قمة في جدة تنتصر لمفهوم الدولة
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

قمة في جدة تنتصر لمفهوم الدولة

المغرب اليوم -

قمة في جدة تنتصر لمفهوم الدولة

سليمان جودة
بقلم : سليمان جودة

إذا كانت القمة السابقة التي انعقدت في الجزائر، قد رفعت شعار «لمّ الشمل» في وقتها، فالقمة المرتقبة في جدة تأخذ شعار سابقتها لتنتقل به إلى خطوة أبعد، والهدف أن يأخذ الشعار معناه الأوسع، ويصبح «لمّ الشمل» بين العواصم العربية بعضها بعضاً، ثم على مستوى مفهوم الدولة ذاته فوق أرضها.

وكانت قمة الجزائر التي انعقدت أول نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، قد رأت أن تشهد قاعتها عودة سوريا إلى مقعدها الشاغر في جامعة الدول العربية، لولا أن الظرف الإقليمي وقتها لم يكن مواتياً، ولولا أن السماء لم تمطر ما يغذي الفكرة، فلم يجد فيصل المقداد، وزير الخارجية السوري، بداً من دعوة الدولة المضيفة إلى ألا تكون قضية العودة مطروحة في جدول أعمال القمة.

ولم يكن المطلب السوري تعبيراً عن عدم رغبة في العودة بالطبع، ولكنه كان رغبة في رفع الحرج عن أطراف عربية بدا أنها لا ترحب بما يكفي بالعودة السورية. وكان رهان دمشق، وهي تسارع إلى رفع الحرج، أن الوقت من قمة الجزائر إلى القمة التالية ربما يعطي مساحة للتغلب على العقبات، وربما يمنح الأطراف المتحفظة قدرة على القفز فوق ما يحول دون العودة إلى المقعد الشاغر.

ومن هناك في الجزائر إلى هنا في جدة تغيّرت ظروف، وتبدّلت أحوال، وطرأ ما هو جديد، وكان من بين ما طرأ أن الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، قال إن سياسة حصار سوريا عربياً ثبت بالتجربة العملية أنها غير مجدية، وإن التواصل مع الحكومة في دمشق قضية والحال كذلك لا بديل عنها.

وكان حديث الرجل تهيئة لما سوف يأتي من بعده، وما أتى من بعده تمثّل في دعوة إلى سوريا لحضور أعمال القمة، بعد غياب سوري عن القمم المتعاقبة زاد على العقد الكامل من السنين.

ولم تكن القضية في حقيقتها مجرد دعوة إلى الحكومة في دمشق، ولكنها كانت انتصاراً للدولة الوطنية بمفهومها الواضح، الذي لا يرى بديلاً لحضور الدولة في كل عاصمة من عواصم العرب، مهما حاولت أطراف في الإقليم الانتصار للجماعات في مواجهة الدول.

وكذلك بالضبط كانت الدعوة التي تلقاها البرهان، فهي ليست دعوة إليه بوصفه قائداً يجلس على قمة مجلس السيادة الانتقالي في السودان، ولكنها دعوة إلى الخرطوم كونها عاصمة عربية، ودعوة إلى السودان كونها دولة يجب ألا تغيب، لا عن الحضور على أرضها، ولا عن الحضور في الجامعة التي تضمها مع غيرها من بلاد العرب.

القضية هي الانتصار لمفهوم الدولة، الذي تعرض لمحاولات من التشويه لم تتوقف، وكانت البداية عندما هبَّت على المنطقة رياح ما يوصف بأنه ربيع عربي، فتعاملت مع مفهوم الدولة وكأنه شيء انقضى وقته، ومضى زمانه، ولم يعد من بين مفردات لغة العصر!

ولا بد أننا نذكر كيف أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، كان يدعو الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك إلى التخلي عن منصبه، وكان يطلق دعوته علناً، ولم يكن يخفيها ولا كان يداريها. وقد ظن أصحاب النيات الطيبة في ذلك الوقت، أن سيد البيت الأبيض كان بدعوته ينتصر لأشواق المتظاهرين في ميدان التحرير، ولم يكن هذا صحيحاً بأي معنى، لأن أوباما كان في الحقيقة ينتصر لجماعة ضد دولة، ولم يكن يرى الدولة المصرية بتاريخها المكتوب لخمسة آلاف سنة، وكان يرى الجماعة التي لا يصل عُمرها إلى مائة سنة في المقابل.

وعندما جاءت وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون إلى القاهرة بعد أن تخلى مبارك عن الحكم، فإنها طلبت أن تزور ميدان التحرير، ثم راحت تتجوَّل فيه وهي منتشية كأنها طاووس يتنقل بين أرجاء الميدان، وكان هذا دليلاً لا تخطئه العين على خيارات الإدارة التي كانت الوزيرة تمثلها، ولم تكن الخيارات تقف إلى جوار الدولة الوطنية كمفهوم، ولكنها كانت تنتصر للجماعة عليها.

وحين انطلق السباق الرئاسي في مرحلة ما بعد مبارك بعدد من المرشحين، ثم انتهى في الجولة الثانية إلى سباق ثنائي بين الفريق أحمد شفيق، والدكتور محمد مرسي، مرشح الجماعة، فإن السيدة هيلاري راحت تستعجل النتيجة قبل إعلانها رسمياً، وكانت تستعجلها في إلحاح ظاهر، ولسان حالها يقول متى يجري الإعلان عن فوز مرشح الجماعة؟!

ومن بعد هبوب رياح «الربيع» في حينها، سادت أجواء غريبة تماماً في المنطقة، وكان وجه الغرابة فيها ولا يزال أنها تنتصر للجماعات وربما الميليشيات، وتضعها في المقدمة من الدولة الوطنية، وكان هذا يجري في العلن من دون مبالاة بالعواقب التي نراها ماثلة أمامنا.

ولم يكن مثل هذا التوجه في المنطقة يخفى على حكومة خادم الحرمين في وقته، ولا الآن وهي ذاهبة إلى عقد القمة 32 على أرضها، فكان قرارها هو الانتصار للدولة في مواجهة الجماعة والميليشيات التي اختطفت الدول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة في جدة تنتصر لمفهوم الدولة قمة في جدة تنتصر لمفهوم الدولة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib