قضمة رمضانية

قضمة رمضانية!!

المغرب اليوم -

قضمة رمضانية

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

تعودنا قبل عصر الفضائيات على أن نفطر على نفس البرنامج ونشرب (العرقسوس) ونحن نشاهد ذات المسلسل.

كان عرض مسلسل على القناة الأولى، ينبغى أن تفصله فترة زمنية معتبرة عن مسلسل القناة الثانية، الوجبة الدرامية مقننة بدقة، برغم أن العدد محدود، ما بين الاجتماعى والأكشن والكوميدى والتاريخى والدينى والأطفال، والكل كان يتصارع لنيل شرف العرض الأرضى على شاشة تليفزيون الدولة، وهو ما دفع وزير الإعلام الأسبق، أنس الفقى، إلى تكوين لجنة للاختيار، رأسها الكاتب الكبير الراحل دكتور فوزى فهمى.

شاهدنا الصراع الساخن بين النجوم والنجمات، لضمان مساحة على التليفزيون الأرضى، بين الحين والآخر كانت تتدخل شخصيات لها ثقل سياسى من أجل الضغط لعرض عمل فنى تم استبعاده، إلا أن أنس الفقى كان يحرص على إقرار الديمقراطية، قد تعاد مشاهدة العمل الفنى، ولكن أبدًا لا يصدر قرارًا بالأمر المباشر.

خط فاصل بين رمضان ما قبل عصر الفضائيات، ورمضان بعدها، أتذكر أن نجمة شهيرة عندما علمت باستبعاد مسلسلها، ذهبت فى السابعة صباحًا أمام منزل الوزير، وكادت تلقى بنفسها تحت عجلات سيارته، فاضطر للتوقف وتقدمت بشكوى ضد قرار لجنة الاختيار.

كانت أيضًا الإذاعة، حتى مطلع الألفية الثالثة، لها نصيب معتبر من الاهتمام، وهناك نحو ساعة يضحى بها التليفزيون لجمهور الإذاعة، الذى ارتبط ببعض البرامج والمسلسلات، مثل فوازير آمال فهمى وبرنامج عمر بطيشة (البرنامج العام)، ومسلسل سمير عبد العظيم، وبرنامج إيناس جوهر (الشرق الأوسط)، وقطعًا هناك مسلسلات وبرامج أخرى، عذرًا لمن نسيتهم، فأنا أكتب من الذاكرة.

فى الماضى كنت بنسبة كبيرة أستطيع الرهان الصائب، وأكتب للزملاء اقتراحاتى، الآن بات الأمر بنسبة كبيرة محيرًا، كما أن التجربة علمتنى أن كثيرًا من المراهنات المسبقة تثبت على أرض الواقع فشلها الذريع (النظرى غير العملى).

منذ ذلك الحين أصبحت أطبق نظرية (الفأر الذكى)، استعرتها من فئران المنازل، أكيد تسلل يومًا فأر إلى منزلك، وأحضرت له عشرات من السموم وضعتها بعناية وذكاء على طعامه المفضل، ثم انتظرت أن تعثر على جثة الفأر ملقاة على الأرض، واكتشفت أن الفأر تزداد حركته ويزداد أيضًا وزنه وهو هانئ سعيد فى مقر إقامته الجديد؟!.

تعود الفأر بحكم التجربة ألا تخدعه المأكولات المفضلة، من جبن وطماطم، خبراته السابقة أكدت له أن فى هذه المأكولات (سمًا قاتلًا)، علم الآباء أبناءهم هذه الحيلة، اكتشفوا أنه من الممكن أن يجرب فأر كبير الطعام لأول مرة بكمية ضئيلة جدًا، قد تصيبه بتلبك معوى، ولكنها بالتأكيد لن تقضى عليه، ويستطيع بعد ذلك أن يؤكد لأبنائه أنه قد ضحى بنفسه لإنقاذهم.

المشاهد التليفزيونى أتصوره فى الأسبوع الأول من رمضان يطبق لا شعوريًا نفس النظرية، يأخذ القليل من المسلسلات والبرامج، يتذوق قضمة هنا وأخرى هناك، يتحمل مشهدًا هنا وآخر هناك، صحيح أنه يسعى وراء النجوم الذين صنعوا معه تاريخًا عبر تراكم السنوات، إلا أنه، بعد البدايات الأولى، من الممكن أن يولى وجهه شطر أى عمل فنى آخر لفنان جديد لم يصنع تاريخًا بعد، إلا أنه استطاع أن يستحوذ على مشاعره مع بداية الحلقات.

من الناحية العلمية ينصح المتخصصون بألا تزيد ساعات مشاهدة التليفزيون يوميًا عن ساعتين فقط، وبالطبع لا أحد يلتزم بهذه النصيحة، لا فى رمضان ولا شعبان، ولكن حتى لو زادت المساحة إلى 24 ساعة، فلن تستطيع أن تتابع أكثر من 1% فقط مما تقدمه كل الفضائيات الناطقة بالعربية.

الاختيار ضرورة حتمية، ولا وسيلة للتغلب على ذلك إلا باستعادة تجربة (الفأر الذكى)!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قضمة رمضانية قضمة رمضانية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات يخطفن الأنظار بصيحة الفساتين المونوكروم الملونة لصيف 2025

بيروت ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - 6 طرق بسيطة للحفاظ على صحة المفاصل ومرونتها

GMT 04:12 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث الفلكية للأبراج هذا الأسبوع

GMT 10:33 2023 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّف على المعدل الطبيعي لفيتامين "B12" وأعراض نقصه

GMT 22:42 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

سوق الأسهم الأميركية يغلق على انخفاض

GMT 05:44 2022 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع أسعار النفط في المعاملات المبكرة الجمعة

GMT 22:31 2022 الأحد ,19 حزيران / يونيو

المغرب يتسلم 4 طائرات أباتشي متطورة

GMT 14:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

والد صاحبه الفيديو الإباحي يخرج عن صمته و يتحدث عن ابنته

GMT 19:31 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة

GMT 08:54 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

رابطة حقوقية تدين احتلال إسبانيا لأراضٍ مغربية

GMT 03:10 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن أفضل 7 أماكن في جمهورية البوسنة والهرسك

GMT 07:59 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

الرئيس الأميركي يعين مارك إسبر وزيرًا للدفاع

GMT 21:53 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتعي بعطلة ساحرة وممتعة على متن أفخم اليخوت في العالم

GMT 08:33 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حالة الاقتصاد الروسي تعكس تراجع مؤشر ثقة قطاع الأعمال

GMT 01:47 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة أميركية تؤكد أن ثرثرة الأطفال دليل حبهم للقراءة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib