صفحة جديدة في تاريخ حزب «العمال» البريطاني
وسائل إعلام لبنانية الجيش ينتشر على طريق مطار رفيق الحريري لمنع محاولات من مناصري حزب الله لقطع الطريق الخارجية اللبنانية ترد بقوة على تصريحات مستشار خامنئي مستشار خامنئي يؤكد دعم إيران لحزب الله ورفضها ممر القوقاز سموتريتش يعلن فقدان الثقة في قدرة نتنياهو على الانتصار في غزة محمد صلاح يحرج يويفا بصمته بعد مقتل بيليه فلسطين النيابة الفرنسية تُحقق مع الحاخام الإسرائيلي دانيال ديفيد كوهين بعد تهديده ماكرون بالقتل بسبب خطته للاعتراف بدولة فلسطين الجيش العراقي يعلن اعتداء عناصر من كتائب حزب الله والحشد الشعبي على دائرة زراعة الكرخ ويكشف خللا في القيادة مجلس الأمن الدولي يؤجل جلسته الطارئة بشأن قطاع غزة 24 ساعة استجابة لطلب إسرائيل الجيش اللبناني يعلن مقتل ستة جنود وإصابة آخرين في انفجار بمخزن أسلحة جنوب البلاد والتحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات الحادث الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 50 متظاهراً لاحتجاجهم على قرار حظر أنشطة منظمة "فلسطين أكشن"
أخر الأخبار

صفحة جديدة في تاريخ حزب «العمال» البريطاني

المغرب اليوم -

صفحة جديدة في تاريخ حزب «العمال» البريطاني

بقلم : إياد أبو شقرا

اختار حزب العمال البريطاني، بالأمس، زعيماً جديداً ينهي عملياً حقبة سلفه اليساري الشعبوي جيريمي كوربن.
الزعيم الجديد، السير كير ستارمر، ابن الحركة العمالية وتفكيره الاشتراكي غير مشكوك فيه. بل حتى اسمه الأول أطلقه عليه ذووه تيمناً بالقيادي والنقابي الاسكوتلندي الاشتراكي الصلب كير هاردي (1856 - 1915). ولكن خلا ذلك، فإن ستارمر يشكل نقلة مهمة نحو الواقعية والعقلانية والاعتدال خلال مرحلة صعبة على العالم، ومنه بريطانيا بالطبع، وكذلك على قوى اليسار والطبقة العاملة ودور الإنسان... في خضم التغيرات الوجودية العاصفة في مختلف المجالات.
ما كان العالم بحاجة إلى جائحة بخطورة وباء «كوفيد - 19» القاتل، لكي يتوقّف لبرهة من أجل مساءلة النفس ومراجعة الضمير. ومن ثم، طرح علامات استفهام لا مجال للسير قدماً من دون طرحها، والسعي إلى إجابات عليها.
صحيح، هذه ليست أول مرة تفرض فيها تساؤلات وجودية نفسها على الإنسان. إلا أنها تأتي اليوم بعدما توهّم الإنسان أنه حقق ما يكفي من التقدّم لقهر كل التحديات... وذلك بعد فكه طلاسم الجينوم، وسبره أغوار الخلايا الجذعية، وتطويره آيات الذكاء الاصطناعي، وجعله الدنيا بما فيها «شرنقة» لثورة الاتصالات والتواصل.
في عز سطوة الإنسان، تلوح أمامه هذه الأيام جوانب من عجزه، بل قُل من نقاط ضعفه. في عز توهمه القدرة الفائقة على الغلبة، نراه الآن في حجره المنزلي الاضطراري، يدرك أن عليه أن يكسب معارك عديدة مع نفسه أولاً، قبل أن يربح معاركه مع تحدّيات الوجود.
مُسلّمات عديدة تهاوت... أو هي في طريق التهاوي.
مكابرات بشعة وصلت - أو تكاد تصل - إلى درب مسدود.
فرضيات وأوهام تبيّن أنها كذلك تماماً... مجرد فرضيات وأوهام.
خلال العقد الماضي، مرّت الديمقراطيات الغربية باهتزازات سياسية شديدة أسقطت «أحزاب» سلطة تقليدية في فرنسا، وقلصت حضور أحزاب أخرى في ألمانيا وبريطانيا والنمسا وغيرها، وهمّشت حتى التيارات الأساسية داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، وكل ذلك... لمصلحة حالات راديكالية طارئة.
في أوروبا، وضع الجدل حول «الهوية الأوروبية» دعاة العولمة والقوى البيئية المتحمسة لإسقاط الحدود... وجهاً لوجه أمام غلاة القوميين والانفصاليين والانعزاليين الحريصين على ما ورثوه أو اخترعوه لأنفسهم من هويات. وجلس الاقتصاد، تعريفاً ومؤسسات وسلاحاً، يتفرّج على تفاقم صراع المصالح بين تيارين جارفين لا يرحمان هما العولمة والتكنولوجيا... وعلى أفراد وشعوب قلقة ومرتبكة تبحث عبثاً عن دورٍ لها في نظام اقتصادي عالمي يهمشّها بمرور الساعات والدقائق. وهنا، أدرك الإنسان أكثر فأكثر خلال السنوات العشر الأخيرة في الغرب - حيث خلاصة الديمقراطية العصرية المسؤولة - أنه بات نسياً منسياً.
في العالم الثالث، الوضع - على الأقل، على المستوى المعيشي - ما كان أفضل، في ظل تراكم المشاكل المزمنة والمستجدة، من النزاعات القبلية واللغوية والدينية والمذهبية، إلى استفحال الفساد، والميل الجاهز إلى الديكتاتورية، وسوء استغلال السلطة. بل حتى دول استثنائية، مثل الهند، كبرى ديمقراطيات العالم، حيث حلم «جيل المؤسسين» غاندي ونهرو بها، إبان النضال من أجل الاستقلال، «نموذج» تعايش و«منارة» تسامح وديمقراطية... نجدها مهددة اليوم بالسقوط في المجهول. وها هي تحت قيادة المتشدّدين القوميين الهندوس، تنزلق أكثر فأكثر نحو الطائفية والعرقية والتسلّط والتعصّب.
وأخيراً، ما كانت طبيعية أوضاع القوى الكبرى - وأيضاً الأصغر حجماً - الخارجة من عباءة أنماط متنوعة من الفكر، كحال الصين وروسيا وبعض دول أوروبا الشرقية مثل المجر وبولندا، وأمامنا بكل أسف السجّلات السيئة لهذه الدول مع حقوق الإنسان والشفافية والحكم الرشيد ومبدأ تداول السلطة... والعودة المخيفة لأسوأ ما في «الدولة الأمنية العميقة» وحركات اليمين الشعبوي المتطرف.
التغيير في بريطانيا بالأمس، في اعتقادي، لافت، ليس لأنه سيُحدث تغييراً جذرياً أو سريعاً في البلاد، ذلك أن الغالبية التي يتمتع بها حزب المحافظين ضخمة بما فيه الكفاية للحكم بمفرده من دون متاعب سياسية. ثم إنه بعد تغير القيادة العمالية لا بد أن يطال التغيير كل المؤسسات التي أسهمت في وصول الحزب إلى الدرك الذي وصل إليه، بعد تعرّضه لأربع هزائم انتخابية مذلة، وانقسامه إزاء قضايا مصيرية واجهت بريطانيا، في رأسها قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
كان وصول شخصية مثل جيريمي كوربن، الحركي اليساري المتشدد إلى قمة الهرم الحزبي، في حد ذاته، مؤشراً على خلل فظيع يُنذر بتدمير قدرة الحزب العريق على أن يكون «حزب سلطة». والسبب أن الرجل - على الرغم من نزاهته الشخصية وصدقه مع نفسه - ما كان مؤهلاً لأن يكون «رجل دولة»، يستطيع عقد تفاهمات وطنية عريضة، عبر المرونة السياسية والتفكير العملي وتقبّل الرأي الآخر.
بل إن التيار الذي فرض انتخاب كوربن زعيماً، في خريف 2015، كان عاجزاً عن فهم أبسط ديناميكيات الديمقراطية الانتخابية، بما فيها بذل أقصى الجهد لتحييد الخصم وكسب المحايد. إذ لا يمكن لأي حزب، مهما بلغ من قوة وشعبية، الاكتفاء بولاء جمهوره الملتزم وحده، بل لا بد له من كسب الناخبين المتردّدين وغير الملتزمين.
وأكثر من هذا، لقد سعى تيار كوربن ومناصروه إلى تنفير مخالفيهم من الحزب، وضم حركيين راديكاليين لا يؤمنون أصلاً بأن الأحزاب الكبرى المؤهلة لتولي الحكم تحتاج لقواعد جذب شعبية... وإلا تتحوّل إلى حلقات مُريدين أو منتديات مصفّقين.
كير ستارمر، الزعيم الجديد قماشة من نوع آخر. إنه صاحب مقاربة مختلفة تعيد إلى الأذهان شخصية رئيس الوزراء غوردون براون، باتزانه ووعيه وثقافته وصدق التزامه بمصلحة الحزب، بعيداً عن الجموح الآيديولوجي.
وبالفعل جاءت كلمته الأولى بعد انتخابه، بالتزامن مع التصاعد المخيف في عدد الإصابات والوفيات بالوباء القاتل، دعوة إلى الوحدة والتلاقي، ليس داخل حزبه فحسب، بل على مستوى بريطانيا ككل أيضاً. وهذا الكلام يكتسب أهمية أكبر مع صدور دعوات - حتى من ساسة محافظين - إلى جهد وطني مشترك يتجاوز الانقسام السياسي، غايته تحصين البلاد.
بوجود قيادة عمالية واعية ومسؤولة، تعرف متى تعارض، وكيف تعارض، ولماذا تعارض... أصبحت المهمة أقل تعقيداً.


 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفحة جديدة في تاريخ حزب «العمال» البريطاني صفحة جديدة في تاريخ حزب «العمال» البريطاني



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

نانسي عجرم تتألق بفستان فضي من توقيع إيلي صعب في إطلالة خاطفة للأنظار

دبي - المغرب اليوم

GMT 10:50 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025
المغرب اليوم - درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025

GMT 01:08 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

مخيتريان يبيِّن أن الانضمام لآرسنال من أهم أحلامه

GMT 02:18 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رسل العزاوي تكشف عن امتلاكها قدرة على التقديم وجذب الحضور

GMT 15:34 2022 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

 مميش يؤكد أن مصر ستكون مصدرًا إقليميًا للهيدروجين الأخضر

GMT 09:06 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib