عن الافتتان بالصين بوصفه هلعاً
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

عن الافتتان بالصين بوصفه هلعاً

المغرب اليوم -

عن الافتتان بالصين بوصفه هلعاً

بقلم -حازم صاغية

قد يكون سابقاً لأوانه الإسراف في التكهُّن المستقبلي عن عالم ما بعد «كوفيد 19» أو «فيروس كورونا». مع ذلك، فبعض سلوكنا ومواقفنا اليوم قد يتدخل في رسم هذا المستقبل، قريباً كان أم بعيداً. من هذا السلوك ظهور إعجاب مستجد، وأحياناً من غير تحفظ، بالصين.
هنا، لا بد، بداية، من ملاحظتين للتوضيح:
الأولى، أن أحد أسوأ ما أشاعته الكارثة الأخيرة - الراهنة كان انفجار العنصرية حيال الصينيين (مآكلهم التي يأكلونها منذ آلاف السنين، تعبير «الفيروس الصيني»...)، وهو ما ردّت عليه الصين بلغة تآمرية ومضحكة (الجيش الأميركي هو السبب).
الثانية أن ما تقدمه الصين من أفكار وعلاجات هو (تعريفاً) جزء مما يحتاج إليه العالم، وجزء من إسهامه، والقدرات الهائلة لبلد كالصين تجعلها بالضرورة صاحبة أفكار وعلاجات (وأدوات وقائية) بالغة الأهمية وقد تحتاج إليها أي دولة.
لكن هذا الإعجاب بالطريقة الصينية، القائمة على السيطرة والضبط والتحكم، يبقى لافتاً. حتى بعض النيوليبراليين، لا الليبراليون فحسب، الذين يؤكدون حرصهم على الحرية والخيار الإنساني أولاً، شاركوا في محفل الإعجاب هذا. أعينُهم بدت شاخصة إلى شيئين: خفض عدد الإصابات، و«النجاح الاقتصادي» الذي يتوقعونه للصين بعد «كوفيد 19». الحرية والخيار، بالنسبة إلى هؤلاء، احتلا أسفل قائمة الأولويات.
استغراب هذا الإعجاب كان ليقل قليلاً لو أن المعجبين ربطوا ذلك بحالة الاستثناء الراهنة. لو أنهم مثلاً قالوا: في حالة الاستثناء، تجوز الإجراءات الاستثنائية. أما التعامل مع الاستثناء كقاعدة، بل كنموذج للتقليد، فهذا شيء آخر.
ومفهومٌ أن يصدر الافتتان بالصين عن بيئات توتاليتارية الهوى، تحب الحكم بالأوامر، والعيش في ظل استثناء دائم يغدو هو القاعدة، خصوصاً أن الوجه الآخر لهذا الموقف هو نقد الديمقراطيات الغربية التي «لا تعبأ إلا بالربح»، و«لا تعبأ بالإنسان». لكن هذا الموقف، حين يصدر عن بيئات غير توتاليتارية، يكون تعبيراً آخر عن الهلع: نريد الحل الآن. لقد ظهر في الصين فجيئونا به من الصين. هكذا تُبنى المواقف والآراء على ضوء ما ورد في آخر نشرة أخبار، أو آخر إحصائية حول الموضوع.
والهلع مُعدٍ، تعريفاً، لا سيما حين يستثير الخوفُ فينا تكوينَنا القطيعي، وكلما زاد الخوف والعجز عن التحكم بمصدر الخوف زاد تأثيره القطيعي علينا.
لكن الهلع أيضاً، وبطبيعته، يلازمه النسيان، بما فيه نسيان ما نعرفه جيداً: هل الآن الوقت الصالح لتذكر أن الصين محكومة بحزب واحد منذ 70 سنة، أو لتذكر «ساحة تيان أن مين»، أو أوضاع مسلمي الإيغور فيها، أو أهل التيبت، أو معاناة هونغ كونغ؟ ليس بين المعجبين بالنموذج الصيني من سيتذكر أو يترجم تلك التجارب المُرة إلى قتلى ووفيات.
والحال أن حكاماً كثيرين في عالمنا اليوم يستثمرون في هذا الهلع، أحدهم بنيامين نتنياهو (وهو نيوليبرالي اقتصادياً) يريد لمكافحة «كوفيد 19» أن تحذو حذو مكافحة الإرهاب، بما في ذلك التنصت على الهواتف الجوالة للمصابين.
ومما يُنسى أيضاً تحت وطأة الهلع أن الحلول التكنوقراطية والأداتية لا يُطمأن إليها حتى حين «تنجح». إن الكلفة المستقبلية على حرياتنا وقدرتنا على التحكم بحياتنا ستكون، والحال هذه، كبيرة جداً.
ثم إن المصاب بالهلع يتثبت على نموذجه الخلاصي الأوحد. إنه لا يتحمل ترف المقارنة بتجارب أقل قسرية من دون أن تكون بالضرورة أقل نجاحاً، كما في كوريا الجنوبية أو سنغافورة أو تايوان أو هونغ كونغ. فكرة الفحوصات الطبية المعممة والجهاز الطبي المتماسك الذي يتكامل عمله مع سائر أنشطة الدولة والمجتمع تبدو كماليات يطردها الهلع المستعجل. وهذا كله يفترض بالتأكيد دوراً رعائياً للدولة ومستوى محتملاً من القسر.
كذلك فطالب الخلاص لا يسائل المخلّص؛ فأن يكون حكام الصين قد عرفوا بالأمر قبل أسابيع وتكتموا عليه، وبالتالي عززوا انتشاره، فهذا ليس وقته الآن. وحدهم الذين يتعاملون مع المسألة من دون هلع، أو الذين هم أقل هلعاً، هم الذين يضيفون كلما تحدثوا عن حكام الصين تعبير: «إذا صدقناهم».
أغلب الظن أن الجهد الذي قد ننفقه على المطالبة بعولمة أوسع نطاقاً، وأكثر عدلاً في توزيع المكاسب والرفاه، وأكثر توكيداً على عالمية الحاكمية والقوانين، سيكون أنبل من المطالبة بأنظمة قومية متشددة «تعمل لصالحنا» من وراء ظهورنا، أو من فوق رؤوسنا.
وأغلب الظن أيضاً أن هذه اللغة تبقى أكثر شبهاً بمن ينسبون أنفسهم إلى الديمقراطية والليبرالية، حتى لو أصابهم حالياً الافتتان بالصين. بيد أن ذلك يستدعي، أولاً بأول، أن نضع الهلع جانباً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الافتتان بالصين بوصفه هلعاً عن الافتتان بالصين بوصفه هلعاً



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 1970 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib