في مقاعد المتفرجين على الإبادة
محكمة الغابون تحكم بالسجن 20 عاما غيابيا على زوجة وابن الرئيس السابق علي بونغو بتهم الفساد مصرع 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً في غرق قارب قبالة سواحل ليبيا كوريا الجنوبية تصدر حكمًا عاجلًا ببراءة أوه يونج سو بطل Squid Game من تهمة التحرش الجنسي وإلغاء أي محاولات استئناف أو اعتراض على الحكم الإعصار فونج وونج يجبر تايوان على إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص ويتسبب بمقتل 18 في الفلبين وتدمير آلاف المنازل زلزال بقوة 5,1 ريختر يضرب منطقة شمال شرق مدينة توال بجزيرة بابوا إندونيسيا على عمق 10 كلم قائد قسد يصف انضمام سوريا للتحالف ضد داعش بخطوة لمحاربته نهائيا حركة الطائرات في مطارات الامارات تصل الى مستويات قياسية خلال يناير الى مايو كوشنر يؤكد لا إعمار لغرب غزة قبل نزع سلاح حماس غوغل تحذر من خطورة شبكات الواي فاي العامة على بيانات المستخدمين نعيم قاسم يؤكد أن وقف إطلاق النار مشروط بإنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان واستعادة الأسرى والسيادة كاملة
أخر الأخبار

في مقاعد المتفرجين على الإبادة

المغرب اليوم -

في مقاعد المتفرجين على الإبادة

مأمون فندي
بقلم - مأمون فندي

في عدد سبتمبر (أيلول) 2001 لمجلة «النيويوركر» الأميركية كتبت سامانثا باور (Samantha Power) مقالاً مفعماً بالحقائق والسرد الإنساني المقنع عن الإبادة الجماعية في رواندا، بعنوان «المتفرجون على الإبادة»، وحازت جائزة «بوليتزر» المرموقة للصحافة عن كتابها المعنون «مشكلة من الجحيم»، الذي كان ذلك المقال جوهره. سامانثا باور اليوم وزيرة في إدارة الرئيس جو بايدن ومسؤولة عن المساعدات الأميركية من خلال «USAID» أو «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية». ومع تقلُّدها المنصب، اختفت إنسانيتها وشغفها الإنساني كشاهد على الإبادة الجماعية التي صنعت اسمها في بداية الألفية الثالثة، تُرى ماذا جرى لإنسانيتها وإنسانية أمثالها؟ وهل إبادة قوم غير إبادة أقوام أخرى؟ أم أن العدالة أمر يتجزأ؟ وهل الإبادة شرّ في رواندا، ولكن الإبادة خير في غزة؟

أسئلة سامانثا باور لإدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون التي حدثت في عهده كانت أسئلة محرجة للإدارة الأميركية، وهي أسئلة جديرة بالتكرار هنا، من أجل تذكِرة سامانثا وإدارة بايدن بأن ثمة إبادة بشعة تُبث يومياً وعلى الهواء مباشرة ولمدة تسعة أشهر؛ فهل اختلف الحال في غزة عندما يكون الجاني شريكاً لك.

فما أسئلة سامانثا لإدارة كلينتون التي لا تجرؤ أن تسألها لحكومة هي عضو فيها؟ سألت السيدة باور أسئلة كثيرة، منها: لماذا لم تفعل أميركا شيئاً تجاه الإبادة في رواندا؟ وهل من المعقول أن الرئيس كلينتون لم يكن يعلم بالإبادة، كما ظهر من خلال ملاحظاته التي كتبها على هامش تقرير لساندي بيرغر مسؤول الأمن القومي؟ ثم مَن المسؤول من الساسة الذين أُنيطت بهم أمور الحياة والموت والذين أداروا السياسة الخارجية في تلك الفترة؟ وهل كانت هناك أصوات داخل الإدارة أو خارجها تندد بالإبادة الجماعية؟ ولماذا لم تفعل أميركا شيئاً لوقف الإبادة؟ ولماذا حتى عندما قدم كلينتون اعتذاراً أثناء زيارته لرواندا كان اعتذاراً باهتاً؟

هذه أسئلة السيدة باور التي يستطيع القارئ أن يبدل فيها كلينتون ببايدن، ورواندا بغزة، ويسأل الأسئلة ذاتها لسامانثا، المسؤولة في الإدارة الأميركية اليوم، لا صحافية الأمس.

أعرف أن السيدة باور لن تقرأ هذا المقال، وأننا نكتب على هامش التاريخ؛ فهم يمتلكون المتن، ولنا الهامش. ومع ذلك، فلا بد أن نذكِّرها وأنفسَنا بأننا متفرجون على الإبادة معاً.

الخزي الأميركي والنفاق ليس حالة منفردة تتجلى في مقال سامانثا باور أو كتابها، ولكن الأمر أعمق ويحتاج إلى نقاش جاد بيننا وبينهم.

أذكر عندما ذهبت لأميركا أول مرة كانت الطبقة السياسية والثقافية في المجتمع الأميركي غارقة في الاحتفال بحصول إيلي فيزال Elie Wiesel على جائزة نوبل للسلام (1986) كأميركي يهودي ناشط في تذكير العالم بإبادة اليهود المعروفة بالهولوكوست. كان وجه فيزال يملأ الشاشات الأميركية، ومع ذلك في أول مواجهة لفيزال مع المثقف العربي الأميركي إدوارد سعيد، فشل فيزال في أول اختبار له عن عنف اليهود ذاتهم ضد الشعب الفلسطيني.

كان إيلي فيزال من أشد المنافحين عن إسرائيل وسياساتها الاستيطانية، ورأى أن إقامة دولة إسرائيل ردّ فعل طبيعي لما جرى في المحرقة (الهولوكوست)، وكان إدوارد سعيد يرى تناقضاً في سيرة فيزال التي تمجد تجربته كأحد الناجين من المحرقة وتشجيعه إسرائيل على العنف ضد الفلسطينيين.

رغم انتقادي لإدوارد ذات مرة، فإنه كان يمثل صوتاً ثقافياً مهماً في الساحة الأميركية قل تكراره ضمن العرب الأميركان؛ فقد كان شخصاً نادراً في الثقافة عموماً، من الموسيقى إلى النقد الأدبي، مما مثَّل رمزاً حياً مضاداً لما كان يرويه يهود نيويورك عن تخلُّف العرب.

بين إيلي فيزال الناجي من المحرقة والآيرلندية الأميركية سامانثا باور الناجية من مجاعة البطاطس مرة، ومن عنف الإنجليز في آيرلندا مرة أخرى، هناك نوع آخر من المتفرجين عن الإبادة، ولكن في مقاعد المقصورة وليس المقاعد العادية للمتفرجين؛ متفرجون برؤية منقسمة يرون الحق بعين واحدة ونصف قلب وربع عقل، يحصدون الجوائز؛ من «بوليتزر» إلى «نوبل» على رواية انتقائية للظلم.

الظلم ظلمات، ومن ظلماته أنه يحجب الرؤية، حتى لو كان المتفرجون في المقاعد الوثيرة للدرجة الأولى. غزة خطيئة الغرب الثقافي الذي لم ينطق بشيء ذي بال ضد إبادة تُبَثّ بثاً حياً على مدار الساعة، ولا تحتاج إلى مؤرخين أو رواة لينقبوا عن قصة من الأرشيف، مثل إيلي فيزال أو سامانثا باور، فكلنا نشاهدها، ولكن كمتفرجين؛ كل حسب موقعه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في مقاعد المتفرجين على الإبادة في مقاعد المتفرجين على الإبادة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية

GMT 02:33 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"رينود" يتسبب في تشنج الأوعية الدموية لأصابع اليدين

GMT 00:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تؤكّد أهمية تجربة عملها مع عادل إمام

GMT 09:51 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تشارك في مشروع طاقي في ابن جرير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib