بين فلاديمير وفولوديمير

بين فلاديمير وفولوديمير

المغرب اليوم -

بين فلاديمير وفولوديمير

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

ثمة قاعدة نادراً ما تخطئ: الذي يغير في مواقف وسياسات الدول الكبرى، هو الضغط الداخلي، لا الخارجي. حرب فيتنام أنهاها الإجماع الأميركي لا قرارات الأمم المتحدة. انسحاب بايدن (قرار اتخذه سلفه ترمب) من أفغانستان جرى بسبب المعارضة الأميركية. خروج فرنسا من الجزائر والهند الصينية والسويس، كان سببه الأول داخلياً. تطول الحروب والأزمات والمآسي، عندما ينعدم أثر الرأي العام الداخلي، في الصحافة أو البرلمان أو غيرها. أو عندما تعامل كل هذه المؤسسات على الطريقة الروسية، وأسلوب بوتين: معارضون مسممون في الخارج، ومعارضون في سجون الداخل، وصحافة لم تغير حتى أسماءها من زمن السوفيات: تاس. إزفستيا، برافدا.
يمتاز بوتين عن أسلافه بالوضوح الشديد: لا ضرورة حتى للغطاء القانوني. يصل كبير المعارضين إلى موسكو فيُرسَل فوراً إلى السجن. يتحرك المعارضون في كازاخستان، فيحرك بوتين المظليين الروس. لا حكومة ولا برلمان ولا حتى مؤتمر استشاري. اليوم روسيا على حافة الغزو الرابع أو الخامس، وحتى اللحظة لم يظهر إلى الناس رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين الذي يطل عندما تدعو الحاجة. لا حاجة حتى الآن ولا وقت للمظاهر ولا معنى. فالبلاد على حافة الحرب، ومعها أميركا وأوروبا وبعض آسيا، والكلمة لرئيس مكتب الـ«كي جي بي» السابق في برلين الشرقية. وحده.
العادات القديمة لا تتغير بسهولة. وعادة سيف الدولة الطعن في العدا. ومن يُرِد الاعتراض، فليراجع اللائحة أولاً.
عندما انهار الاتحاد السوفياتي توقع الناس أن تصدر في موسكو عشرون صحيفة على الأقل. لا، يا سيدي لا. تاس. إزفستيا. برافدا. أو على الحيطان. يقول بوريس جونسون إن حرب أوكرانيا على وشك أن تنفجر. ويهدد وزير خارجية أميركا بخمسين إنذاراً و60 تصريحاً و17 بياناً. والرفيق بوتين لا يلين ولا يستكين والسجع مجرد مصادفة لغوية تعبّر عن واقع الحال.
والحال أن الدب القطبي لا يعنيه جوار عمره مئات السنين، ولا الفارق في القوة، ولا أن الأوكرانيين (وطبعاً الأوكرانيات) كانوا مطمئنين إلى درجة أنهم انتخبوا كوميدياً شعبياً رئيساً للدولة. آيه، تفضلوا اضحكوا وأنتم تصغون إلى السيد فولوديمير زيلينسكي يعد بزيادة القوات المسلحة مائة ألف عسكري خلال 3 سنوات. يا رفيق، الوطيس في عز حماوته الآن، إلَّا إذا كنت تريد أن تضحك مواطنيك الخائفين.
السيد فولوديمير رئيس لخمس سنين، بينما الرفيق فلاديمير، تفضَّل عد معي: 5 + 5 + 5 زائد خمستين: الآزل والأبد ومدى الحياة: وضوح ما بعده وضوح، فلاديمير فلاديميروفيتش. ومن الآن حتى ذلك اليوم، سوف يعيش العالم على إيقاع العقيد بوتين، ويضحك لقفشات زيلينسكي: 100 ألف جندي في ثلاث سنوات لمواجهة جيش روسي من 3 ملايين فاعل واحتياطي! لماذا لا تعود إلى الكوميديا؟
* ملاحظة: ورد خطأ في زاوية «متحف العطور» اسم المهندس محمد أبو حجر، على أنه محمد أبو مجد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين فلاديمير وفولوديمير بين فلاديمير وفولوديمير



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 13:33 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

إصابة نجل جوليا بطرس بفيروس كورونا في لندن

GMT 13:50 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

توقيف شقيقين نقلا جثة والدهما إلى منزله في بني سويف

GMT 15:33 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أخطاء شائعة عند تحضير ديكور غرفة المعيشة

GMT 09:10 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

2.9 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع

GMT 09:46 2018 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

حفلة لفرقة "رباعي كوينز" في قصر المانسترلي الخميس

GMT 05:29 2018 السبت ,18 آب / أغسطس

كيف تصالح حبيبتك حين تغضب أو تحزن منك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib