ما الذي يجمع بين النظام الإيرانيّ و«داعش»
دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية
أخر الأخبار

ما الذي يجمع بين النظام الإيرانيّ و«داعش»؟

المغرب اليوم -

ما الذي يجمع بين النظام الإيرانيّ و«داعش»

حازم صاغية
حازم صاغية

بين النظام الخمينيّ في إيران وتنظيم «داعش» آلاف الفوارق: في الطبيعة والنشأة والتركيب والتمثيل والآيديولوجيا... مع هذا، ثمّة شيء أساسيّ مشترك بينهما: إنّ ولادة مشروعيهما مرتبطة بحطام المشاريع التي عرفها المشرق العربيّ.

الثورة الخمينيّة في 1979 جاءت بعد انهيار متدحرج دام عقدين وطال كلّ الأيقونات السياسيّة والآيديولوجيّة العربيّة، لا سيّما المشرقيّة منها:

- الوحدة العربيّة تلقّت هزيمتها القاتلة مع انهيار «الجمهوريّة العربيّة المتّحدة» وانفصال سوريّا عنها عام 1961. بعد ذلك، ورغم محاولات ومشاريع كثيرة، لم تقم للوحدة قائمة. لقد حلّت محلّها أعمال غزو مارسها عراق صدّام للكويت، وأعمال استتباع مارستها سوريّا الأسد للبنان.

- الاشتراكيّة تكشّفت عن رأسماليّات دولة محكومة بجهاز الأمن الصارم. لقد استخدمتها السلطات لإحكام قبضتها على مجتمعاتها ومدّ شبكة تحكّمها إلى المناطق والبيئات التي استطاعت الحفاظ على شيء من الاستقلاليّة. في أواسط السبعينات انعطف أنور السادات بمصر عن تلك الاشتراكيّة، ثمّ كان انهيار الاتّحاد السوفياتيّ إجازة عبور تدريجيّ في سوريّا وبلدان أخرى إلى النيوليبراليّة.
- تحرير فلسطين طوي أمره بعد حرب 1967 ليحلّ محلّه شعار «استعادة الأراضي التي احتلّتها إسرائيل». محاولات المقاومة الفلسطينيّة وضع الشعار القديم في الصدارة قادت إلى حروب أهليّة وغزو إسرائيليّ في 1982. بعد ذاك، ومن تونس، صار النضال الفلسطينيّ من طبيعة سياسيّة محكومة بالحصول على دولة إلى جانب الدولة العبريّة.
- مناهضة السياسات الغربيّة في المنطقة ضمرت أيضاً بعد ضمور الناصريّة الذي سبق وفاة عبد الناصر. المقاومة الفلسطينيّة راحت تعتدل. حافظ الأسد وقف إلى جانب التحالف الدوليّ لتحرير الكويت وساوم الأميركيّين في لبنان. صدّام حسين خاض حربه مع إيران في الثمانينات مدعوماً من الغرب، ولم يكن بلا دلالة أنّ هذه الحرب نفسها كانت الجسر الإيرانيّ الأعرض إلى عمق المشرق.

الثقافة السياسيّة العربيّة، بطبيعة الحال، كانت أكثر المتلكّئين عن التقاط المعاني الجديدة. مضغ الكلام النضاليّ القديم استمرّ ولا زال مستمرّاً. مَن كان سبّاقاً في الإدراك وسارع إلى طلب الوراثة كان إيران الخمينيّة الجاهزة، كسلطة مركزيّة متماسكة، لذلك.

بطبيعة الحال، لا تستطيع إيران الخمينيّة، وهي غير عربيّة، أن ترث الدعوة إلى الوحدة العربيّة، كما لا تستطيع أن ترث الدعوة إلى الاشتراكيّة في ظلّ زعمها امتلاك فلسفة اقتصاديّة إسلاميّة. لكنّها سطت على قضيّتي فلسطين ومكافحة النفوذ الغربيّ وصبّتهما في قالب إسلاميّ. في هذا استفادت الخمينيّة من عناصر عدّة: استفادت من انهيار ما كان قد تبقّى من العراق بعد حرب 2003 والانشغالات المعقّدة والدامية في ترتيب حقبة ما بعد صدّام. استفادت من الصعود المدوّي لمسألة الهويّات الطائفيّة والدينيّة والإثنيّة، كما ساهمت في تصليب ذاك الصعود. التعبير الأوضح عن ذلك جسّدته الأطراف النضاليّة الشيعيّة في العراق ولبنان، وبعضها صناعة إيرانيّة مباشرة. استفادت طهران أيضاً من اعتلال النظام السوريّ وحركات المقاومة الفلسطينيّة (حماس، الجهاد...) التي باتت في أمسّ الحاجة إلى نجدتها. واستفادت من خليط يجتمع فيه اليأس والبراءة والانتصار بالماضي وشعاراته لدى بيئات ثقافيّة في المشرق صدّقت الزعم الإيرانيّ ووجدت فيه ما يُنعشها ويبقي الماضي حيّاً.

ومثلما ولد دور الخمينيّة في المشرق من فشل الانقلابات وأنظمتها ودعاواها، ولد دور «داعش» وشقيقاتها من فشل الثورات ووعودها. صحيح أنّ آلة الرعب هذه غير صالحة لأن تُفسَّر بعامل واحد وحيد، غير أنّ أحد العوامل المؤكّدة إحباط العالم العربيّ، لا سيّما منطقة المشرق، بإمكان التغيير. هذا الإحباط، الذي حلّ معه التنازع الأهليّ والعنف محلّ التحوّل المدنيّ والسلميّ، كان الهديّة الثمينة لمساجين سابقين حوّلوا حرمانهم من الحرّيّة إلى عقاب بالغ التوحّش لكلّ كائن أو شيء يتحرّكان في هذا العالم. لقد استحال الصعود إلى فوق مع الثورات فبدأ الهبوط إلى تحت مع «داعش».
وإذا كان تمكين النفوذ الإيرانيّ في المحيط هو الهدف الأخير لطهران، فإنّ تمكيناً من نوع آخر استولى على وعي «داعش» وسلوكها: احتلال الأرض وإقامة سلطة الخلافة عليها. وبدل تغيير نظام من الأنظمة، وفّرت «داعش» للسلفيّين على مدى العالم فرصتهم لـ«الهجرة» إلى حيث النقاء الكامل المزعوم. إذن، ليس مُهمّاً تحسين شروط السكّان. المهمّ تحسين شروط الدين وفق تأويل «داعش» له.

هكذا كان أبو بكر البغدادي شرطاً لقاسم سليماني بقدر ما كان سليماني شرطاً للبغدادي. كلٌّ منهما اختار العدوّ الذي يناسبه: مقاتلة أحدهما للآخر تؤكّد له أحقيّة تمثيله المذهبيّ وأحقيّته في وراثة ذاك العدد الضخم من حطام المشاريع، بصالحها وطالحها، التي عرفها المشرق العربيّ.
لقد ولد الدَوران الكارثيّان من حطامنا ومن العدم الذي انتهينا إليه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي يجمع بين النظام الإيرانيّ و«داعش» ما الذي يجمع بين النظام الإيرانيّ و«داعش»



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib