سميحة أيوب «جوة المنهج»

سميحة أيوب «جوة المنهج»

المغرب اليوم -

سميحة أيوب «جوة المنهج»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

لم تسْعَ يومًا إلى منصب، ولم تبحث أبدًا عن لقب، المناصب هي التي سعت، والألقاب كانت تلاحقها، صار اسمها الخماسى (سميحة أيوب سيدة المسرح العربى) بتوقيع من الرئيس السورى السابق حافظ الأسد، ولا تزال سيدة المسرح في عز وهجها، سنوات عمرها التسعون تزيدها حماسًا وألقًا وشبابًا.

هل أُنشط ذاكرتكم وأقول لكم إن الموسيقار محمد عبدالوهاب لم يترك ريشة العود، حتى وهو في التسعين، وآخر ألحانه (أسألك الرحيل) لنجاة تفيض بروح الموسيقى الشبابية. صلاح طاهر، الفنان التشكيلى الكبير، لم يلقِ أبدًا بالفرشاة، حتى تجاوز الخامسة والتسعين. سميحة أيوب لا تزال تتمتع بكامل لياقتها الجسدية والذهنية داخل الاستديو، تؤدى برشاقة وحضور لافت أدوارها، وهكذا استحقت عن جدارة أن تصبح مادة تُدرس في المنهج الدراسى لطلبة الصف السادس الابتدائى.

هل الأحلام مثل الثمار تنضج على الأشجار وإذا فات وقت قطافها، تسقط على الأرض، وتسحقها الأقدام، أم أن هناك أحلامًا تنمو وتتغير لتواكب الزمن؟. قرأت، قبل نحو عامين، عن إيطالى يفصله عن حاجز المائة أربعة أعوام، حقق حلمه القديم، وحصل على شهادة جامعية من قسم الفلسفة ليعيش أحلى سنوات عمره.

مؤكد أنه كان يقرأ طوال سنوات الدراسة. هذا السؤال يُطل في العيون قبل أن تنطق به الشفاه، هل الأمر يستحق كل تلك المعاناة.. قراءة وكتابة ومذاكرة وحفظ وتوتر وامتحانات؟. سميحة أيوب مع كل عمل فنى جديد تصبح هي هذا الطالب المجتهد.

المبدع يظل حتى اللحظة الأخيرة يملأ الدنيا حضورًا، لا يشغله أبدًا تاريخ الميلاد في جواز السفر، تظل تلك مجرد أرقام نتعامل معها فقط عند تجديد وثيقة السفر، كثيرًا ما كنت أشاهد في الشهور الأخيرة سميحة أيوب وهى تلبى الدعوة وتحضر عروضًا مسرحية يقدمها أحفادها، ولا تكتفى أبدًا بمجرد التهنئة المحايدة، عندما تجد ملاحظات على العرض المسرحى تبدأ في سردها ومناقشة صُناع العرض، ولا تتعالى أبدًا على آرائهم، حتى لو تعارضت مع قناعاتها.

الفنان في علاقته بالزمن تتعدد سبل مواجهته، هناك مَن يطور ويُحدث أدواته يوميًّا بالمتابعة والمشاهدة، وهناك مَن يتحول إلى ناقم على الزمن الحالى، ولا يرى الجمال إلا في سنوات الماضى الذي كان فيها نجمًا متوجًا.

هكذا مثلًا كان المطرب القديم صالح عبدالحى، الذي يتذكر له بعض القراء أغنية واحدة، سجلها له التليفزيون (المصرى)، الذي كان يسمى وقتها في مطلع الستينيات (العربى)، ذهب إلى الاستديو على كرسى متحرك، وغنى: (ليه يا بنفسج بتبهج/ وانت زهر حزين؟!)، تأليف بيرم التونسى، وتلحين رياض السنباطى، وحتى الآن لا أدرى لماذا نستكثر على البنفسج الحزين أن يبتهج، ولو مرة واحدة في العمر؟.

كان صالح عبدالحى أحد أساتذة محمد عبدالوهاب، وعندما سألوه عن المطربين الذين كانوا في ذلك الزمن يطلقون عليهم شبابًا مثل عبدالحليم ونجاة وصباح وفايزة؟، جاءت إجابته: (لا ينافسون بأصواتهم سوى أصوات الصراصير).

سميحة أيوب لا تتعالى على الأجيال الجديدة، حتى لو اختلف الأسلوب، ولم تتوقف عن التعلم، ولم تُضبط يومًا وهى تلقى فقط بالورود على الماضى الجميل، بينما تلقى على وجه الحاضر القبيح (ماء النار)، سميحة أيوب تدرك أن الحاضر مثل الماضى به جمال، كما أن به قبحًا، دور الفنان الحقيقى هو مواجهة القبح بالجمال. (سميحة أيوب جوة المنهج)، (سميحة أيوب نورتى المنهج)، (سميحة أيوب أنتِ المنهج)!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سميحة أيوب «جوة المنهج» سميحة أيوب «جوة المنهج»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 01:12 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون وعباس يعلنان تشكيل لجنة لصياغة دستور فلسطين
المغرب اليوم - ماكرون وعباس يعلنان تشكيل لجنة لصياغة دستور فلسطين

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية

GMT 02:33 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"رينود" يتسبب في تشنج الأوعية الدموية لأصابع اليدين

GMT 00:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تؤكّد أهمية تجربة عملها مع عادل إمام

GMT 09:51 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تشارك في مشروع طاقي في ابن جرير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib