كيف أن الطوائف اللبنانية انسحبت تباعاً من الحروب
جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية انفجار مركبة الفضاء "ستارشيب" خلال الاستعدادات للرحلة التجريبية العاشرة وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة .
أخر الأخبار

كيف أن الطوائف اللبنانية انسحبت تباعاً من الحروب

المغرب اليوم -

كيف أن الطوائف اللبنانية انسحبت تباعاً من الحروب

حازم صاغية
حازم صاغية

حين نشأت دولة إسرائيل، كان للحدث وقعه على المشرق عموماً، وعلى لبنان خصوصاً.

بلد التعاقد الطائفي وقد تدفق إليه اللاجئون الفلسطينيون، الذين هجرت التنظيمات الصهيونية معظمهم، كان قد استقل قبل خمس سنوات. استقلاله كان هو نفسه موضوعاً تفاوضياً بين أطرافه التي توافقت على صيغة تسووية.

الصراع مع إسرائيل ما لبث أن صار بدوره بنداً ضمنياً في التسوية: لا نسالم ولا نحارب. نهادن عسكرياً ونقاطع اقتصادياً. أي: نسلك الطريق التي تسلكها محصلة الموقف العربي. وبما أن اليد العليا في الدولة كانت للطائفة المارونية، التزمت الأخيرة بهذا الموقف وإن أكسبته ألواناً خاصة: تعاطف مع الضحية الفلسطيني وخوف من انعكاس لجوئه على التوازن الطائفي. قدر من اللاسامية المسيحية تجاه اليهود وقدر من التعصب المشوب بالخوف حيال المسلمين. مراعاة لمصالح لبنان العربية وخوف من أي جموح عربي.

هذا ما تغير أواخر الستينات: الامتحان الذي تعرض له لبنان بدا قاسياً جداً. الكيان نفسه بدا للمسيحيين معرضاً للزوال. سلاح المقاومة الفلسطينية استدعى تسلحاً مسيحياً، خصوصاً مع «اتفاق القاهرة» عام 1969 الذي كسر الدور الحمائي للدولة. حرب السنتين (1975 - 76) وضعت المسيحيين والفلسطينيين في مواجهة عسكرية كاملة. مع الغزو الإسرائيلي وانتخاب بشير الجميل رئيساً ومذبحة صبرا وشاتيلا، اكتملت القطيعة. المسيحيون صاروا يعلنون بالفم الآن أن محاربة إسرائيل لا تعنيهم، وأن انطلاق حرب كهذه من لبنان يتهددهم في وجودهم. صاروا يجهرون كذلك بأن لهم قضيتهم، بالاستقلال عن القضية الفلسطينية وبالتضاد معها. لاحقاً، مع ميشال عون والظروف التي أحاطت بتفاهمه مع «حزب الله»، راحت أكثرية مسيحية تتبرع بالكلام المقاوم، لكنها لم تقرب الفعل المقاوم الذي ترك لحلفائهم الجدد من الشيعة.

مع السنة، فيما خص المقاومة، تاريخ آخر: خليط اللغة الإسلامية–العروبية الموروثة ورفض الكيان اللبناني «المفتعل» والاحتجاج على «الهيمنة المارونية» ولدت تمجيد جمال عبد الناصر والتعاطف الشهير مع المقاومة الفلسطينية. يومذاك قيل إن تلك المقاومة «جيش المسلمين» مقابل الجيش الذي ما لبث أن انشق. لكن في 1982، وتحت وطأة التهديد الإسرائيلي، أصرت بيروت على خروج المسلحين الفلسطينيين. بعد ذاك جاء رفيق الحريري وتغيرت أجندة السنة، البيارتة وغير البيارتة. صاروا يتمسكون بلبنانيةٍ تشدد على الازدهار والاستقرار. العروبة صارت اقتصادية ومالية أكثر منها سياسية.

بالطبع استمر التمسك اللفظي بالمقاومة ومحاربة إسرائيل، لكن الأساطير تعيش طويلاً كأساطير، وقد تغدو، في الحياة اليومية، خرافات. ولأن الشيعة، في زمن انفجار الهويات، أصبحوا هم المقاومة، كان لا بد من التذكير بين وقت وآخر بأن عبد الناصر، لا الخميني، هو الأصل. هكذا تبلور موقف يقول ضمناً: نحن المقاومة الفعلية لكننا لا نريد أن نقاوم.
شعارات محاربة إسرائيل لم تعد تعيد الشيخ إلى صباه. الشيخ، مع اختلاف الزمن، يبقى شيخاً. حتى الذين قد يحملون السلاح في طرابلس أو عكار مدفوعين بقتال «دولة جائرة» أو «جماعة كافرة» أو أشياء كهذه، لا يطرحون على أنفسهم مقاتلة إسرائيل.
أما تجربة الشيعة فبدأت بموسى الصدر، أواخر الستينات، حيث نمت عصبية مناهضة للفلسطينيين الذين اصطدم مسلحوهم بسكان الجنوب. وقد تأدى عن العمليات الفلسطينية ردود عسكرية إسرائيلية تسببت بتهجير الجنوبيين إلى العاصمة. حرب المخيمات، أواسط الثمانينات، أحيت تلك العصبية وعززتها.

«حزب الله» بدوره استفاد من ضمور السلاح الفلسطيني فتخلص من حلفائهم في الأحزاب اللبنانية. حارب إسرائيل مرة ومرتين وثلاثاً، فحين انتهى احتلالها للجنوب في 2000، تمسك بسلاحه كما لو أنه يعلن أن للسلاح وظائف أخرى. بعد حرب 2006 ومع القرار 1701 هدأت جبهة القتال مع إسرائيل، ليتأكد بعد عامين أن مشروع الحزب داخلي. ثم بعد الثورة السورية في 2011، جاء التدخل في سوريا يعلن أن أجندة الحزب توضع في طهران.

وحين تكون الأمور هكذا، يغدو الكلام عن محاربة إسرائيل أقل عقائدية بكثير وأقل جدية مما يوصف به. تحسين موقع الطائفة في الداخل وتلبية الحاجة الإقليمية هما الأساس، وهذان تحققا ويتحققان. إلى ذلك، حين لا تكون إيران أو سوريا قادرتين على دعم المقاومة، لا يعود الحزب قادراً بالدرجة نفسها على دعمهما.

هكذا أعلن التفاوض لترسيم الحدود أن الطائفة الشيعية لا تختلف عن باقي الطوائف في استعداداتها للتهدئة، سيما وأن عذاباتها المديدة من جراء الحروب تجعلها أشد رغبة في الهدوء.
وطبعاً قد ينقلب الحزب على الاتفاق الأخير وقد «يكتشف»، إذا دعت ظروف إقليمية قاهرة، أنه مخدوع. لكن يبقى أن ما قبل الموافقة ليس كما بعده.

فالمعادلة التي أنتجتها اللغة الفقيرة قالت: «من لا يريد أن يحارب إسرائيل فهو معها». والحال أن اللبنانيين في وضع أعقد: هم لا يحبون إسرائيل ولا يريدون أن يحاربوها. هذه القناعة توصلت إليها طوائفهم تباعاً، وهي طوائف قد تقاتل واحدتها الأخرى، وقد تستعمل مجدداً فزاعة محاربة إسرائيل كي تتسلح وتبرر تسلحها، إلا أنها كلها لا تريد أن تحارب. إنه إجماع بمصطلحات متضاربة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف أن الطوائف اللبنانية انسحبت تباعاً من الحروب كيف أن الطوائف اللبنانية انسحبت تباعاً من الحروب



GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

هند صبري.. «مصرية برشا»!

GMT 17:41 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

..وإزالة آثار العدوان الإسرائيلى

GMT 22:58 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

سباق التسلح الجديد؟

GMT 11:26 2025 الجمعة ,30 أيار / مايو

مستحيلات يمنيّة… بعد ربع قرن على الوحدة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:12 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"سانغ يونغ" تعّدل سيارات "Korando" الشهيرة

GMT 20:09 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشفِ أفضل الأماكن لقضاء "شهر العسل" في إندونيسيا

GMT 00:32 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

بسيسو يُثمن الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية

GMT 04:32 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

"Stratos" أول مطعم دوار في أبو ظبي لعشاق الرفاهية

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

"HP" تطرح رسميًا "لاب توب "Elitebook 800 بمواصفات حديثة

GMT 02:28 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

أسرع طريقة لتنظيف الشعر في فصل الصيف

GMT 10:50 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

إصدار نسخة أقوى من سيارة "Land Rover Defender"

GMT 02:59 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

سينما الفن السابع تعرض فيلم "حمى" في الرباط
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib