غالب المناصب

غالب المناصب

المغرب اليوم -

غالب المناصب

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

تكراراً، ومع الاعتذار: في مصر ظاهرة خاصة لا وجود لها تقريباً في العالم، وليس فقط في العالم العربي. فالصحافي والصحافة هما الحدث والموضوع والنقاش والقضية. قبل هيكل وبعده. وفي العهد الملكي وبعده. وجزء من هذه الظاهرة أن الحاكم أحاط نفسه دائماً بـ«متحدث». والمتحدث لم يكن فقط معبراً عن أفكار وسياسات «المعلم الكبير» بل كان في الغالب صديقاً حميماً وأميناً للأسرار السياسية والشخصية على السواء. وكان كريم ثابت، اللبناني الأصل، ينصح الملك فاروق حتى في شؤون عائلته، كما روى في مذكراته فيما بعد. أما محمد حسنين هيكل فكان عبد الناصر يبحث معه أمور أبنائه، وكان «الريس» يناديه «محمد»، وهيكل يناديه «جيمي» وفق روايته التي شكك فيها خصومه.
كان هيكل الأكثر مهارة وبراعة، في صناعة الصورتين: صورة الرئيس وصورته، إلى ما بعد عقود من غياب الأول. وحاول السادات أن يضمه إلى إرث الرئاسة، لكن تبين له سريعاً أن الأمزجة والطباع لا تورث، فأخرجه من دائرة الرضا وبحث عن البديل عند أنيس منصور وموسى صبري وأحمد بهاء الدين. أما الرئيس مبارك فقرر التخلي عن التقليد وتعميم الصداقة، ولم يغفر له هيكل هذا الخيار، فضمه إلى لائحة المغضوب عليهم. ولا أعتقد أنه كان للكتاب الأخير عنه أهمية سياسية أو شعبية.
الظاهرة الأخرى في صحافة مصر، كانت الكاتب الذي ليس صحافياً، و«متحدث» الرئيس الذي ليس كاتباً، و«المقرب» الذي لم يبعد إلى منصب أعلى، كما حدث مع عمرو موسى وأحمد أبو الغيط في وزارة الخارجية وأمانة الجامعة العربية. بدل ذلك بلغ الدكتور مصطفى الفقي أرفع المناصب الدبلوماسية والأكاديمية التي كان آخرها رئاسة مكتبة الإسكندرية.
التقيته في معرض الكتاب في أبوظبي، سألته أخبار المكتبة والإسكندرية، فقال: «خلاص تعبت. 16 ألف موظف». ومنذ أيام أعلن رسمياً أنه لن يجدد، وبدأ كتاب مصر في «تغطية الحدث». ولن يقبل الدكتور مصطفى أقل من الإجماع بين أهل هذه المهنة التي ظل داخلها وخارجها، فما تركها يوماً ولا تفرغ لها يوماً. لكنه نقل إليها كل خبرة ومعرفة أتقنها في السياسة والدبلوماسية والحياة الأكاديمية.
بسبب هذا الموقف استطاع أن يحمي نفسه من الخصوم في أكثر المهن ازدحاماً بهم: السياسة والصحافة. وجميع الذين يكتبون في تقييم مراحله الثرية الآن، يجمعون على عنوان واحد. إنه أكبر من المنصب. وإذ ينصرف الآن إلى الصحافة وكتابات السير والذكريات، فإن مكتبته سوف تزداد وزناً وحجماً، وخصوصاً تنوعاً. وقراؤه سوف يزدادون علماً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غالب المناصب غالب المناصب



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 12:50 2021 الخميس ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أولمبيك خريبكة يحقق "الريمونتادا" أمام النهضة البركانية

GMT 05:07 2017 الثلاثاء ,15 آب / أغسطس

أطروحة سيئة الذكر

GMT 11:15 2022 السبت ,11 حزيران / يونيو

أفضل الفنادق الفاخرة في باريس

GMT 14:45 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

رسميًا تشيلسي يعلن تعاقده مع إدوارد ميندي

GMT 19:59 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

قلق في الحسنية بسبب إصابة نجم الفريق قبل مواجهة أنييمبا

GMT 10:52 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

الملكة إليزابيث تستدعي حفيدها لاجتماع أزمة

GMT 15:40 2019 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

العثور على أفعى كوبرا برأسين في مدينة هندية

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الإمارات والمغرب يبحثان تحضيرات "إكسبو 2020"

GMT 18:31 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سعيد الصديقي يعترف بتراجع مستوى يوسفية برشيد

GMT 13:26 2019 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة فعالة لتنظيف السيراميك باركيه

GMT 16:06 2016 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

مجموعة إيلي صعب Elie Saab خريف 2016

GMT 23:21 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

ننشر تطورات مُثيرة بشأن صورة "ماء العينين"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib