيارة عربية أفريقية معاً، فبعث وزير خارجيته يتحدث أمام الجامعة العربية في القاهرة، فيخاطب عواصم العرب كلها من تحت سقف بيت العرب، ثم ينتقل منه إلى الكونغو، ومنها إلى أوغندا، ومن بعدها إثيوبيا.
ودخل ماكرون السباق مع روسيا، فبدأ زيارة موازية من الكاميرون، ومنها إلى بنين، ومن بنين إلى غينيا بيساو، وفي الدول الثلاث كان يبعث الحياة في نفوذ فرنسي تقادم به الزمان، وكان يضع طوبة مضافة في بناء زعامة يريدها لنفسه في القارة العجوز.
وقبل أيام بدأ أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، زيارته إلى جنوب أفريقيا، معلناً عن أنها جولة ممتدة له في القارة، لا مجرد زيارة عابرة إلى دولة من دولها. ولم تكن زيارته بعيدة عن زيارة ماكرون ولا عن زيارة لافروف، إذا وضعنا الزيارات الثلاث في إطار زمني واحد، ولا كانت بعيدة عنهما إذا وضعنا الثلاث في مربع السباق على النفوذ في القارة السمراء.
ولا كانت زيارة بلينكن بعيدة كذلك عن أن تكون تجلياً من تجليات الاستراتيجية التي كان بولتون قد أعلنها، وكان قد وقف أمام الكاميرات يبشر بها ويكشف عن بعض تفاصيلها.
ولا بد أن بعض الذين تابعوا الزيارات الثلاث في تقاطعاتها المختلفة، قد راحوا يسألون أنفسهم عما إذا كانت أفريقيا ذاتها قد اكتشفت نفسها، أم أنها لا تزال عصية على اكتشاف الذات؟!
والواضح أنها لم تكتشف نفسها بعد، وأن تهافت الآخرين على اكتشافها لم يحركها في اتجاه اكتشاف إمكاناتها وتوظيفها على الصورة الصحيحة، وقد يرى المتابع هذا المعنى بوضوح في أكثر من مشهد، ولكنه سيراه على أوضح ما يكون في زيارة رئيس الاتحاد الأفريقي إلى موسكو، داعياً الرئيس فلاديمير بوتين إلى أن يفتح موانئ البحر الأسود أمام تصدير الحبوب، حتى لا تموت شعوب في دول الاتحاد من الجوع!
القارة التي يتسارع الساسة الطامحون إليها لاكتشافها، أو لإعادة اكتشافها، لم تصل بعد إلى طريقة ترى بها إمكاناتها وتكتشفها، فكأن خيرها لغيرها، أو كأنها مثل نبات الطرخون الذي يزرعه الرجل في الشام في أرضه فينبت في أرض الجار، وقد اشتهر بذلك لدرجة أن الباعة هناك إذا نادوا عليه في الشارع قالوا: خاين يا طرخون.. زرعوك بدوما طلعت بالقابون!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نداء الشام الذي يصور حال القارة السمراء نداء الشام الذي يصور حال القارة السمراء



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib