بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ

المغرب اليوم -

بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ

بقلم -حازم صاغية

بيرني ساندرز، الذي ينافس للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، ويُرجّح أن يفشل، يبدو لكثيرين «غير أميركيّ». هذا لا يعود فقط إلى سياساته وتسمية نفسه «اشتراكيّاً». سببه الآخر ضمور الشخصي في شخصه. ففي ثقافة سياسيّة شديدة الاحتفال بنفسها، وعلنيّة، بل مهرجانيّة، في عرضها للأسرة والزوجة والبيت والتاريخ الخاصّ، يبدو ساندرز شديد التقشّف ضنيناً بالتعريف بما يتعلّق به.
الكاتب والناقد الآيرلندي فِنتان أوتول «تسلّل» إلى عالمه الخاصّ، من خلال ما كتبه وما كُتب عنه، ونشر في المجلّة نصف الشهريّة «نيويورك ريفيو أوف بوكس» إحدى المقالات النادرة عن بيرني الشخص في ارتباطه ببيرني السياسيّ.
المقال، وبالاستناد إلى عنوان كتاب ساندرز، يركّز على برّانيّة الرجل أو غربته. ذاك أنّه، وللمرّة الأولى منذ أربعين عاماً، صار في 1991 أوّل عضو في مجلس النوّاب لا ينتمي إلى أي من الحزبين الرئيسين.
مع هذا، فمفارقته أنّه يمثّل العصاميّة التي تتباهى بها المحافَظة الأميركيّة أكثر كثيراً مما يمثّلها ترمب، الثري ابن الثريّ.
في 1976، وبعد ثلاث محاولات فاشلة لبلوغ حاكميّة فيرمونت، قرّر بيرني التقاعد من العمل السياسي وأسّس شركة صغرى تبيع الجامعات أفلاماً ذاتيّة الإعداد عن سياسيين وقادة اشتراكيين أميركيين. هكذا جنى ثروة صغيرة، وبات مثال رجل الأعمال الصغير المحترم والمنظّم والكاره للهدر، رغم أنّه، سياسياً، أكثر المطالبين بتوسيع الإنفاق الفيدراليّ. وبالفعل فحين انتُخب محافظاً لبرلنغتون، عُرف بالتوفير والفعّاليّة، كما بالتكرار المملّ للمواقف.
على أنّه في 1997 أصدر كتابه «برّاني في مجلس النوّاب»، ثمّ أعاد إصداره مع تغيير (متفائل) في العنوان ليغدو «برّاني في البيت الأبيض».
وفيما كتبه، وهذا أيضاً غير أميركيّ، قلّل من حجم هويّتين: الأولى، كونه يهوديّاً من بروكلين: صحيح أنّه لا ينكر ذلك لكنّه لا يؤكّده، إذ نادراً ما يشير إلى عائلته وطفولته وشبابه ودينه، متحدّثاً فحسب عمّا هو سياسي وآيديولوجيّ.
عائلته متواضعة تعلّقت بـ«النيو ديل» لروزفلت. الأب هاجر من بولندا في 1921. الأمّ ولدت في نيويورك لمهاجرين يهود من روسيا وبولندا قضوا جميعاً على يد النازيّة. الزوجة آيرلنديّة.
ومع أنّه في مؤتمر لمنظّمة «جاي ستريت»، في 2018، ذكر أنّه عاش في شبابه عدّة أشهر في إسرائيل، وأنّه «فخور جدّاً» بميراثه اليهوديّ، ففي كتبه لا يقول شيئاً عن طفولته حين كان يتحدّث الييديش، ثمّ حين درس باللغة العبريّة، أو لماذا ذهب إلى إسرائيل. وهو إذ يشير إلى تجربته في الكيبوتز يقدّمها كأمثولة في الاشتراكيّة لا في التضامن الديني والإثنيّ. كذلك لم يتحدّث إلاّ في السنوات القليلة الماضية عن علاقة عائلته بالهولوكوست. فقد زار قرية أبيه سلوبنايس، جنوب بولندا، للمرّة الأولى في 2013، ثمّ قال إن الهولوكوست هو أكثر الأحداث تأثيراً فيه.
وعموماً، لم يَتماهَ ساندرز مع أصوله الإثنيّة والدينيّة، وظلّت أولويّته للطبقة الاجتماعيّة بوصفها مصدر تعريف الشخص والجماعة، معتبراً اللاساميّة والإسلاموفوبيا وجهين لعملة واحدة.
الهويّة الثانية التي أخفاها كانت هِبِّيَّته. فبعد أربع سنوات في شيكاغو التي تخرّج في جامعتها في 1964، مجازاً في العلوم السياسيّة، انضمّ إلى مجموعة هيبيّة، علماً بأنه لم يعش في كوميون، ولم يُرخِ لحية، وباستثناء الماريوانا لم يتعاطَ المخدّرات. مع هذا كان ساندرز ابن الستينات وثقافتها المضادّة فكريّاً، خصوصاً اعتقاده بأنّ القمع النفسيّ - الجنسي أصل الشرور. ففي 1969 نشر مقالة عن القمع الجنسي للنساء مرصّعة باستشهادات من وليم رايخ، تربط بين مرض النساء وصحّتهنّ العاطفيّة والجنسيّة. وفي مقالة أخرى، في 1972 انتقد اللاتكافؤ الجندري في التخييل الجنسيّ. وكان الدكتور سبوك، رائد تعاليم التربية غير القمعيّة، قد شارك في حملته الانتخابيّة لحاكميّة فيرمونت عامذاك.
لكنّ ساندرز تخلّى عن تلك الأفكار، أو أنّ صورته كسياسي نبذتها ونبذت معها كلّ ما هو شخصيّ، مؤكّدة انضباطه و«اتّزانه». ففي مذكّراته عن معركة فيرمونت، حين نال 1% من الأصوات، شدّد على مدى ضبطه لسلوكه ومراقبته نفسَه، مبدياً غضبه على نفسه لعجزه عن إبداء مشاعره حيال من كان يخاطبهم. وعن مناسبة متأخّرة، حين أراد أن يقدّم نفسه تلفزيونيّاً، يقول: «كنت متوتّراً كثيراً، بحيث اهتزّت رُكبتاي وراحتا حرفيّاً تضربان الطاولة على نحو لا سيطرة لي عليه»، حتّى إنّ مهندس الصوت سمع صوت رُكبتيه ونبّهه إلى ذلك.
والحال أنّ ما بدا عليه من «تطرّف» سياسي طمس هذا الوجه الخجول والمضبوط فيه. وهو لئن تدرّج من محافظ إلى نائب فسيناتور فمرشّح رئاسيّ، فقد حرص على إحداث انتقال تدريجي إلى الوسط، وعلى القول إنّ كوبا ليست موديله لمستقبل أميركا، بل الدنمارك الاشتراكيّة الديمقراطيّة. مع هذا فهو نقل موضوعات السياسة قليلاً إلى اليسار، جاعلاً نفسه وريث السياسي والنقابي الراديكالي يوجين دِبْس، لا وريث روزفلت، كما حمل عموم الديمقراطيين على تبنّي بعض أفكاره في التعليم والطبابة. أمّا حملته الراهنة للترشّح عن الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتّحدة فهذه تبقى قصّة أخرى.


 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 1970 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib