هناك تربية ضرورية تسمى ما قبل مدرسية
أردوغان يعلن عن مؤامرة جديدة تتزامن مع مئوية سايكس بيكو ويؤكد أن إسرائيل لن تحقق أهدافها أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن العالم النووي الإيراني طبطبائي قامشه وزوجته استُشهدا جراء هجوم إسرائيلي استهدفهما جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية
أخر الأخبار

هناك تربية ضرورية تسمى: ما قبل مدرسية

المغرب اليوم -

هناك تربية ضرورية تسمى ما قبل مدرسية

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

الغالب على تمثلات مجتمعاتنا للتربية في بلداننا هو ربطها القسري والحصري بالمدرسة، أي إن تربية الطفل تبدأ مع ارتياده أول يوم للمدرسة.
طبعاً مثل هذا التصور يتضمن في طياته مخيالاً إيجابياً للمدرسة ولوظيفتها وكيف أنها تضطلع بوظيفة التنشئة الاجتماعية، خصوصاً أن علماء الاجتماع يَعدّون مؤسسة المدرسة إطاراً أولياً للتنشئة مثلها في ذلك مثل الأسرة.
ولكن هذا المخيال ظل غير مواكب للتطورات الحاصلة في نمط العيش وتوزيع الأدوار وما عرفته المدرسة نفسها من تحول نوعي في الوظيفة والدور. ذلك أنه العالم المتقدم من عقود طويلة وهو يكرس ما يسمى التربية ما قبل المدرسية، وهي تربية باتت أساسية ولا غنى للطفل عنها وتؤدي دور إذكاء مهارات الطفل وتتدخل في إظهار ذكائه وتنميته، الأمر الذي يعود بالنفع على المجتمع والمستقبل.
ما تقوله الأرقام والإحصائيات يشير إلى تواضع اهتمام بلداننا بالتربية ما قبل المدرسية بما فيها البلدان التي راهنت على التعليم وأولته المكانة المركزية، ووصلت فيها اليوم نسبة التمدرس مائة في المائة أو على مشارف الوصول. لذلك فإننا نجد في بلدان نصف الأطفال فقط يتمتعون بالحق في التربية ما قبل المدرسية وفي بلدان أخرى نجد الثلث وأحياناً الربع، وهناك من البلدان ما هي دون ذلك.
ما ندافع عنه في هذا المقال هو أن الطفل يحتاج إلى التربية ما قبل المدرسية. وندافع أكثر على مبدأ تكافؤ الفرص بين الأطفال في العالم.
تكتسي الفترة العمرية من الولادة إلى سن السادسة أهمية قصوى لأنّ الطّفل ينمو خلالها على المستوى البدني والإدراكي أو المعرفي الاجتماعي والعاطفي، وللرعاية التي يحظى بها الطفل خلال هذه الفترة، تأثيرات جوهرية على شخصيته يمكن إدراك تأثيراتها في سن البلوغ. لذلك وجب إيلاء هذه المرحلة العمرية عناية خاصة باعتبار أن 90 في المائة من نمو دماغ الطفل يتم خلالها (في سن السادسة يبلغ نمو دماغ الطفل 90 في المائة من نموه المرتقب عند سن البلوغ). وفي صورة عدم استغلال هذه المرحلة الاستغلال الأمثل فإن عمليّة تنمية الطفل وإكسابه الكفاءات الضرورية ستكون أصعب ومنقوصة في غالب الأحيان. ويشهد نمو الطفل مرحلتين أساسيتين تستوجب كل واحدة منهما أساليب تدخل خاصة وبالتالي أساليب مناسبة.
تبدأ الفترة الثانية من حياة الطفل من سن الثالثة لتمتد على سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات حتى الفترة التي تسبق التحاق الطفل بالمدرسة الابتدائية. وتنمو احتياجات الطّفل بنموّه وتتنوع حسب مقتضيات تنشئته الاجتماعية وبناء قدراته الإدراكية الأكثر تعقيداً. لذلك، تتواصل أهمية دور الأسرة في مسار نمو طفلها، غير أنّ هذا النمو يحتاج في تلك المرحلة لاندماجه مع أطفال آخرين لبعض الوقت في إطار هياكل ومؤسسات منظمة.
إن تعبير «التربية ما قبل المدرسية» ينطوي على اختلافات نسبية بين مؤسسات ما قبل الدراسة (بمختلف أصنافها) سواء على مستوى الوعي بأهمية المرحلة وخصوصياتها، أو فيما يتعلق بالمضامين الموجهة للطفل والممارسات البيداغوجية المعتمدة داخل هذه الفضاءات، وذلك أمام الأهمية البالغة لمرحلة التربية ما قبل المدرسية وتأثيرها على المسار الدراسي للطفل في المرحلة الابتدائية وعلى نتائجه. ولقد أثبتت الدراسات أن قرابة ثلاثة أرباع الأطفال الذين ينقطعون عن الدراسة إنما يعود ذلك إلى عدم مرورهم بتجربة التربية ما قبل المدرسية، الأمر الذي يُنتج فوراق واضحة بين تلميذ استفاد من كفاءات التربية ما قبل المدرسية وبين طفل أعزل معرفياً لا يعرف شيئاً، وهو وضع يخلق شعوراً بالنقص وبالتمييز.
ومن المهم أن نعطي مرحلة الطفولة المبكرة حقها من الأهمية، ففي هذه المرحلة تتشكل لدى الطّفل، بدايةً من السنة الرّابعة، مواقف أكثر موضوعيّة لتتحوّل في مرحلة لاحقة إلى اقتدارات سلوكيّة. وفي هذه المرحلة تنمو علاقات الطّفل الاجتماعية وتتكاثف في مختلف ما يقوم به من أنشطة.
إن مسألة التربية ما قبل المدرسية والحق في روضة أطفال من الموضوعات التي تمثل مقياساً ندرك من خلاله واقع الطفولة في أي بلد. ولا شيء يحرض على التغيير والاجتهاد مثل تغيير واقع الطفولة لأنه استثمار عميق ومضمون النجاح في الإنسان وفي المستقبل.
كما أن التمييز بين الأطفال وتمكن طفل من التمتع بحق أساسي يتمتع به غيره لأن عائلته ميسورة الحال من الظواهر التي تحتاج إلى معالجة ويقظة واستثمار بالمال والجهد وبكل ما نملك في داخلنا من طفولة أو بقايا طفولة.
هناك تربية مدرسية وهناك تربية ما قبل مدرسية. واليوم باتت كل منهما ضرورية، بل إن التربية المدرسية مشروطة أكثر من أي وقت مضى بالتربية ما قبل المدرسية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هناك تربية ضرورية تسمى ما قبل مدرسية هناك تربية ضرورية تسمى ما قبل مدرسية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

إنتر يعلن تعاقده مع المدرب الروماني كريستيان كيفو

GMT 10:39 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

برشلونة يقترب من غارسيا ويطالب شتيغن بالرحيل

GMT 22:55 2025 الجمعة ,21 آذار/ مارس

"ميتا" تعلن عن ميزات جديدة بمنصة "ثريدز"

GMT 21:12 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نصائح الخبراء للعناية بالبشرة في المنزل

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

جزيرة "ايريوموت" متنزه طبيعي ساحر في اليابان

GMT 08:50 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

لفات طرح تناسب العباءات من وحي مدوّنات الموضة

GMT 17:30 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاث نقابات تعليمية في وجدة تطالب بتكريس الشفافية والحكامة

GMT 10:18 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مانشستر سيتي يتعاقد مع الدولي الجزائري آيت نوري

GMT 14:15 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

يونس السكوري يدعم مراجعة مدونة الشغل المغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib