السودان التاريخ ليس صدفةً ولا مفاجأةً
الإمارات ترفع الحظر عن السفر لمواطنيها إلى لبنان اعتبارا من 7 مايو إعلام إسرائيلي يعلن أن شركة طيران "Air Europa" ألغت جميع رحلاتها المقررة غدا من مدريد إلى تل أبيب شركة لوفتهانزا الألمانية تعلق رحلاتها الجوية من وإلى تل أبيب حتى 6 مايو الخطوط الجوية الهندية تعلق رحلاتها إلى تل أبيب حتى 6 مايو نتنياهو يؤكد أن إسرائيل تتحرك لتوجيه ضربة قاضية للحوثيين بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 52,535 شهيداً و118,491 مصاباً منذ 7 أكتوبر 2023 الدفاعات السودانية تتصدى لهجوم بطائرات مسيرة استهدف قاعدة عثمان دقنة الجوية ومستودعاً للبضائع في مدينة بورتسودان الشرطة الإسرائيلية تعلن العثور على قنبلة موقوتة ملفوفة بعلم إسرائيل في منطقة بات يام جنوب تل أبيب لقجع يُهنئ لاعبات نادي الجيش الملكي بمناسبة تتويجه بلقب البطولة الاحترافية للموسم الرياضي 2024-2025. الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف الصحفيين في فلسطين وتسجيل 180 حالة اعتقال منذ الإبادة
أخر الأخبار

السودان.. التاريخ ليس صدفةً ولا مفاجأةً

المغرب اليوم -

السودان التاريخ ليس صدفةً ولا مفاجأةً

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

من علم الاجتماع، خرجت علومٌ مستقلةٌ بذاتها عنه، وفقاً لتطوّر العلوم وتطوّر البشر، وهي علومٌ شتى تصل حد عشرات العلوم والتخصصات، ومن أهمها العلوم السياسية والاقتصادية والثقافية والنفسية، وغيرها كثيرٌ، وبإمكان كل قارئ للتاريخ ومتمعنٍ في دوراته صعوداً وهبوطاً أن يكتشف كيف تفرعت هذه العلوم وتطورت.

هذه العلوم متضافرةٌ على أن «الجماعات المنظمة»، قوميةً كانت أم يساريةً أم إسلامويةً، لا تختفي فجأةً، ولا تنتهي في لمح البصر، وهي لا تستجيب لرغبات النخب السياسية أو الثقافية، ولا تنزوي من تلقاء نفسها ما لم يسبق ذلك جهدٌ فكريٌ ودينيٌ وثقافي واجتماعي منظمٌ وشاملٌ، ويعمل بشكل استراتيجي طويل الأمد، هذه حقائق لا يصل إليها الجدل على طول التاريخ وعرض الجغرافيا، وتعدد النماذج. يتذكر الكثيرون في العالم العربي لحظة الفوضى العارمة التي خلقها ما كان يعرف بـ «الربيع العربي» وحجم الطموحات والأحلام الوردية التي تجلت عن واقعٍ مرٍ لا يمتّ لتلك الشعارات المرفوعة بأي صلةٍ مثل شعارات «الحرية» و«العدالة» و«حقوق الإنسان» وعشرات المفاهيم التي شكل الشباب وقودها الحارق كعادتهم في التاريخ، ثم تجلّى ذلك كله عن «أصولية» مستحكمة و«تطرفٍ» مسيطر و«إرهابٍ» منظمٍ وعن «استقرار الفوضى».

وتكشف لاحقاً أن ذلك كله كان ضمن الإرادة السياسية لأكبر امبراطورية عرفها التاريخ وهي أميركا في زمن إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وكان ملخصها إسقاط الأنظمة السياسية العربية وتسليم الحكم فيها لـ «جماعة الإخوان» ولجماعات الإسلام السياسي وتنظيمات العنف الديني، وذاك الزمن قد ولى قبل عقدٍ ونصف عقد من الزمان، والعاقل من استطاع ربط الحاضر بالماضي، وقياس ما يجري على ما جرى. إدارة ترامب ليست مثل إدارة «الديموقراطيين» من أوباما إلى بايدن، ولكن المراقب لن تخطئ عينه التوافقات والاختلافات في السياسات بين الطرفين بما يخدم مصالح أميركا في الحالتين، ولكن «أوباما» ومن بعده «بايدن» قد اختارا كما أعلن لاحقاً في وثائق ومذكرات وذكريات وتقارير صحفية مميزةٍ، تمكين «جماعات» الإسلام السياسي سنياً وشيعياً من السيطرة على دول العالم العربي، وبتحالف مع دول داعمةٍ للمحور «الأصولي» والمحور «الطائفي» استطاعت خلق «استقرار الفوضى» وسمّي بــ«الربيع العربي».

طبيعة جماعات الإسلام السياسي أنها تبني أجيالاً مواليةً لها، عبر التربية والتعليم وعبر الجمعيات الخيرية، وعبر المناشط الدينية مساجد وخطب وفتاوى، وهو ما تطوّر لاحقاً باتجاه السيطرة على «القنوات الفضائية» و«المواقع الإلكترونية» و«وسائل التواصل الاجتماعي» وغيرها كثير، وهذه الأجيال لا تختفي فجأةً، ولا تتغير في لحظةٍ حتى ولو تغيرت الظروف الاجتماعية والسياسية، ولكنها قادرةٌ بالبراغماتية العالية أن تتأقلم مع كل وضع وأن تقلب جلدها كالحرباء، والشواهد أكثر من أن تحصى. في سوريا، انتشرت عبر عقدٍ ونصف عقد جماعاتٌ إسلامويةٌ شتى، من «جماعة الإخوان» و«تنظيم القاعدة» و«تنظيم داعش» مدعومة من «محورٍ أصوليٍ» في مواجهة «محورٍ طائفيٍ» وبصفقةٍ سياسية كبرى اقتربت بعض هذه الجماعات من الحكم، وبمنطق التاريخ والعقل والواقع فهي لم تتغير كثيراً، ولن تستطيع التغير وإنْ أرادت إلا بخسائر كبرى، والجماعات لا تتغير ولا تختفي فجأةً. هذا في سوريا، في خمسة عشر عاماً فقط، فكيف يمكن قراءة الوضع في السودان؟ وقد وصلت «جماعة الإخوان» فيها للحكم في عام 1989 عبر انقلابٍ عسكريٍ قاده حسن الترابي وعمر البشير، وقد تمكنت الجماعة من نشر «خطابها» و«مفاهيمها» و«أيديولوجيتها» في جيلٍ كاملٍ من الشعب السوداني، مدنياً وعسكرياً، شباباً وشيباً، ثم يريد بعضهم أن يقنع العالم أن «الجماعات» اختفت هناك فجأةً ولم يعد لها وجود. أخيراً، فكما أن التاريخ ليس صدفةً فهو ليس مفاجأةً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان التاريخ ليس صدفةً ولا مفاجأةً السودان التاريخ ليس صدفةً ولا مفاجأةً



GMT 15:14 2025 الأحد ,04 أيار / مايو

مفكرة القرية: بغلان حزينان

GMT 12:57 2025 الأحد ,04 أيار / مايو

‎عبد الناصر.. وصدمة الأنصار والإخوان

GMT 12:52 2025 الأحد ,04 أيار / مايو

سوريا... إدارة جديدة وتحديات قديمة

GMT 12:50 2025 الأحد ,04 أيار / مايو

سقط العمود.. إنها إرادة الله!

GMT 12:48 2025 الأحد ,04 أيار / مايو

ساعة في العجوزة

GMT 12:47 2025 الأحد ,04 أيار / مايو

لوحة تونسية تهتف بحب السودان!!

أمينة خليل تتألق في الأبيض بإطلالات عصرية ولمسات أنثوية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:19 2022 الإثنين ,20 حزيران / يونيو

نصائح فعّالة في تلميع الأسطح الرخام

GMT 04:02 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المشتري وزُحل يقتربان من بعضهما للمرة الأولى منذ 800 سنة

GMT 23:06 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

بنزيما يقود هجوم ريال مدريد أمام بيلباو

GMT 05:05 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

12 ضيف شرف في فيلم خالد الصاوي "شريط 6" تعرف عليهم

GMT 07:47 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أحدث صيحات الموضة لموسم ربيع وصيف 2020

GMT 12:51 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

سكودا تنافس السيارات الكهربائية بـ Citigo-E

GMT 04:25 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

أغنى رجل في أفريقيا يتأكد أنه "ثري" بـ"رؤية أمواله"

GMT 06:22 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

خلطات طبيعية لتنعيم الشعر وإعادة حيويته

GMT 20:47 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أماني كمال بإطلالة أنيقة في جلسة تصوير جديدة

GMT 03:28 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طائرة ركاب هندية تصطدم بجدار المطار أثناء إقلاعها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib