التمييز الإيجابي لتدارك الحيف
شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها القائد العام للقوات المسلحة يكلف صدام حفتر نائباً للقائد العام ويطلق رؤية 2030 لتحديث الجيش الليبي وتعزيز جاهزيته
أخر الأخبار

التمييز الإيجابي لتدارك الحيف

المغرب اليوم -

التمييز الإيجابي لتدارك الحيف

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

ليس استنتاجاً جديداً لو قلنا إن مسار التنمية في بلداننا العربية لم يكن في الطريق الصحيحة ولم يخضع لرؤية شاملة دقيقة. وهذا الأمر اعترفت به غالبية الدول من خلال تغيير منوال التنمية وسلك مناهج مختلفة في المخططات المتتالية.
من أهم نقاط ضعف مسارات التنمية التي انتُهجت بعد استقلال بلداننا، هي التركيز على المركز أي العاصمة والمناطق الساحليّة الجاذبة للسياح، في حين أن الأرياف والمناطق التي ليس فيها بحر وغير ذلك، ظلت مهمشة في الميزانيات المرصودة وفي المشاريع المنجزة.
هذا النهج العفوي الحديث العهد بالاستقلال آنذاك، كانت غايته تحديث البلاد وبناء مؤسسات ومرافق في المحافظات القادرة على لعب دور مهم في الاقتصاد والتنمية.
ولكن هذه القراءة أثبت التاريخ أنها منقوصة، وأنها سبب الاحتقان الاجتماعي، إذ إن المناطق التي تعرضت للتهميش ظلت في الظل وخلق ذلك شعورا حادا بالحيف توارثته الأجيال. كما أن مشكلة التمييز غير الإيجابي بين الجهات والمناطق في البلد الواحد أنه ينتج فتوراً في الانتماء إلى الوطن. لذلك؛ فإن شبكات التكفير والإرهاب استثمرت في الجهات المهملة اقتصادياً التي عرفت إقصاءً في السياسات التنموية، وقامت الجماعات الإرهابية بتوظيف شبابها المحتقن والباحث عن الاعتراف وغررت به.
إذن، نتائج التوزيع الظالم للثروات ليست هينة وتنطوي على تكلفة باهظة جداً لا مفر من أن يدفعها الجميع آجلاً. بل إن الجهات التي عرفت تمييزاً إيجابياً واستأثرت بميزانية الاستثمار كثيراً ما تدفع هي التكلفة بشكل مضاعف؛ إذ إن الإرهاب يضرب السياحة ويضرب العملة المالية الوطنية ويلحق ضرراً بالميزانية ومواردها التي تعرف شحاً وصعوبات تراجع مداخيل قطاع حيوي.
لذلك؛ فإن أي إصلاح اليوم أو معالجة لمسار التنمية لا بد من أن يضعا المناطق المحرومة سابقاً في صدارة الاهتمام، وأن تُخصص لها المشاريع الكفيلة بجعلها تتدارك تأخرها مقارنة ببقية الجهات. فكما رفعت الخطة الأممية للتنمية المستدامة شعار «لا أحد خلف الركب»، فإن هذا الهدف العالمي يحتاج إلى تجسيد في مستويات ما قبلية، أي أن كل بلد يجب أن يختبر هذا الشعار في داخله ويحدد من الذي ما زال خلف الركب حتى لو كان كل البلد خلف الركب؛ إذ العبرة ليست في أن تكون مع الركب فقط، بل أيضاً في تحديد المسافات التي تفصل البعيدين عن الركب من منطلق كون المسافات مختلفة.
ومثلما هناك مؤشرات من خلالها تتم عملية قياس بُعدك أو قربك من الركب، فإن كل دولة مطالبة بتحديد مؤشرات قياس تضعها طبقاً لواقعها وإمكاناتها وبها تحدد ما يجب أن تقوم به نحو المناطق المهمشة.
اليوم، بالذات، لا أحد يقبل التهميش. العالم تغير وتكاثرت قنوات التعبير والرفض والاحتجاج. الجميع يريد حظه ونصيبه من ثروات بلده كاملاً. ولا مفر من ممارسة سياسة التمييز الإيجابي إزاء من كانوا ضحايا التهميش وقضوا عقوداً في الظل وخارج الحسابات، بل إن من مصلحة الجهات والمناطق التي كانت تحظى بالأولوية أن يتم تدارك حال المناطق الأخرى، وهذا هو المعنى الجوهري والصحيح للسلم الاجتماعي.
كما أن المواطنة ذاتها تفرض ذلك ولا يمكن الحديث عن المواطنة بالمعنى العميق للكلمة إلا بالمساواة بين الجميع، وأهم مظاهر المساواة التوزيع العادل للثروات. من هنا ندرك لماذا التمييز الإيجابي لا بد منه حتى يتساوى الجميع في الخدمات والمرافق والفرص. فالتمييز الإيجابي هو نتيجة حتمية للتمييز السلبي سابقاً. ولا يمكن التقدم في الديمقراطية والانطلاق في الإصلاح من دون حل مشكلة التنمية العرجاء وتدارك أمر جهات عانت من الإقصاء. وهكذا يمكن التأسيس للمستقبل بعيداً عن القنابل المدفونة تحت التراب التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة. وهو ما يعني أن الديمقراطية والتنمية شيء واحد، بمعنى أن التنمية العادلة والمساواة في توزيع الثروات هما أساس الاستقرار والبناء وصنع التراكم، ومن دون ذلك ستظل أي خطوة نحو الديمقراطية هشة ومحفوفة بالمخاطر.
هناك ما يستحق بذل الجهد ومضاعفته وحانت مرحلة النضال من أجل توزيع عادل للثروات بين جميع جهات البلد الواحد وكل المواطنين. وباعتبار أن الدولة لا تستطيع اليوم الاستئثار بمهمة التنمية وأن القطاع الخاص يمكن التعويل عليه لمعاضدة جهود مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية، فإن التمييز الإيجابي يقتضي أيضاً تحفيز الجميع وألا يقتصر الجهد على الدولة دون سواها.
إن أي جهة لم تحظَ بحقها في الاستثمار والبنية التحتية والخدمات حتى لو كانت أصغر نقطة في كل الوطن، فإنها تعدّ مصدر تهديد مفتوح الأجل الزمنى في رد الفعل. لذلك؛ فإن الحكمة وتراكم التجارب في العالم وجدية الإصلاح... كل هذا يحتم أن يكون التمييز الإيجابي إزاء الجهات التي عانت من الإقصاء تعويضاً لها وتأسيساً قوياً للمستقبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التمييز الإيجابي لتدارك الحيف التمييز الإيجابي لتدارك الحيف



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة

GMT 12:42 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سفارة المغرب في مصر توضح موقفها بشأن ملفات التأشيرة

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib