الديمقراطية تعيد اكتشاف أهمية الخبز والمسكن والعيش الكريم
حكومة الاحتلال الإسرائيلية تُوافق بالإجماع على إقتراح وزير العدل ياريف ليفين بإقالة المدعية العامة غالي بهاراف ميارا المرصد السوري لحقوق الإنسان يعلن إرتفاع حصيلة قتلى الاشتباكات بين الفصائل المحلية والقوات السورية في السويداء مقتـ.ل 14 سودانياً أثناء فرارهم من مدينة محاصرة في دارفور طائرة مغربية تتفادى اختراق المجال الجزائري المحظور إضراب 3200 عامل في شركة بوينغ للصناعات العسكرية بعد رفض عرض عقد جديد مقتل الفنانة ديالا الوادي في هجوم مسلح على منزلها بالعاصمة دمشق وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر يُناهز 79 عاماً بعد صراع طويل مع المرض الكاف يرفع قيمة الجوائز الإجمالية لبطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين إلى 10.4 ملايين دولار النادي الرياضي المكناسي يظفر بثلاث كؤوس في بطولة المغرب للسباحة ويؤكد تألقه الوطني النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يغيب عن إنتر ميامي بسبب إصابة عضلية ونادي إنتر ميامي لا يحدد موعد العودة
أخر الأخبار

الديمقراطية تعيد اكتشاف أهمية الخبز والمسكن والعيش الكريم!

المغرب اليوم -

الديمقراطية تعيد اكتشاف أهمية الخبز والمسكن والعيش الكريم

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

ظاهرة زهران مَمداني، المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، كبرى مدن أميركا وأعرقها، أيقظت الشارع الأميركي من سبات بدا في «عصر» دونالد ترمب سباتاً طويلاً...

من دون تعجّل الأمور، يجب الإقرار بأن الشاب الأفرو - آسيوي المسلم، الذي لا يتحرّج في وصف نفسه بأنه «اشتراكي»، لم يربح بعد سوى جولة واحدة.

جولة واحدة فقط... في حرب ضَروس تخوضها قوى الاعتدال و«التقدمية» في الديمقراطيات الغربية ضد صعود أقصى اليمين – بتياراته المحافظة والفاشية والعنصرية – في عموم أوروبا، وهيمنته على أكبر دولتين ديمقراطيتين في العالم... الهند والولايات المتحدة.

في هذه الصفحة كتبت، غير مرة، مقولة كنت قد سمعتها من أحد أساتذتي في الجامعة، مضمونها أنه إذا كان القرن الـ20 قرن الآيديولوجيا، فإن القرن الـ21 هو قرن التكنولوجيا. والقصد... أن التقدّم التكنولوجي الهائل كفيل، عملياً، بحل مختلف المشاكل المعيشية التي حفّزت البشر على استنباط أفكار ومقاربات حلول نظرية.

طبعاً لا نستطيع حالياً التبنّي المطلق، أو الرفض المطلق، لصحّة هذه المقولة. إذ إننا بالكاد اختتمنا الربع الأول من القرن الـ21، بينما تتسارع من حولنا التطورات التكنولوجية المذهلة... وبوتيرة مفزعة!

المُنجزات والاكتشافات التي كانت تُحسَب بالقرون والأجيال صارت تتلاحق، خلال أشهر لا سنوات.

وشكل العالم ككُل، ما عاد كما كان، ولن يكون كما هو... في خضمّ تسارُع تغيّرات الاقتصاد، وتتابُع الابتكارات، وتطوّر الوظائف والمهن ولادةً وموتاً، وتبلوُر القناعات والمصالح، واهتزاز تركيبة المجتمعات وتفاعلها، ودخول كيمياء السياسة ومنظومات القيَم حيّز المجهول الكبير...

بيئاتنا، كلّها، تترنّح اليوم فكرياً بين التطرّف والتطرّف المضاد، ومن الانعزال والتقوقع إلى سقوط الأسوار أمام الغزوات المبرّرة بأي ذريعة والمُستقوية بأي شيء!

باختصار، نحن الآن محكومون بعلامات الاستفهام. والعاقل منّا هو الذي لا يراهن على شيء، ولا يصدّق أي خطاب، ولا يجازف إزاء أي مشروع سياسي...

حتى في «الديمقراطيات الغربية»، التي لطالما عاشت مطمئنة إلى ثوابت كياناتنا - بعكس دولنا «الفتية» في «العالم الثالث» - يتغيّر كل شيء فجأة أمام أعيننا وأعين مواطني تلك الديمقراطيات.

مفهوم «الدولة الأمة» تهدّده السياسات الشعبوية والعنصرية، وهو الذي بدا وكأنه ترسّخ وتحصّن بعد انتهاء «الحرب الباردة». فـ«الحرب الأوكرانية» أيقظت هواجس مخيفة في أوروبا حيال قوة ما زالت تحنّ إلى أيام «القياصرة» و«رايات الكرملين الحمراء».

وخروج بريطانيا من أسرة «الاتحاد الأوروبي» بضربات معاول اليمين الانعزالي المتطرف يهدد حالياً مكانتي حزبي السلطة الكبيرين، حزب المحافظين وحزب العمال، لصالح قوة انعزالية شبه فاشية صاعدة. وفي المقابل، تلوح إمكانية استعادة اليسار العمالي بريقه بالتوازي مع تراجع صدقية الحكومة العمالية الحالية. وهذا الوضع في بريطانيا ينسجم مع ما تشهده غالبية دول أوروبا الغربية، من تراجع لقوى اليمين المعتدل واليسار المعتدل... مقابل صعود اليمين المتشدد – وبدرجة أقل – تقدّم اليسار المتشدد!

هذا هو حال فرنسا مع يمين مارين لوبن، ويسار جان لوك ميلانشون، وألمانيا مع تزايد شعبية حزب «البديل لألمانيا». وأيضاً، الحال في إيطاليا حيث تحكم جورجيا ميلوني على رأس «إخوان إيطاليا»، والبرتغال وإسبانيا حيث يستنهض غُلاة حزبي «شيغا» البرتغالي و«فوكس» الإسباني اليمينيين المتطرفين أيام النظامين الفاشيين اللذين فرضهما لعقود عديدة الديكتاتوران، أنطونيو سالازار وفرنسيسكو فرنكو!

هنا، أمام الخط البياني التصاعدي لليمين المتطرف، يفقد اليسار التقليدي المعتدل روحه وقدرته على التصدّي. وحقاً، هذا الواقع غير مفاجئ أبداً... عندما يغدو أقصى طموح القوى المناوئة لليمين المتطرف بناء تحالفات ظرفية هشة، ضعيفة الصدقية، وعديمة المبادئ والبرامج.

نعم، كل ما فعله اليسار الغربي المعتدل الهروب من المصارحة، وشراء الوقت بالكلام الباهت، ومحاولة احتواء زخم اليمين المتطرف - المتحمّس لقضاياه إلى حد إلغاء الخصوم - فكانت النتيجة أن صار هذا اليمين القوة التي تفرض «أجندتها» وأولوياتها على الساحة السياسية.

بالمناسبة، في بريطانيا، تمكّن حزب «الإصلاح» اليميني المتطرف من التقدّم على حزب العمال الحاكم في أحدث استطلاعات الرأي قبل أيام. وفي هذا رسالة بليغة وتحذير خطير لحزب ضحّى بأهم مبادئه طمعاً بإرضاء «لوبيات» نفوذ ومال، وسعياً وراء توسيع «قاعدة جذب» المؤقت، في وجه قوة شعبوية لا تتردّد في ركوب أي موجة.

في الولايات المتحدة، أيضاً، أخطأ الحزب الديمقراطي كثيراً وتأخر كثيراً... وتاجر بالشعارات كثيراً.

لقد كان الديمقراطيون يعرفون جيداً طبيعة المعركة الرئاسية التي خاضوها في المرة الأولى عام 2016 ضد دونالد ترمب وقاعدته الشعبوية «ماغا» (إعادة العظمة لأميركا من جديد)، لكنهم ارتكبوا خطيئتين:

الأولى، إساءة تقدير «القدرة التجييشية» لليمين المتطرف المُعادي للمهاجرين في أوساط فئات العمالة غير الماهرة ومناطق الصناعات التقليدية المتقادمة.

والثانية، إهمال الجانب المطلبي للمعركة. وهو الأمر الذي تنبّه له المرشح اليساري السيناتور بيرني ساندرز، فحاول اجتذاب الناقمين من هذه الفئات العمالية وإعادتها إلى بيئة الديمقراطيين بدلاً من تركها لقمة سائغة لـ«ماغا» وترمب.

خطأ الديمقراطيين تكرّر، وبصورة أبشع، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، عندما أدت مواقف إدارة جو بايدن، الداعمة كلياً لبنيامين نتنياهو في «حرب غزة»، إلى إفقاد المرشحة الرئاسية كامالا هاريس عشرات الآلاف من أصوات اليسار والمسلمين والعرب في ولايات محورية... كان بالإمكان نظرياً كسبها.

زهران ممداني، قد يفوز في الخريف المقبل أو لا يفوز بعمودية نيويورك، المعقل اليهودي الأول في أميركا، إلا أنه أثبت لحزبه أنه لا يستطيع الفوز من دون مبادئ صريحة، مهما كانت المخاطرة كبيرة.

لقد أدرك ممداني أن الناس في نيويورك لديها أزمات معيشية حادة تنتظر الحلول... لا الشعارات التي يرفعها «تجار» الشعارات وأزلام «لوبيات» المصالح الخارجية والداخلية... وتروّج لها «فوكس نيوز» ومثيلاتها!

حتى في «قرن التكنولوجيا» والعوالم الافتراضية، سيظل الناس بحاجة إلى الخبز والوظيفة والدواء وفرص العمل وضمان الشيخوخة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الديمقراطية تعيد اكتشاف أهمية الخبز والمسكن والعيش الكريم الديمقراطية تعيد اكتشاف أهمية الخبز والمسكن والعيش الكريم



GMT 15:53 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

خريطة سعدون حمادي

GMT 15:51 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

الدولة والحزب في أصعب الأيام

GMT 15:49 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

مُحيي إسماعيل والتكريم «البايخ»!

GMT 15:47 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

لبنان بين مأزق السلاح والتسوية مع سوريا

GMT 15:45 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

مشروع الرفاهية والاستقرار

GMT 15:43 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

لماذا يقبل الناس على الإعلام الموازى؟!

GMT 15:41 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

حفيدة الباشا

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:23 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله
المغرب اليوم - عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله

GMT 17:05 2025 الأحد ,20 تموز / يوليو

ليفربول يقترب من التعاقد مع مهاجم جديد

GMT 09:15 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

تشيلسي يحتكر القائمة وويليامز في الصدارة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib