منى زكي رئيسة جمهورية منى زكي

منى زكي رئيسة جمهورية منى زكي

المغرب اليوم -

منى زكي رئيسة جمهورية منى زكي

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

بعد عرض الحلقة الأولى من مسلسل «تحت الوصاية» قلت إنه «الحصان الأسود»، الذي سيتقدم كل الصفوف في السباق الرمضاني، وبعد بضع حلقات، صار حديث الناس. العمل الفني ليس مجرد رسالة إيجابية يتبناها صُناعه، ولكن قبل كل ذلك وبعده، بناء متكامل مقدم في قالب ممتع يجذب الجمهور.
قالوا إن المسلسل حرَّك الأجهزة البرلمانية في مصر لتغيير ما يعرف بقانون «المجلس الحسبي»، الذي يمنح الولاية للجد أو العم بعد وفاة الأب، بينما الأم تبدو في عرف القانون غير مؤهلة لتحمل مسؤولية أبنائها.
أكثر من دولة عربية في السنوات الأخيرة أوقفت العمل بهذا القانون الذي يتبنى نظرة دونية للمرأة.
تقدمت إحدى النائبات في مجلس الشعب المصري بطلب للتغيير، واكتشفنا أنها قدمته قبل ثلاث سنوات، وأنها لم تكن المرة الأولى، التي تقترب فيها الدراما من تلك القضية الشائكة الحساسة، التي يسعى بعض المتزمتين لإضفاء طابع شرعي عليها، حتى لا يقترب أحد للمناقشة، رغم أنها مجرد اجتهاد من أحد المشرعين في القانون، وهو ما يمكن أن يسقطه اجتهاد الآخر.
تعودنا كما يبدو على الارتكان إلى ما توارثناه من جيل إلى جيل، دون إعمال لأفضل ميزة منحها الله للبشر، كثيراً ما نمنح عقولنا إجازة مفتوحة حتى نريح ونستريح.
المسلسل ألقى حجراً في المياه الراكدة، ودفعنا للسؤال عما كنا نعتقد أنه من البديهيات، التي لا تحتمل مجرد السؤال.
بعض الأعمال الفنية أدت إلى تغيير في عدد من القوانين مثل «جعلوني مجرماً» بطولة فريد شوقي، الذي أدى بعد عرضه قبل نحو 70 عاماً لإلغاء السابقة الأولى، التي كانت تمنع من أدين بأي حكم قضائي من العمل الشريف، كذلك فيلم «كلمة شرف»، وبالصدفة بطولة فريد شوقي، الذي طالب بأن من حق السجين الخروج لمدة محددة لتقبل عزاء والديه أو لزيارتهما في المستشفى، كما أن فيلم «أريد حلاً» بطولة فاتن حمامة، المأخوذ عن واقعة حقيقية أشار إلى معاناة المرأة التي لا تنتهي لو طلبت الطلاق، حتى أنها تفقد كل حقوقها القانونية والشرعية ولا تنال أيضاً الطلاق، مع الزمن تم تطبيق قانون «الخُلع»، المستمد من الشريعة.
هل حقاً الأعمال الفنية تملك كل هذه الصلاحيات، البعض يحملها أكثر من طاقتها، وكما أنها ينظر إليها إيجابياً بقدرتها على حل المشكلات الاجتماعية، تجد نفسها المتهم الأول في إفساد منظومة التعليم كما حدث مع مسرحية «مدرسة المشاغبين»، التي توجه إليها سهام الإدانة منذ نصف قرن وحتى الآن، إلى درجة أن بعض الدول العربية كانت تمنع عرض المسرحية خوفاً على ضياع منظومة التعليم، بينما المسرحية كانت تعبر الحدود وقتها من خلال شريط الكاسيت، واحتلت في الذاكرة لقب أشهر مسرحية مسموعة.
على الجانب الآخر، انتشار البلطجة صاروا يحملونه إلى محمد رمضان بسبب أفلامه ومسلسلاته وأغانيه، اعتبروها هي الدافع الأساسي وراء كل ما نراه من تجاوزات في الشارع.
لا أتصور أن تلك الرؤية صحيحة على الإطلاق، ولكنه نوع من الكسل الذهني في البحث عن الأسباب الموضوعية لأي خلل اجتماعي، على الفور يتحمل المسؤولية العمل الفني الذي يقدمه نجم محبوب، عادل إمام في «مدرسة المشاغبين» ومحمد رمضان «عبده موتة».
الفنان ليس هو المحرك الأساسي للجريمة، كما أنه لا يمتلك قَطعاً الحل السحري لمنعها، ليست لديه صلاحيات للتدخل في اللحظات الأخيرة لإصدار قرار جمهوري، هو فقط يلعب دور المحفز للتغيير، وفي تلك الحدود يثير القضايا، وعلى المسؤول أن يلتقط الخيط، الفنان رئيس جمهورية نفسه، منى زكي رئيسة جمهورية منى زكي!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منى زكي رئيسة جمهورية منى زكي منى زكي رئيسة جمهورية منى زكي



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 12:24 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل السبت26-9-2020

GMT 07:07 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

شائعة تبعد "مقالب رامز" عن بركان في الفلبين

GMT 19:46 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

البرلمان المغربي يصادق على مشروع قانون المالية لسنة 2020

GMT 12:54 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواصفات برج القوس ووضعه في حركة الكواكب

GMT 11:02 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

غاريدو يحمل فتحي جمال مسؤولية مغادرته للرجاء

GMT 00:38 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

سيدة ميتة دماغيًا منذ أربعة أشهر تنجب طفلة سليمة

GMT 00:01 2019 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فان دايك يتوج بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا

GMT 00:16 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

أمل الفتح يتوج بطلا ويحقق الصعود

GMT 01:30 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

بيع أوّل نسخة في العالم من "تويوتا سوبرا GR"

GMT 01:30 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أفكار لحديقة الزهور ولمسة من الجمال

GMT 10:18 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل حياة الدوقة كيت ميدلتون قبل زواجها من الأمير هاري

GMT 01:36 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

وفاء عامر تبدي ألمها بإصابة فاروق الفيشاوي بالسرطان

GMT 07:55 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

الأثاث البني موضة لن تنتهي في عالم الديكور

GMT 20:54 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

قائمة افضل لاعب في العالم بدون جريزمان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib