هل تميز إسرائيل بين القوة ونقيضها
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

هل تميز إسرائيل بين القوة ونقيضها؟

المغرب اليوم -

هل تميز إسرائيل بين القوة ونقيضها

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

تبدو تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي في الأيام الأخيرة زائدة الجرعة من ناحية الثقة بالنفس والزهو بالجيش، متناولاً رسالة يصر على التركيز عليها بجمل عدة، تؤدي إلى المعنى ذاته وفكرة الرسالة ذاتها. منها أنه تحدث عن أن حلم إلحاق الهزيمة بإسرائيل لم يعد ممكناً. وهنا من المهم الانتباه إلى أنه يقصد الحلم والزوال ومجرد إمكانيته، مما يعني أن مجال تحقيق ذلك على أرض الواقع بات مرحلة تم تجاوزها. ويضيف في المنحى عينه أن إيران ستكون الدليل القاطع الذي سيتم من خلاله «إدراك قوة إسرائيل».

نلاحظ أننا أمام خطاب جديد واضح الرسالة والنبرة. هناك تجاوز لخطاب إسرائيل الضحية إلى خطاب إسرائيل القوية. وحتى خطاب الولايات المتحدة انتقل من الدعوة إلى ضبط النفس إلى خطاب الدعوة إلى الاعتدال في استخدام القوة. ولعل مثل هذه التفاصيل تنبئ بتحول نوعي لم تتفطن له المقاومتان الفلسطينية واللبنانية في الوقت المناسب. جرى الإعداد والاستعداد لهذا التحول سراً، ويمكن القول إنه مع اغتيال حسن نصر الله ويحيى السنوار رفعت إسرائيل النبرة عالياً، وكأنها تقول إن خطتها نجحت وخطاب القوة أصبح واقعاً. كما أن الجهر بالقوة والتحدث عن إدراك العالم قوة إسرائيل يعكسان المرور إلى مرحلة أصبحت فيها إسرائيل لا تخشى الكشف عن بقية الخطة، رغم أنها تمثل الهدف الأكبر بالنسبة إليها، أي الهدف المتصل بإيران.

طبعاً مع الأسف لا نستطيع إنكار أن العدوان الإسرائيلي تمكن من تسجيل أهداف نوعية من خلال اغتيال رموز كبيرة في المقاومة. وصحيح أيضاً أن طبيعة الأهداف وتواترها تعد نقاطاً تمكن العدوان الإسرائيلي من تسجيلها، حيث إن اغتيال إسماعيل هنية في طهران، والتمكن من اغتيال حسن نصر الله، واغتيال يحيى السنوار، وأيضاً خليفة حسن نصر الله حتى قبل تسلمه المهمة هاشم صفي الدين... كل هذه الاغتيالات في فترة زمنية متقاربة جداً هي كلها تسجيل لأهداف. ولا شك في أننا أمام أهداف هي نتاج نجاح استخباراتي واختراق وثغرات وأشياء أخرى. أي أن القوة التي يتحدث عنها وزير الدفاع الإسرائيلي ليست قوة جنود بواسل أصحاب قضية، ولا قوة استراتيجية حربية لم تخطر إلا على بال عساكر عباقرة، بل هي قوة نابعة من القدرة على الاختراق والشراء وكأن البيع تم بالجملة.

وفي هذا السياق، لا بد من توضيح أن الاغتيالات ليست عنوان قوة. وأقصى ما يحققه الاغتيال هو تصفية شخص مهم ومؤثر وأساسي، وتعجز الاغتيالات عن تصفية الفكرة والقضية؛ لأنهما وإن ارتبطا بشخص أو بأشخاص، فإن القوة في الشعوب المؤمنة بتلك القضية وهي -أي الشعوب- موردها الأساسي للبقاء والاستمرار، باعتبار أن الأشخاص حتى وإن لم يتم اغتيالهم فإن حدث الوفاة وارد في أي لحظة كونه سنّة من سنن الحياة، ولم يحدث في تاريخ الإنسانية أن سقطت قضية عادلة بسبب موت رمز من رموزها أو اغتياله، لأن القضايا أكبر من الأشخاص مهما كانت رمزيتهم.

من هذا المنطلق، فإن خطاب القوة الإسرائيلي والزهو الذاتي بالاغتيالات المتتالية والتعاطي معها بوصفها فتوحات كبرى أمر مُبالغ فيه، وهذا دليل على ضعف في تصور معنى القوة، وأيضاً دليل على سوء تقدير إسرائيل لذاتها باعتبار الاغتيالات تؤكد قوتها.

من ناحية أخرى، لا يمكن لمن يستقوي بالولايات المتحدة الأميركية، وغيرها، أن يتحدث عن قرب إدراك العالم وخصوم إسرائيل لقوة إسرائيل بنبرة واثقة؛ ذلك أن الاستقواء في حد ذاته برهان قاطع على أن هناك نقصاً في القوة بالمعنى المادي ونقصاً في قوة الحق، الشيء الذي يفرض على الطرف الذي تعوزه القوة اللازمة إلى طلبها من قوة تكبره وفق علاقة تعاقدية مع القوة المستدان منها.

لذلك فإننا أمام قوة لا أركان قوية لها. والقوة التي تستمد قوتها من غيرها، ومن ضعف أعدائها، ومن صفقات سيكشف عنها التاريخ في قادم الأيام أو السنوات ليست بالقوة، على الأقل حسب المعنى المتعارف عليه لهذه الكلمة.

من جهة ثانية، حتى لو كانت إسرائيل قوية كما تتوهم وتدعي، فإن مَن يحول أكثر من ثلث أطفال فلسطين إلى أيتام، ويقتل آلاف الأطفال والأمهات، ويقصف مستشفيات، ويشرد آلاف العائلات الفلسطينية واللبنانية في الشوارع بالقرن الحادي والعشرين، لا يمكن أن يقتلع اعترافاً حقيقياً بأنه قوي، بقدر ما هو يثبت بالخطاب والفعل حجم الوهم والتخبط والانحراف عن التأسيس لمستقبل لا أمن فيه خارج شروط التعايش الحقيقية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تميز إسرائيل بين القوة ونقيضها هل تميز إسرائيل بين القوة ونقيضها



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 05:08 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

عصبة الهواة توقف البطولة الوطنية للقسمين الأول والثاني

GMT 23:45 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرض فيلم "عقدة الخواجة" لحسن الرداد الشهر المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib