خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19»
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19»

المغرب اليوم -

خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19»

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

في مثل هذه الفترة من كل عام، تلحّ علي كلمات ذلك الكوميدي المخضرم الذي قال ذات يوم إن تعاقُب الأيام لا يعنيه مطلقاً لأنه ليل 31 ديسمبر (كانون الأول) ينام باكراً... فيمضي عام ويطل آخر من دون أن يشعر. وفعلاً، في التاريخ القديم كانت الأحداث هي المحطات الزمنية الفاصلة لا الأرقام. بل، حتى عهد قريب، كان الناس في الأرياف  يؤرّخون الزمن بالحروب والجوائح والولادات والكوارث الطبيعية، لا العكس.

عام 2020 الذي يودّعنا خلال بضعة أيام، ترك عبر جائحة «كوفيد - 19» ندوباً فظيعة على وجه العالم. وشهدنا بسبب الجائحة وتداعياتها السياسية أحداثاً استثنائية، فسقطت مُسلّمات وتبدّلت قناعات وتغيّرت وجهات نظر وأولويات في مختلف أنحاء العالم.

لقد تقلّص العالم الرحب الذي بدا لنا أن الثورة التكنولوجية المتسارعة - بما فيها الذكاء الاصطناعي والتقنيات النانوية - ستسقط حواجزه. تقلص وانكفأ، ليس إلى حدود الكيانات القومية فحسب، بل إلى ما دونها. ثم رسمت جائحة «كوفيد - 19» حدوداً احترازية أضيق «كياناتها» المدينة والقرية... ومن ثم مع تشديد الحجْر، البيتُ نفسه. وبعدما كانت البشرية تحلم بمنجزات علمية مُبهِرة تشفي الأمراض المستعصية والمزمنة، وتقضي على العلل والمعوّقات والعاهات الوراثية، وتقدّم للإنسان «قطع غيار» عند الطلب، اكتشف العالم أن للأمراض ومسبباتها قدرة عجيبة على التأقلم والتحوّر، ثم المقاومة العنيدة لما يمكن إنجازه من تقدم. وهنا، بتنا اليوم ننتظر أسلحة طبية «دفاعية» - وقائية وعلاجية - بعدما كنا قد أقنعنا أنفسنا طويلاً بأن الانتصار «الهجومي» المؤزّر على كل ما يهددنا مسألة وقت ليس إلا.

طبعاً، الصحوة المؤلمة، التي تسبب فيها فيروس يحذّرنا العلماء من أنه لن يكون الأخير، لا تقتصر على الطب. بل تمسّ هذه الصحوة ما طرأ وسيطرأ على طرق المعيشة، وأساليب الحياة، والتحكم في الموارد وإدارتها، وآليات اتخاذ القرارات - علناً أو خفية - إزاء مستقبل الجنس البشري، والتعامل مع الحقائق الاقتصادية والديموغرافية.

ثمة علامات استفهام قد لا يطرحها الجميع، إلا أن كثيرين يطرحونها، ومنهم مَن لديهم إجابات عنها. وربما، بين هذه الإجابات ما لا نتصوّره أو نستسيغ تقبّله. ولئن كنا لا نسمع بكل ما يدور من مذاكرات داخل غرف مراكز الأبحاث، لأن بعضها محاط بالسريّة الأمنية، فإن ما يفصح عنه عدد من «المنظّرين» عبر منصّات «الإعلام البديل» مخيف.

في الولايات المتحدة - مثلاً - مقلقة جداً تصوّرات هؤلاء للهويات الثقافية والسياسية والدينية، وقناعاتهم الخطيرة والقاطعة للحتميات «الصدامية» بين الأديان والحضارات والجماعات البشرية. وما يقلق أكثر أن لدى هؤلاء مصادر تمويل، ومنابر تأثير، وإمكانيات ضخمة على التضليل والتزوير وغسل أدمغة الناس... بـ«الأخبار الزائفة» و«نظريات المؤامرة».
وحقاً، أسهمت جائحة «كوفيد - 19» داخل الولايات المتحدة في هزّ التماسك الوطني لكيان اتحادي (فيدرالي)، خلال سنة انتخابية استثنائية بشتى المقاييس. إذ فاقم لجوء الناخبين إلى التصويت البريدي بأعداد قياسية - تحاشياً للعدوى والتزاماً بالتباعد الاجتماعي - العلاقة بين الرئيس وحكام الولايات الديمقراطيين، وتفاقم الانقسام الحزبي بالتوازي مع الأزمة الاقتصادية الحادة، بسبب تغليب الجمهوريين أولوية إنقاذ الاقتصاد على الإجراءات الصحية... مقابل حرص الديمقراطيين عليها في معاقلهم داخل المناطق الحضرية. ولاحقاً، مع انتهاء الانتخابات بفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، رفض الرئيس دونالد ترمب النتيجة، وأثار الأمر سياسياً وقضائياً حتى اللحظة.

وخارج أميركا، مع ضرب «كوفيد - 19» العافية الاقتصادية لمعظم دول العالم عام 2020، كان حتمياً ظهور انعكاسات اقتصادية بعيدة الأثر. ومع تذكّر حقيقة أن البحبوحة في أي مجتمع من المجتمعات هي شبكة الأمان الأولى، وأن اتساع رقعة الطبقة الوسطى يشكل الضمانة الأكبر للاستقرار والسلم الأهلي والتوافق السياسي، لم تكن مفاجئة التداعيات الاقتصادية والسياسية.
في بريطانيا وكذلك باقي أوروبا، أضعفت آثار الجائحة والإغلاق القدرة على المناورة والابتزاز في موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولكن، بينما خففت آثار الجائحة الشديدة مؤقتاً حدة الأصوات القومية الانفصالية في دول كإسبانيا وإيطاليا، سعت القوى اليمينية المتشددة في المجر وبولندا إلى تعطيل التوافق الأوروبي على سياسة مالية جامعة. أما، في باقي الدول فقد تفاوت حجم الآثار السلبية، تبعاً لظروف كل بلد وإمكانياته وتدابيره... في مواجهة التفشي أولاً، وتداعياته ثانياً. أما المفارقة اللافتة فهي أن الصين، التي انطلق منها الفيروس إلى العالم، تبدو اليوم البلد الأقل تأثراً بتداعيات جائحته. وهذا، مع أن انتقادات كبيرة وجهت إلى شفافيتها في الكشف عنه والتعامل معه، ومن ثم نجاعة اللقاح الذي طوّرته.
على صعيد متصل، بينما تودّع الولايات المتحدة عام 2020 بجو من الشكوك، وتستقبل عام 2021 بعلامات استفهام حول مكانتها عالمياً بعد أربع سنوات من حكم دونالد ترمب، يبدو المسرح الدولي جاهزاً أكثر من أي وقت مضى للتعايش مع فكرة «التعددية القطبية». والمستغرب أن واشنطن نفسها تظهر وكأنها تعايشت مع هذا الواقع، وسط اللغط الشديد داخل واشنطن حول التهديدين الصيني والروسي للمكانة الأميركية. وقبل، وبعد، التقارير الأخيرة عن انتهاكات «سايبرانية» لإدارات وهيئات حكومية، تتهم بها تارة موسكو وطوراً بكين، أصدر الرئيس ترمب عفواً رئاسياً عن مستشاره السابق للأمن القومي الجنرال مايكل فلين. وجاء هذا العفو رغم إقرار فلين بالكذب على الأجهزة الأمنية في موضوع اتصالاته مع روسيا.

أخيراً، رغم الخلاف الآيديولوجي، بين عهدي باراك أوباما ودونالد ترمب، فإن الإدارتين الديمقراطية ثم الجمهورية، قدمتا «هدايا انكفائية» ثمينة لمنافسيها العالميين الكبيرين. ولئن كان أوباما قد استكان لاستعادة روسيا العديد من مناطق النفوذ السوفياتي السابقة، وعقد صفقة نووية تترك لإيران حرية الحركة في الشرق الأوسط، لم يلمس الأميركيون تغيراً يذكر في مقاربة ترمب. بل إن ترمب برّر انكفاءه عبر ثلاثة محاور: الأول، رفعه شعار «جعل أميركا عظيمة من جديد» الآيديولوجي الشعبوي الذي يُعلي أولوية الانكفاء. والثاني، الالتزام بالتعاون مع روسيا بذريعة أن الصين هي العدو الحقيقي الواجب التفرغ لمواجهته. والثالث، الإحجام عن تطوير أي استراتيجية جدية كفيلة بضمان مصالح واشنطن المتراجعة في آسيا وأفريقيا، أو حتى أوروبا وأميركا اللاتينية... وهنا تأتي رمزية جدار الفصل على طول الحدود مع المكسيك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19» خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19»



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib