إلا قمة الرياض هذه السنة
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

إلا قمة الرياض هذه السنة!

المغرب اليوم -

إلا قمة الرياض هذه السنة

سليمان جودة
سليمان جودة

لأن مجموعة العشرين تضم تحت مظلتها الاقتصادات العشرين الأكبر في عالمنا المعاصر، فإن الاقتصاد في العادة يظل هو الطابع الذي يميز نقاشاتها عند انعقاد قمتها في كل عام.

ولأن الاقتصاد هو لغة السياسة في هذا العصر بالذات، فلقد كانت النقاشات تبدأ في كل قمة سنوية من السياسة وتنتهي إليها، حتى ولو حاولت الجلسات أن تتفادى أحاديث السياسة، وحتى ولو جربت قاعات النقاش أن تجعل من الاقتصاد المجرد ملعبها الذي لا تغادره!

ولأن الطاقة في عصرنا هي الوجه الأهم من وجوه الاقتصاد، وفي المقدمة منها طاقة النفط، فإنها كانت تسيطر على الأجواء كلما دعت المجموعة إلى قمة جديدة من قممها المتتالية، التي أتمّت خمس عشرة قمة بانعقادها هذه المرة في الرياض.

إلا قمة هذه السنة!

فلم تكن المملكة العربية السعودية تعلم، وهي تقبل في العام الماضي استضافة القمة الجديدة على أرضها، أن هذا العام سيكون استثنائياً بين كل الأعوام، وأنه سيظل يشار إليه فيما بعد على أنه عام الوباء، وأنه العام الذي أرهق العالم ولا يزال يرهقه، وأنه العام الذي أنهك الاقتصادات كلها ولا يزال ينهكها، وأنه يأبى إلا أن يترك عواصم الأرض تتقاذفها مخاوف الوباء العاتية، بينما هو يلملم أوراقه ويتهيأ لإخلاء الساحة أمام عام جديد سوف يجيء وسط أجواء تتفاءل في حذر!

لم تكن المملكة تعرف شيئاً من هذا، وهي ترحّب في مثل هذا الموعد من السنة الماضية، بأن يلتقي قادة الاقتصادات العشرين فوق أرضها وفي عاصمتها. لم تكن تعلم طبعاً، ولا كان أحد على الأرض يعلم، ولا حتى الذين كانوا يتسابقون في قراءة فنجان العام، فجميعهم قرأوا كل شيء في صفحة هذه السنة قبل ولادتها، إلا أمر الوباء الذي استخفى وتفنن في الاختباء عن عين كل قارئ فنجان!

ولم يكن أمام الرياض سوى أن تنهض بمسؤوليتها التي تفرضها مقتضيات استضافة القمة، ولا كان أمامها غير أن تضطلع بمهمتها الملقاة على عاتقها، ولم تكن المهمة في انعقاد أعمال القمة وفي انفضاضها وحسب، ولكنها كانت بالأساس في إنجاح هذه الأعمال، وفي الوصول بها إلى غايتها الأخيرة، وهي تتحرك على أرضية عام استثنائي بكل معيار.

وكان التحدي الأول هو هذا الوباء الذي أزاح كل شيء تقريباً من صدارة الاهتمام في الإعلام، ثم جلس في مكانه يستحوذ على كل الأضواء، ويثير القلق في كل اتجاه، فلا تكاد موجة أولى تنقضي منه وتتوارى بعيداً، حتى تسارع موجة ثانية إلى الحلول في مكانها!

وعندما أخذ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مكانه رئيساً لأعمال القمة، أول الأسبوع، فإنه أشار إلى خريطة الأولويات التي على قادة العشرين أن ينشغلوا بها، واضعاً قضية فيروس «كورونا» على قمة الأولويات. لقد وضعها هكذا من زاوية إنسانية مجردة قاصداً أن يقول إن القمة إذا كانت لها وجوهها المتعددة، التي ظلت تتنقل بينها مع كل انعقاد جديد، فإن هذا هو وجهها الإنساني الجديد، الذي لا مفر من التعامل معه بمسؤولية كاملة.

في الفعالية التي ضمت قادة الأرجنتين، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وكوريا الجنوبية، ورئيسة التحالف العالمي للقاحات، أطلق الملك سلمان عبارة موجزة وموحية فقال: في ضوء التقدم الذي نشهده في تطوير لقاحات فيروس «كورونا»، فإن أولويتنا القصوى تتمثل في ضمان إتاحة اللقاحات، والعلاجات، والأدوات التشخيصية، بشكل عادل وبتكلفة ميسورة للجميع.

وكأن خادم الحرمين الشريفين كان يتنبأ بما ستعلنه شركة «موديرنا» في نفس اليوم الذي جرى فيه نشر كلمته الموحية الموجزة!

فلقد خرج ستيفان بانسيل، رئيس الشركة، ليقول في صباح الأحد، إن اللقاح الخاص بشركته سوف يكون متاحاً بسعر يتراوح من 25 إلى 37 دولاراً للجرعة الواحدة، وإنه سعر يقترب من لقاح الإنفلونزا الذي يبدأ من عشرة دولارات ويصل إلى خمسين للجرعة الواحدة.

ولم تكن المشكلة منذ البداية في القدرة على التوصل إلى لقاح، لأن العلم الذي تعامل مع أوبئة سابقة، يظل قادراً على أن يصل إلى لقاح «كورونا» مهما طال الطريق إليه. ولكن المشكلة كانت ولا تزال في سعر اللقاح حين يرى النور، وكانت ولا تزال في مدى قدرة العالم على أن يجعله في متناول كل إنسان، فلا يستأثر باللقاح بلد دون بلاد، ولا يبتعد توزيعه عن عدالة واجبة بين البشر!

ولم يعبر عن هذا المعنى شيء في أعمال وفعاليات القمة كلها، قدر ما عبرت عنه عبارة أخرى أطلقها الملك سلمان، فكانت كأنها الشعار الصادق، الذي يمكن أن يكون شعاراً ليس للقمة في حدودها، ولكن لهذه السنة كلها التي لفّها الوباء باللون القاتم من أول يوم فيها إلى آخر أيامها.

كانت العبارة كأنها تحمل «رسالة» إلى الذين سيكون عليهم إنتاج اللقاح وتوزيعه، فجاءت تقول: لن يسلم البعض من الجائحة حتى يسلم الجميع!

إنها عبارة من بضع كلمات، ولكنها تشرح في إيجاز فلسفة الخلاص من الوباء، وتلفت انتباه الجميع إلى أن الوباء إذا كان قد ضرب كل بلد من دون استثناء، فإن علاج جسد العالم منه لا تنفع معه طريقة انتقائية تعالج موضعاً في هذا الجسد، ثم تدع موضعاً آخر أو عدة مواضع، وإنما الدواء لا بد أن يصل إلى كل المواضع في الجسد العالمي المُنهك، الذي لن يبرأ منه جانب إذا غضضنا البصر عن باقي الجوانب!

وربما يكون من حُسن حظ العالم أن شركات عدة تتنافس هذه الأيام في إنتاج اللقاح، فما كادت شركة «فايزر» الأميركية تعلن في العاشر من هذا الشهر أنها توصلت بالتعاون مع شركة «بايونتيك» الألمانية إلى لقاح يوشك أن يكون حقيقة، وأن فاعليته تبلغ تسعين في المائة، حتى كانت شركة «موديرنا» الأميركية أيضاً تعلن بدورها أنها أمسكت بملامح لقاحها الخاص، وأن فاعليته تزيد على التسعين في المائة بأربع درجات ونصف الدرجة، وكأنهما قررتا الدخول في سباق!

ولم تقبل الشركة الأولى بأن تكون في المرتبة الثانية، فعادت بعدها بأيام لتعلن من جديد أن فاعلية لقاحها قفزت لتصل إلى الدرجة الخامسة والتسعين!

ونحن نعرف أن ألف باء الاقتصاد تقول إن كل منافسة حرة في إنتاج أي سلعة هي عمل يصب في صالح مستهلك هذه السلعة في آخر المطاف.

ومن يعرف؟! فربما تنضم شركات أخرى إلى السباق، خلال هذه الأيام الحاسمة في ملاحقة الوباء، فيخرج المستهلك، الذي هو كل إنسان، رابحاً في غاية المشوار.

ولكن الأهم في الموضوع ألا يغيب عن الأذهان، هذا الشعار الذي أطلقه الملك سلمان إلى أصحاب الأمر في الإنتاج وفي التوزيع، لأن الحديث عن أن «البعض لن يسلم من الجائحة حتى يسلم الجميع» ليس مجرد شعار، ولكنه حديث عن أسلوب عمل في التعاطي مع لقاحات الوباء لن يكون له بديل.

وإذا كان الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، قد اقترح في جلسة الختام أن تنعقد القمة بدءاً من السنة القادمة مرتين؛ إحداهما افتراضية في منتصف العام والأخرى مباشرة عند نهايته، فهذه فكرة كفيلة بالانتقال بمجموعة العشرين إلى مربع آخر من كفاءة الأداء!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلا قمة الرياض هذه السنة إلا قمة الرياض هذه السنة



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib