محسن إبراهيم وسمير قصير الرحلة المعاكسة
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

محسن إبراهيم وسمير قصير: الرحلة المعاكسة

المغرب اليوم -

محسن إبراهيم وسمير قصير الرحلة المعاكسة

بقلم : حازم صاغية

بينما كان لبنانيون يستعيدون الذكرى الـ15 لاغتيال الجامعي الشاب والكاتب الشجاع سمير قصير، لفظ أنفاسه الأخيرة أمين عام «منظمة العمل الشيوعي» محسن إبراهيم، عن 85 عاماً. لوهلة، قد يبدو الربط بين الحدثين مفتعلاً؛ لكنَّه ليس كذلك.
فإبراهيم وقصير وراءهما رحلتا حياة، متفاوتتا الطول، بدأتا في زمنين، وتمايزتا في بعض التفاصيل؛ لكنهما انتهتا عند محطة واحدة في زمن يكاد يكون واحداً.
محسن إبراهيم باشر حياته العامة في «حركة القوميين العرب» التي كان السبب الأبرز وراء تأسيسها «الثأر» لفلسطين. بعد حين، وفي ظل الناصرية، اندمجت «الحركة» في التيار الناصري العريض. في 1961، وكان لمحسن 26 سنة، أصيب هذا الوعي بانتكاسة كبرى هي انهيار «الجمهورية العربية المتحدة» بنتيجة خروج سوريا من الوحدة مع مصر. في 1967، وكان له 32 سنة، كانت انتكاسة أدهى وأمرّ، هي هزيمة 67.
إبراهيم وبعض رفاقه آثروا الاستجابة لهذه الوجهة الانحدارية بمزيد من التجذير والتطرف. الحل -كما رأوا- هو الانتقال من «قيادة البورجوازية الصغيرة» إلى «قيادة الطبقة العاملة». من «رأسمالية الدولة» إلى الاشتراكية. من حرب الجيوش الكلاسيكية إلى «حرب التحرير الشعبية»... هذه الردود النظرية على مشكلات واقعية عرَّضتها العقود اللاحقة لامتحانات قاسية. فالمرحلة الممتدة مذَّاك حتى أوائل التسعينات حفلت بما يلي: حرب أهلية في الأردن. حرب أهلية في لبنان. صلح مصري – إسرائيلي. مقتل كمال جنبلاط على يد حلفائه وحلفاء محسن حتى يوم قريب. ثورة إيرانية ووعي ديني طاغٍ، أعقبته يقظة غير مسبوقة للهويات الطائفية. غزو إسرائيلي للبنان، وتصفية للمقاومة الفلسطينية. هيمنة سوريا استكملت القضاء على ما تبقى من تلك المقاومة. «المقاومة الوطنية اللبنانية» التي ساهم في تأسيسها استأصلها «حزب الله». حرب عراقية– إيرانية مدمرة. غزو عراقي للكويت وحرب مع العالم. انهيار المعسكر الاشتراكي. اتجاه في منظمة التحرير إلى تسوية تنهي النزاع، وجدت تتويجها في أوسلو 93. صلح أردني– إسرائيلي. توطد الوصاية الأسدية على لبنان. مسلسل اغتيالات، أحد ضحاياها صديقه جورج حاوي... في هذه الغضون، وبين 1967 و1989 أقام رفاق محسن وتلامذته نظاماً في اليمن الجنوبي كان أحد أسوأ الأنظمة العربية، إن لم يكن الأسوأ والأكثر دموية.
إبراهيم في سبعيناته وثمانيناته اكتشف أن ما ظنَّه علاجات خلاصية، في عشريناته وثلاثيناته، لم يكن كذلك. اكتشف أن الوعي الجِيلي غير قابل للتعميم والفيضان على الأزمنة جميعاً. انفصال 61 وهزيمة 67 صارا مزاحاً بقياس التفتُّت الذي أعقبهما، والهزائم التي تلاحقت. الأفكار التي ظُن أنها بطن خصب للبدائل ترهلت. التعب وحده هو ما بات يحول دون شطب كلمة «شيوعي» من اسم «منظمة العمل الشيوعي». صحيحٌ أن «أبو خالد» ظل حتى الرمق الأخير من حياته مؤمناً بالحق الفلسطيني، وبضرورة قيام دولة فلسطينية، موثقاً علاقاته بالقادة الفلسطينيين، إلا أنه قرر، ذات مرة، أن ينتقل من الإقامة في قضية إلى الإقامة في بلد. وأغلب الظن أنه انتبه، وهو شديد الانتباه، إلى أن هذه القضية انتُزعت تماماً من أصحابها، وحُوِّلت إلى دمية يتحكم في خيوطها حكام قساة ومتعصبون في دمشق وطهران. هكذا دان استسهال العنف والإقبال على الحرب الأهلية في لبنان، كما اعتذر عن «إباحة البلد للمقاومة الفلسطينية وتحميله ما يفوق طاقته»، ما أدى إلى «انشطاره شطرين متقاتلين».
سمير قصير، مثل محسن إبراهيم، احتفظ حتى يومه الأخير بحماسته للحق الفلسطيني؛ لكنه مثل إبراهيم أيضاً، آثر الانتقال من الإقامة في قضية أريدَ لها أن تكون بديلاً عن الأوطان الملموسة، إلى الإقامة في وطن ملموس. مع عودته من باريس إلى بيروت، انتبه، وهو كذلك شديد الانتباه، إلى أن العدو الأول في لبنان، وطبعاً في سوريا، هو النظام الأسدي وصنائعه المحليون، وهم طبعاً كثيرو التشدق بفلسطين. جدولُ أولوياته تغير، فصار من أصل كل عشر مقالات يكتب تسعاً عن هذه المسألة. أرَّخ مدينة بيروت وساهم في تأسيس «حركة اليسار الديمقراطي». وفي يوم 14 مارس (آذار) 2005 كان لا يسابقه إلا حلمه بلبنان مستقل وسوريا ديمقراطية.
إبراهيم وقصير حطت رحلتهما في محطتها الأخيرة عند الواقع وعند المعيوش. أولهما آثر الصمت والانزواء. الثاني فجَّره اغتيال مجرم.
لنتخيل للحظة لو أن الاثنين آثرا البقاء مقيمين في الأسطورة، يتجولان بين صالونات غازي كنعان ورستم غزالي وجميل السيد... لنتخيل لو أن محسن إبراهيم تحول إلى شخصية ممانعة، يبارك قول القائل إن «زمن الهزائم ولَّى»... لو أن سمير قصير تحول إلى كاتب ممانع يدافع عن «قلعة التصدي للإمبريالية بقيادة بشار الأسد»... لو حصل هذا لما انزوى محسن طويلاً، ولما قُتل سمير؛ خصوصاً أن الذين قتلوه هم وحدهم الذين يقتلون.
لقد كان الانزواء والاغتيال نتاجاً طبيعياً لخيارهما المُكلِّف. والعيش في الواقع، في عالمنا المسحور بالأساطير، أمر مُكلِّف، ومثله الوطنية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محسن إبراهيم وسمير قصير الرحلة المعاكسة محسن إبراهيم وسمير قصير الرحلة المعاكسة



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 1970 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib