قصة عجوز شابة وفقيرة وغنية
وسائل إعلام لبنانية الجيش ينتشر على طريق مطار رفيق الحريري لمنع محاولات من مناصري حزب الله لقطع الطريق الخارجية اللبنانية ترد بقوة على تصريحات مستشار خامنئي مستشار خامنئي يؤكد دعم إيران لحزب الله ورفضها ممر القوقاز سموتريتش يعلن فقدان الثقة في قدرة نتنياهو على الانتصار في غزة محمد صلاح يحرج يويفا بصمته بعد مقتل بيليه فلسطين النيابة الفرنسية تُحقق مع الحاخام الإسرائيلي دانيال ديفيد كوهين بعد تهديده ماكرون بالقتل بسبب خطته للاعتراف بدولة فلسطين الجيش العراقي يعلن اعتداء عناصر من كتائب حزب الله والحشد الشعبي على دائرة زراعة الكرخ ويكشف خللا في القيادة مجلس الأمن الدولي يؤجل جلسته الطارئة بشأن قطاع غزة 24 ساعة استجابة لطلب إسرائيل الجيش اللبناني يعلن مقتل ستة جنود وإصابة آخرين في انفجار بمخزن أسلحة جنوب البلاد والتحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات الحادث الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 50 متظاهراً لاحتجاجهم على قرار حظر أنشطة منظمة "فلسطين أكشن"
أخر الأخبار

قصة عجوز شابة وفقيرة وغنية

المغرب اليوم -

قصة عجوز شابة وفقيرة وغنية

د. آمال موسى
بقلم : د. آمال موسى

إنّ المقصود بهذه العجوز الشّابة والفقيرة والغنية هي قارة أفريقيا.
وكما هو واضح فإن توصيف هذه القارة العريقة يأخذنا إلى المفارقات والتناقضات، حيث نجد الشيء ونقيضه على نحو يبعث على الحيرة رغم فهم الأسباب المنتجة للوضع الأفريقي المتناقض.
السؤال: أفريقيا التي كانت محط أطماع المستعمر في بداية القرن العشرين والتي أصبحت وجهة توسع أسواقه في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، لماذا ظلت دائماً محط الأطماع ولم تنهض اقتصادياً بشكل يجعل منها قارة التقدم والرخاء والرفاهية كما تسمح لها إمكاناتها بذلك؟
طبعاً توصيف أفريقيا بالقارة بـ«العجوز» إنما يعود إلى أن الإنسان الأول، كما أثبت علماء التاريخ والحفريات، ظهر في أفريقيا، وهو ما يكسبها رمزية خاصة، حيث إن الجد الأول للإنسانية أفريقي النشأة والموطن والمكان. ولكن هذه الخاصية لا نجد لها أثراً في موقع القارة مقارنة بما حققته أحدث القارات أي القارة الأميركية، وكأن عامل القدم ليس مؤثراً وحاسماً في تحديد الموقع والأثر كما يظهر لنا نظرياً على الأقل.
أما وصفها بالشابة فهي فعلاً أكثر القارات شباباً، لأن هذه القارة التي يقطنها نحو مليار و400 مليون نسمة تعج بفئة الشباب التي تتجاوز 40 في المائة من التعداد العام للسكان، وهو رقم كبير جداً ويمثل امتيازاً ديموغرافياً بشرط أن تتوفر السياسات التنموية الكفيلة بخلق البيئة الجاذبة للشباب التي تعترف به وتتعامل معه كمحور العملية التنموية.
أيضاً القارة الأفريقية التي تغلب على صورها في وسائل الإعلام صورة القارة التي تعاني من الفقر والأمراض والتي يهاجر منها شبابها نحو أوروبا، هي قارة غنية في واقع الأمر، حيث يتوفر فيها 12 في المائة من احتياطي النفط العالمي و10 في المائة من احتياطي الغاز وقرابة الثلث من احتياطي اليورانيوم وثلث احتياطيات المعادن، إضافة إلى أن 25 في المائة من إنتاج الذهب عالمياً إنما يتم في أفريقيا.
ولكن في مقابل ذلك، فإن الواقع لا يعكس هذا الثراء من ناحية الموارد الطبيعية، ولا يناسب موقعها في العالم وهي التي تضم قرابة خُمس سكان العالم. بل إنّه لا صلة قوية بين هذه البيانات الصحيحة وواقع سكان أفريقيا، حيث تبلغ نسبة الأمية 38 في المائة ووصل عدد الفقراء المدقعين حسب البنك الدولي إلى 60 في المائة مع توقعات محبطة جداً تشير إلى ارتفاع متوقع لنسبة الفقراء حتى 2030 إلى 90 في المائة.
في خضم لغة الأرقام والنسب المئوية التي تأخذنا إلى مفارقات مربكة ومحيرة، من المهم لفت الانتباه إلى مسألة مفادها أن واقع الدول الأفريقية متفاوت وليس متجانساً، والمفارقات المشار إليها لا تنسحب على الدول الـ54 التي تتكون منها القارة الأفريقية. وإذا كانت ظاهرة التفاوت هي سمة كل القارات الموجودة، فإن الوضع في أفريقيا يختلف من ناحية عمق الفجوة والتفاوت، وأيضاً من ناحية أن الدول التي تعد الأقل من حيث المشاكل ومظاهر التخلف التنموي تكاد تعد على أصابع اليد.
غير أن المؤكد اليوم هو أن الأعناق مشرئبة نحو أفريقيا التي باتت تمثل أكثر من أي وقت مضى سوقاً لم تستثمر كما يجب بالنسبة إلى الدول القوية. وعندما نتحدث عن خُمس سكان العالم فإن هذا الحديث يتغير حين يصبح السياق تجارياً واقتصادياً؛ إذ إن خمس السكان في عين المستثمر هم مليار و400 مليون حريف مهمل.
ففي هذا الإطار نضع اهتمام أوروبا الجديد بأفريقيا والانتقال إلى التأسيس لعلاقات وفق مقاربة مغايرة مع أفريقيا. ومن النقاط الجديرة بالإشارة في هذا السياق أن العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين الدول الأفريقية ضعيفان رغم القرب الجغرافي والانتماء الموحد لنفس القارة، وحتى محاولات تأسيس تكتلات أفريقية ظلت متواضعة الدور إلى حد الآن. ولعل دخول أوروبا وقرارها الواضح بوضع أفريقيا في سلم اهتماماتها يعني عملياً دخول منافس قوي على الخط. وإذ نعرج على هذه النقطة فلإظهار حجم الفرص المهدورة وتكلفة التراخي وضعف الوعي بقيمة التعاون والرهان على التبادل التجاري بين دول القارة وما يمكن أن ينتجه ذلك من دعم كبير وعامل قوة للاقتصادات الأفريقية.
طبعاً حتى بالنسبة إلى أوروبا لن تكون العملية سهلة، وربما المدخل الذي جعلها تلتفت التفاتة كاملة اليوم إلى الدول الأفريقية، هو أن جزءاً كبيراً من المشاكل ذات العلاقة بالهجرة السرية بالخصوص صادر عن دول أفريقية في غالبيتها. لذلك فإن أمام أوروبا اليوم ليست فقط أسواق في انتظار الاستحواذ عليها ولكن أيضاً إصلاحات لا بد من الاستثمار فيها وإلا فإن حتى الاستثمار لن يتم وسيظل أقل من الطموحات.
العالم اليوم رسم شبكة سير دولية تشترط توحيد الأنهج والأزقة، وهو ما جعل الأمر صعباً على البلدان القوية الغنية أكثر من «الغنية» الضعيفة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة عجوز شابة وفقيرة وغنية قصة عجوز شابة وفقيرة وغنية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نانسي عجرم تتألق بفستان فضي من توقيع إيلي صعب في إطلالة خاطفة للأنظار

دبي - المغرب اليوم

GMT 18:02 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

الكشف عن حالة أنغام بعد الجراحة الثانية
المغرب اليوم - الكشف عن حالة أنغام بعد الجراحة الثانية

GMT 01:08 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

مخيتريان يبيِّن أن الانضمام لآرسنال من أهم أحلامه

GMT 02:18 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رسل العزاوي تكشف عن امتلاكها قدرة على التقديم وجذب الحضور

GMT 15:34 2022 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

 مميش يؤكد أن مصر ستكون مصدرًا إقليميًا للهيدروجين الأخضر

GMT 09:06 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib