موسكو وواشنطن اليوم غير ما كانتا بالأمس
دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية
أخر الأخبار

موسكو وواشنطن اليوم... غير ما كانتا بالأمس

المغرب اليوم -

موسكو وواشنطن اليوم غير ما كانتا بالأمس

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

إن رفع انقلابيي النيجر العلم الروسي، في العاصمة نيامي، مؤشر لا يصحّ التقليل من شأنه، سواء كانت الغاية منه إعلان الولاء أو السعي للاستقواء، ثم أن تشكُّل محوّر عسكريتاري مناوئ لفرنسا، يمتد من النيجر شرقاً إلى مالي وغينيا غرباً مروراً ببوركينا فاسو، يؤكد صحة ما يُرصد من تحوُّلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى والساحل ضد القوة الاستعمارية المهيمنة سابقاً.

هذا المحوّر المتشكّل يثبت أن ما بدا لبعض الوقت «نزق» شبابٍ عسكري مغامر يتقاطع مع ولاءات قبلية وإثنية وشخصية، بات أكثر من ذلك بكثير، في ظل واقعين:

- الأول، وجود الجماعات المتطرّفة المسلحة - ومنها «داعش» ومشتقاتها - في كيانات المنطقة، وفي طليعتها مالي.

- والثاني، الطموحان المعلنان لكل من موسكو وبكين في «اختراق» مناطق عدة في القارة الأفريقية، اقتصادياً وسياسياً وأمنياً.

في المقابل، لا يجوز أن تُخفي «رمزية» رفع العلم الروسي على وقع التنديد بفرنسا وإرثها ومصالحها المالية والتعدينية في السياق الأفريقي الحالي، حقائق أساسية تتصل بما عاشه العالم طوال معظم فترات القرن الـ20... ولكن بالذات، إبّان «الحرب الباردة» منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وحتى انهيار «جدار برلين» و«حلف وارسو» والاتحاد السوفياتي.

طبعاً، يحقّ لانقلابيي النيجر، ولزملائهم في مالي وبوركينا فاسو وغينيا، الكلام عن «الإرث الإمبريالي» الغربي – والفرنسي تحديداً – لكون هذه البلدان مستعمرات فرنسية سابقاً. وفي الواقع، لم تكتف فرنسا برسم حدود كياناتها، وصنع العديد من نخبها واستغلال مواردها فقط، بل فرضت أيضاً عليها لغتها وثقافتها.

أيضاً، من حق انقلابيي النيجر و«رفاقهم» في بوركينا فاسو ومالي وغينيا - بل كل مواطني البلدان الأربعة - رفض العودة إلى زمان استغلال الحقبة الاستعمارية ثروات المنطقة. وبالمناسبة، فإن اثنين من البلدان الأربعة المذكورة قادهما زعيمان من أبرز زعماء ما كان يُعرف بـ«حركة التحرّر الوطني الأفريقي» التي أنجزت الاستقلال عن الاستعمارين الفرنسي والبريطاني، هما أحمد سيكوتوريه في غينيا، وموديبو كيتا في مالي.

بيد أن الفارق الأساسي في صراع الشرق والغرب على أفريقيا «أيام» سيكوتوريه وكيتا و«يومنا» هذا... هو المضمون الآيديولوجي.

ففي الماضي، كانت «الكتلة الشرقية»، بزعامة الاتحاد السوفياتي والصين الشعبية، تطرح نظاماً أممياً جديداً يقوم على مفهوم «الاشتراكية العلمية» (أي الشيوعية)، مع القبول بـ«حالات مخفّفة» من الفكر والممارسة «الاشتراكيين» مراعاة لظرف كل بلد وكل زعيم حليف. وكان الخطاب السياسي المعبّر عن هذه «الكتلة» يروّج لطروحاته تحت شعارات العدالة الاجتماعية، ومكافحة آفات الجوع والجهل والمرض، ومحاربة الاستغلال والاحتكارات عبر التأميم، وتأكيد حق الشعوب في تقرير المصير بعيدأً عن مصالح القوى الغربية المهيمنة.

ومقابل هذا النموذج، كان خطاب كتلة القوى الغربية، وبين أقواها قوى «الاستعمار الكلاسيكي القديم»، يسوّق لمصالحها بطرح مفاهيم احترام الحريات العامة، وصون المعتقدات الدينية، والاقتصاد الحر والنجاعة المالية عبر دعم النُّخَب باعتبارها الأقدر «صنع» البحبوحة، والأقدر على إدارة الموارد الوطنية والتفاهم مع الأسواق العالمية.

وهكذا، باختصار، بينما كان الشرق يبشّر بالعدالة والضمانات الاجتماعية (بما فيها التعليم والتطبيب المجانيان)، رأينا يدافع الغرب عن الحرّيات الخاصة، والتديّن، والمبادرة الفردية، وجدارة المُنعَمين بثرائهم ونفوذهم.

لكن هذا الوضع ما عاد قائماً اليوم.

ذلك أن «موسكو - فلاديمير بوتين» ما عادت عاصمة لدولة «اشتراكية سوفياتية» تطرح نظاماً أممياً يعتمد مفهوم «الاشتراكية العلمية»، ولا بكين - شي جينبينغ نسخة ظلت طبق الأصل عن تجربة الرفيق ماو و«مسيرته الكبرى». بل، كما قال لي قريب عزيز وصديق لامع - كان في الماضي شيوعياً ناشطاً - «اليوم فرنسا ودول أوروبا الغربية والشمالية أقرب إلى الاشتراكية من روسيا والصين»!

وبالفعل، الحزب الشيوعي الحاكم سابقاً في روسيا أضحى قوة معارضة هزيلة تقبع في الظل، بينما يدير «الكرملين» ويتحكّم ببلد نظام سلطوي «قومي روسي» و«مسيحي أرثوذكسي» تلعب فيه «الكارتيلات» المالية، و«واجهاتها» من المليارديرات، دوراً مركزياً.

في الصين، أيضاً، لم يبق من «الشيوعية» إلا اسمها؛ إذ تتعايش «الترستات» والمجموعات الصناعية الضخمة - الخاصة والحكومية - جنباً إلى جنب، ويغزو إنتاجها أسواق الدول الرأسمالية، وتُحال أزياء «الرفاق القدامى» من الزي العسكري الخاكي إلى التقاعد... لتحل محلها البدلات الغربية الداكنة وربطات العنق الأنيقة، حتى في مؤتمرات الحزب وزيارات كبار شخصياته إلى الخارج.

ولكن، مهلاً. إذا كانت المفاهيم التي يروّج لها «الشرق» الشيوعي سابقاً قد غدت أثراً بعد عين، ألم يطرأ تطوّر موازٍ على مفاهيم «الغرب» بين الأمس واليوم؟

بلى، باعتقادي طرأ تطور كبير ومقلق على الحياة السياسية في الدول الغربية. وثمة متشائمون يظنون أن التبدلات السياسية - المتطرفة قومياً ودينياً وعرقياً وشعبوياً - التي تعيشها هذه الدول في العقدين الأخيرين أضحت أخطر من أن تلجمها أو تلغيها آليات الديمقراطية الانتخابية، وعلى رأسها تداول الحُكم، واستقلالية السلطات، وحيادية القضاء.

تجارب دونالد ترمب في الولايات المتحدة، وسيلفيو برلوسكوني وورثته من «الفاشيين الجدد» في إيطاليا، وانفصاليي «بريكست» في بريطانيا، ناهيك من تعايش فرنسا مع الحالات «اللوبنية» و«الزمورية» الموغلة في تطرّفها الشعبوية المستفزة لأبشع نوازع العنصرية، كلها تجارب عملية تشي بتناقص «مناعة» الديمقراطيات الغربية ضد فيروس العنصرية الفاشية.

نعم... موسكو وبكين نسيتا اشتراكية الأمس و«طوباوياتها»، ولكن أيضاً ما عاد يحق لواشنطن والعواصم الغربية التبشير بفضائل «سلعها» الديمقراطية التي تُداس يومياً تحت أقدام الشعبويين... وتُهان على منابر إعلامهم. إذا كانت المفاهيم التي يروّج لها «الشرق» الشيوعي سابقاً قد غدت أثراً بعد عين، ألم يطرأ تطوّر موازٍ على مفاهيم «الغرب» بين الأمس واليوم؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسكو وواشنطن اليوم غير ما كانتا بالأمس موسكو وواشنطن اليوم غير ما كانتا بالأمس



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib