لمن يشكو الكتّاب

لمن يشكو الكتّاب

المغرب اليوم -

لمن يشكو الكتّاب

سمير عطاالله
سمير عطاالله

يتعامل كتّاب الأعمدة مع قرائهم مثلما يتعاملون مع أصدقائهم وأهلهم. يشكون إليهم في الأسى ويطلعونهم على أفراحهم مثل الأطفال. وتصبح هذه عادة عند الفريقين. وكان أنيس منصور يشكو الأرق الذي يعاني منه. أو يتذكر تلك الإيطالية التي مرت في حياته ولم تغادر. وفي الماضي اكتشفت «التايم» أن قراءها يهتمون بأخبار المراسلين الشخصية، أكثر من اهتمامهم بالأحداث نفسها، فصارت تصدر أسبوعياً وصفحتها الأولى عن كيفية تحضير العدد، وماذا فعل المراسلون والمحررون والمصورون.

واعتمد هذا الأسلوب الصحافي الريادي ياسر هواري، أول رئيس تحرير لـ«الأسبوع العربي». ومتأخرة فعلت ذلك «النهار» أيضاً في نشرة شهرية مع العدد اليومي سمّتها «أخبار النهار»، لكنها لم تلق النجاح الذي عرفته المطبوعات الإضافية الأخرى. فأوقفت صدورها.

كاتب «الأهرام» العريق صلاح منتصر، من أصحاب الأعمدة التي أتابعها بانتظام، ففيها روح الشباب وبساتين المعرفة وثمار السنين. وفيها آداب وخلق المؤدبين. وفيها دروس وحكايات من الصحافة وما يسميه الزملاء المصريون «الديسك». أي طاقم الجنود المجهولين الذين يجلسون خلف مكاتبهم الليل والنهار لكي توضع الجريدة بين يديك.

حدث في الآونة الأخيرة أن كان صلاح منتصر يجلس مع زوجته في أحد المقاهي عندما راح يحدثها عن الدبابات التي تمر أمامه. ظنته في البداية يمازحها، لكنها أدركت في سرعة أن الزوج العزيز مصاب بهلوسة لعينة. ومن المقهى إلى المستشفى. روى صلاح منتصر القصة وكيف هبّ إلى مساعدته أصدقاؤه الأطباء والصحافيون، وخصوصاً جاره في «الأهرام» فاروق جويدة.
ماذا يعني القارئ من هذه المسألة؟ هل هو طبيب أو صديق؟ هو كلاهما. هو الذي يكتب له كل يوم عن أعاصير الهند، أو رحلته إلى هوليوود، أو مقابلته مع الرئيس السادات. هو، في نهاية المطاف، كاتب عند ذلك الإنسان الذي لم يرَه في حياته ولن يقابله أبداً. ومع ذلك يفيق كل يوم إلى لقائه ويجده في الانتظار: هات ما عندك يا رجل.

طبعاً لم أقرأ عمود صلاح ذلك النهار مثل أي قارئ آخر. بل قرأته مثل الأصدقاء الذين آلمهم كثيراً ما حدث له. وقد فتح ذلك أمامه باباً للكتابة عن الأصدقاء والصداقة، ممتعة هي أيضاً. كل شيء يتحول إلى أدب، قال ماركيز مرة. والصحافي يحوّل كل شيء إلى مقال. العافية والصحة التامة، أخي صلاح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمن يشكو الكتّاب لمن يشكو الكتّاب



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات يخطفن الأنظار بصيحة الفساتين المونوكروم الملونة لصيف 2025

بيروت ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - 6 طرق بسيطة للحفاظ على صحة المفاصل ومرونتها

GMT 04:12 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث الفلكية للأبراج هذا الأسبوع

GMT 10:33 2023 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّف على المعدل الطبيعي لفيتامين "B12" وأعراض نقصه

GMT 22:42 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

سوق الأسهم الأميركية يغلق على انخفاض

GMT 05:44 2022 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع أسعار النفط في المعاملات المبكرة الجمعة

GMT 22:31 2022 الأحد ,19 حزيران / يونيو

المغرب يتسلم 4 طائرات أباتشي متطورة

GMT 14:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

والد صاحبه الفيديو الإباحي يخرج عن صمته و يتحدث عن ابنته

GMT 19:31 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة

GMT 08:54 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

رابطة حقوقية تدين احتلال إسبانيا لأراضٍ مغربية

GMT 03:10 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن أفضل 7 أماكن في جمهورية البوسنة والهرسك

GMT 07:59 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

الرئيس الأميركي يعين مارك إسبر وزيرًا للدفاع
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib