حول إطعام سكان العالم
وسائل إعلام لبنانية الجيش ينتشر على طريق مطار رفيق الحريري لمنع محاولات من مناصري حزب الله لقطع الطريق الخارجية اللبنانية ترد بقوة على تصريحات مستشار خامنئي مستشار خامنئي يؤكد دعم إيران لحزب الله ورفضها ممر القوقاز سموتريتش يعلن فقدان الثقة في قدرة نتنياهو على الانتصار في غزة محمد صلاح يحرج يويفا بصمته بعد مقتل بيليه فلسطين النيابة الفرنسية تُحقق مع الحاخام الإسرائيلي دانيال ديفيد كوهين بعد تهديده ماكرون بالقتل بسبب خطته للاعتراف بدولة فلسطين الجيش العراقي يعلن اعتداء عناصر من كتائب حزب الله والحشد الشعبي على دائرة زراعة الكرخ ويكشف خللا في القيادة مجلس الأمن الدولي يؤجل جلسته الطارئة بشأن قطاع غزة 24 ساعة استجابة لطلب إسرائيل الجيش اللبناني يعلن مقتل ستة جنود وإصابة آخرين في انفجار بمخزن أسلحة جنوب البلاد والتحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات الحادث الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 50 متظاهراً لاحتجاجهم على قرار حظر أنشطة منظمة "فلسطين أكشن"
أخر الأخبار

حول إطعام سكان العالم؟

المغرب اليوم -

حول إطعام سكان العالم

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

صحيح أن هناك مكتسبات ذات قيمة تحققت للنساء، حيث استفدن من عمليات التحديث التي أدت بدورها إلى حصول تغييرات عميقة في المساواة والمواطنة ونشر ثقافة الحقوق. بل إن الحاصل اليوم هو تنافس بين المجتمعات مختلف الوتيرة والاستعدادات والقدرات من أجل تحسين المؤشرات التي تعكس تحقيق تقدم، وتقلّص الفجوة في الحقوق وفي توزيع الأدوار، واقتسام الثروة والقرار بين الجنسين.

كل هذا صحيح ويمكن إثباته باستعراض ترسانة التشريعات والمؤشرات والأرقام.

غير أنه في مقابل ذلك، فإن واقع نساء الوسط الريفي في العالم ما زال يشكو من هنّات عميقة رغم نبل الدور الذي تقوم به هؤلاء النسوة: ذلك أن النساء والفتيات في الأوساط الريفية هن اللواتي يسهمن بشكل كبير وأساسي في إطعام سكان العالم: أكثر من نصف القوى الزراعية العاملة في الحقول والأراضي الزراعية هن نساء. أكثر من نصف الأيادي التي تجني الزيتون هن نساء. أكثر من نصف الأيادي التي تجمع الحبوب والقمح الصلب هن نساء. بمعنى آخر، هن يمثلن غالبية قوة العمل في المجال الزراعي.

نظرياً، من يقم بإطعام العالم أكثر فهو من يتحصل على أجر أفضل، وهو من يكون الأحسن حالاً اقتصادياً وهو من يملك الثروة أكثر.

أما في الواقع، فإن ما هو نظري لا صدى له في واقع الناشطات في المجال الزراعي خصوصاً بالنسبة إلى القارة الأفريقية التي تعدّ فيها أوضاع نساء الوسط الريفي الأكثر تدهوراً. وكي نفهم هذه المسألة؛ هناك مؤشران محددان: الأول أن قرابة 60 في المائة من العاملين في القطاع الزراعي هن نساء، والآخر هو أن أقل من ما بين 5 و15 في المائة فقط من يمتلكن الأراضي ويمثلن صاحبات مشروعات فلاحية في العالم اليوم. أي أن واقع النساء في الوسط الريفي يفتقد العدالة الاجتماعية والزراعية. وهي مسألة أصبحت تمثل مورداً من موارد النضال الحقوقي اليوم؛ وتتصدر هذه القضية الاهتمامات لكونها عكست مظاهر فجوة في ظاهرها ذات صلة بمجال الزراعة والتراتبية الجندرية في الأجور والامتلاك، وفي باطنها حمالةٌ أوجهاً عدة تشمل استمرارية النسق الثقافي القائم على الهيمنة الذكوريّة.

وتشير الأمم المتحدة في بيانها الخاص بالاستعداد للاحتفال باليوم الدولي للمرأة الريفية الذي يوافق بعد غدٍ (الأحد)، إلى أنه رغم أن النساء في الوسط الريفي يمثلن أكثر من النصف، فإنه مع ذلك، تواجه النساء تمييزاً كبيراً عندما يتعلق الأمر بملكية الأراضي والثروة الحيوانية، والمساواة في الأجور، والمشاركة في كيانات صنع القرار، والوصول إلى الموارد والائتمان والسوق...

ولا ننسى في هذا السياق أن المرأة في الوسط الريفي هي أكثر المتضررين من تغيرات المناخ؛ مما يجعلها أكثر هشاشة وعلى رأس الجديرين بالتعويض والتعهد من أجل حمايتهم من الفقر المتعدد الأبعاد.

ولعله من المهم أيضاً الإشارة إلى أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة والانتباه إلى دور النساء في حماية سكان العالم من الجوع يحتمان تغيير واقع النساء في الوسط الريفي الذي يعدّ تواصله عائقاً حقيقياً في طريق المساواة والعدالة الاجتماعية وتحسين المشاركة الاقتصادية للمرأة. ولا شك في أن المسألة ثقافية بامتياز، ولكنها أيضاً تتصل بمدى تقدمية التشريعات والامتيازات التي تقدمها الدول عن طريق المؤسسات المالية للنساء والفتيات، إضافة إلى القروض وإيجاد حلول بديلة للمعضلة، شرط توفر ملكية الأرض.

ونعتقد أنه ما زال هناك الكثير أمام منظمة العمل الدولية من العمل حتى يتوفر للعاملات في الزراعة مقومات العمل اللائق والمساواة في الأجور.

وكي يكون طرحنا واقعياً أيضاً لا نستطيع أن نغفل أن أزمة «كوفيد - 19» وتداعيات التوترات الدولية وآثارها السلبية على أسعار القمح والبترول وغيرهما عمّقت كل هذا الغلاء في المعيشة من هشاشة الناشطات في المجال الزراعي الشيء الذي يستوجب حزمة من الإجراءات التي تمكنهن من الخروج من دائرة الهشاشة.

نعتقد أن بذل الجميع من نخب سياسية ومنظمات الجهد الكبير من أجل تحسين أوضاع من يطعمن العالم بأجر زهيد وظروف عمل قاسية إنما يعدّ أبسط ما يمكن القيام به، على الأقل تعبيراً عن شكر متأخر جداً.

ومن النقاط المثلجة للصدر، أن الفتيات يقبِلن على العمل الزراعي اليوم وأنهن يمثلن نسبة مهمة من عدد الطلبة المسجلين في معاهد الفلاحة والهندسة الزراعية.

كل عام ونساء الريف وفتياته يحققن الصمود والمكتسبات ويطعمن العالم ويعترف لهن بالجميل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول إطعام سكان العالم حول إطعام سكان العالم



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نانسي عجرم تتألق بفستان فضي من توقيع إيلي صعب في إطلالة خاطفة للأنظار

دبي - المغرب اليوم

GMT 10:50 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025
المغرب اليوم - درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025

GMT 18:02 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

الكشف عن حالة أنغام بعد الجراحة الثانية
المغرب اليوم - الكشف عن حالة أنغام بعد الجراحة الثانية

GMT 01:08 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

مخيتريان يبيِّن أن الانضمام لآرسنال من أهم أحلامه

GMT 02:18 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رسل العزاوي تكشف عن امتلاكها قدرة على التقديم وجذب الحضور

GMT 15:34 2022 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

 مميش يؤكد أن مصر ستكون مصدرًا إقليميًا للهيدروجين الأخضر

GMT 09:06 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib