لماذا تتقدّم الجماعات وتتقهقر الجيوش
دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية
أخر الأخبار

لماذا تتقدّم الجماعات وتتقهقر الجيوش؟

المغرب اليوم -

لماذا تتقدّم الجماعات وتتقهقر الجيوش

حازم صاغية
بقلم : حازم صاغية

جيش الجماعات، من طوائف وعشائر وإثنيّات، يغلب دائماً جيش الدولة. هذه الحقيقة نعثر اليوم على آخر تعابيرها وأجلاها في أفغانستان التي سبقت أن قدّمت مشهدين مماثلين عامي 1992 و1996. فبرغم التدريب الأميركيّ ومعه التسليح والتمويل، وهو ما لم يتوقّف منذ عشرين سنة متواصلة، باشرت «طالبان» تقدّمها العسكريّ وقضمها الأراضي بمجرّد الإعلان عن انسحاب الأميركيّين والناتو: اليوم تحتلّ «طالبان» هذه الولاية. غداً تحتلّ تلك. العاصمة كابُل تنتظر دورها.تقدّم «طالبان» لا يوقفه شيء. لا توقفه آلام السكّان المتزايدة، لا سيّما النساء والأطفال، ممّا يلازم ذاك التقدّم. لا يوقفه خوف السكّان ونزوح عشرات آلافهم إلاّ بقدر ما يوقفه خوف العالم من ذاك التنظيم الكهفيّ وتنديده به.

السبب الكبير أنّ جيش الجماعة هو جيش جماعة، لكنّ جيش الدولة ليس جيش دولة. الشيء الوحيد الذي يبقى من هذا الأخير هو الفولكلور الذي يحاط به: الرموز والإشارات والتمجيد وإبداء التعلّق به وغناء الأغاني له. هذا كلّه لا يقدّم ولا يؤخّر في ساحات المعارك. اللبنانيّون، مثلاً لا حصراً، يعرفون كثيراً هذه الحقيقة، حتّى أنّهم يعلنون ضرورة «حماية جيشنا» الذي يُفترض به أن يكون هو حاميهم.

بيد أنّ مشكلة الجيش الوطنيّ الذي لا يصير جيش دولة، هي من مشكلة الدولة نفسها بوصفها لا تصير دولة، ولهذا السبب فإنّها لا تنجح في إغراء مواطنيها بولاء لها يتعدّى الولاء للجماعة. ففضلاً عن الفساد، والضعف الاقتصاديّ الذي يحدّ من القدرة على تقديم الخدمات للسكّان، تُبنى الدولة على الأسس الزبائنيّة التي تستلهم علاقات الجماعة وتقلّدها. إذاً: فلنذهب إلى الأصيل والحميم الذي هو «أهلنا»، بدل الوكيل غير الموثوق، الذي هو، فوق ذلك، غامض ومجهول يقيم بعيداً في العاصمة. إنّ الولاء للدولة والوطن، والحال هذه، يغدو مجرّد ولاء لغريب كثيراً ما يكون عاجزاً ومتعجرفاً وأنانيّاً!

لقد سبق أن رأينا شيئاً من هذا في العراق عام 2014، حين استولت «داعش»، بحركة صاعقة، على مدينة الموصل. حينذاك انهار الجيش بسرعة، وتولّت مهمّةَ التصدّي ميليشياتٌ محلّيّة، إمّا طائفيّة كـ «الحشد الشعبيّ» أو إثنيّة كـ «البيشمركة» الكرديّة، ومعها دول أجنبيّة كالولايات المتّحدة وإيران.في سوريّا، لم يستطع الجيش الوطنيّ أن يدافع عن نظامه. دول كإيران وروسيا، وميليشيات سوريّة ولبنانيّة وعراقيّة وأفغانيّة تولّت المهمّة. الجيش نفسه استولت عليه النزعة الميليشيويّة وتحكّمت بطرق اشتغاله في قتل شعبه.

أمّا لبنان فعريق في انقسام الجيش الوطنيّ كلّما انقسمت الطوائف واحتربت. الجنود، في هذه الحال، يستحوذون على أسلحتهم ويحملونها معهم إلى طوائفهم. بعد اجتياح 1982، وفيما جيش الدولة عاجز ومنقسم، استعان لبنان الرسميّ بالقوّات المتعدّدة الجنسيّة، الأميركيّة والفرنسيّة والبريطانيّة والإيطاليّة، كي تُخرجه من فوضاه الأهليّة. تلك القوّات عجزت وخرجت، هي نفسها، من لبنان.ضبّاط الجيش اللبنانيّ المتقاعدون، الذين تستضيفهم محطّات التلفزيون، يوصلون المفاجأة إلى ذروتها: ذاك أنّ عشرات السنين التي قضوها في المؤّسّسة العسكريّة، وسمعوا خلالها خطبة بعد أخرى عن الوحدة الوطنيّة، وربّما حاضروا هم أنفسهم في الولاء للجيش والوطن، لم تردعهم عن الالتحاق بميليشيا طائفتهم وعن ترداد محفوظاتها السقيمة.

وعجز الجيش الوطنيّ قياساً بالجماعة أقوى ما يكون حيث الجماعة قويّة كجماعة، والدولة وجيشها ضعيفان كدولة وجيش. أزمنة الحروب الأهليّة أو الاستعداد لحرب أهليّة هي الأزمنة النموذجيّة لتظهير تلك المعادلة. في الحرب اليوغوسلافيّة، أوائل التسعينيّات، كان من أوّل الأحداث التي جدّتْ تمرّد القوّات الكرواتيّة على «جمهوريّة يوغوسلافيا الاتّحاديّة الاشتراكيّة» وجيشها المسمّى «الجيش الشعبيّ اليوغوسلافيّ» ذي القيادة الصربيّة. وحتّى الأمس القريب، وفيما كانت أديس أبابا تتحدّث عن سيطرتها على مدينة ميكلي، عاصمة إقليم تيغراي، كانت أنباء التيغريّين تتحدّث عن احتمال انقسام الجيش الإثيوبيّ على أسس عرقيّة، وعن انشقاق أبناء تيغراي وانضمامهم إلى قوّات إقليمهم. أبعد من هذا، أنّه من أصل 140 حرباً أهليّة شهدها العالم بين 1945 و1999، فإنّ 18 في المائة منها فحسب انتهت إلى تسوية سلميّة. لكنْ رغم التسويات تلك، فإنّ بعض النزاعات لم تنجُ كلّيّاً من احتمال تجدّد العنف، إمّا لأنّ الجماعة الأكبر والأشدّ إمساكاً بجهاز الدولة تتراجع عمّا وعدت به عند توقيع التسوية، أو لأنّ الجماعة الأضعف والأصغر فكّرت في نقض التسوية آملةً بالحصول، عبر العنف، على شروط أفضل.

لقد ظهر، قبل عقود، من يتحدّث عن أمم «في طور النشوء». وبعد عقود، بتنا في حاجة إلى أصوات شجاعة تقول إنّ تلك الأمم لم تنشأ، وإنّ أوضاع جيوشها المنهارة أوضح مرايا ذاك العجز. لكنّ هذا آخر ما نحبّ أن نعترف به، ليس فقط لأنّ وحدة الأوطان وقوّة الجيوش مُعزّزان بكثير من القصائد والأغاني، بل أيضاً لأنّ الإقرار بتلك الحقيقة يضعنا وجهاً لوجه أمام سؤال وجوديّ، أمام غابة لا نملك حيالها سوى العراء. وشعوبٌ كثيرة، نحن منها، لا تعتصم اليوم، وهي في قلب الغابة، إلاّ بعراء ينتظره فم التنّين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تتقدّم الجماعات وتتقهقر الجيوش لماذا تتقدّم الجماعات وتتقهقر الجيوش



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib