«حماس» حقائق باردة لحدث ساخن
محكمة الغابون تحكم بالسجن 20 عاما غيابيا على زوجة وابن الرئيس السابق علي بونغو بتهم الفساد مصرع 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً في غرق قارب قبالة سواحل ليبيا كوريا الجنوبية تصدر حكمًا عاجلًا ببراءة أوه يونج سو بطل Squid Game من تهمة التحرش الجنسي وإلغاء أي محاولات استئناف أو اعتراض على الحكم الإعصار فونج وونج يجبر تايوان على إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص ويتسبب بمقتل 18 في الفلبين وتدمير آلاف المنازل زلزال بقوة 5,1 ريختر يضرب منطقة شمال شرق مدينة توال بجزيرة بابوا إندونيسيا على عمق 10 كلم قائد قسد يصف انضمام سوريا للتحالف ضد داعش بخطوة لمحاربته نهائيا حركة الطائرات في مطارات الامارات تصل الى مستويات قياسية خلال يناير الى مايو كوشنر يؤكد لا إعمار لغرب غزة قبل نزع سلاح حماس غوغل تحذر من خطورة شبكات الواي فاي العامة على بيانات المستخدمين نعيم قاسم يؤكد أن وقف إطلاق النار مشروط بإنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان واستعادة الأسرى والسيادة كاملة
أخر الأخبار

«حماس»... حقائق باردة لحدث ساخن

المغرب اليوم -

«حماس» حقائق باردة لحدث ساخن

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

اندفاع «حركة حماس» في هجومها غير المسبوق على المستوطنات الإسرائيلية في «غلاف غزة» بعناصر مسلحة وطائرات مسيرة وصواريخ، سيقابله جنون إسرائيلي يتمّ التحضير له على نطاق واسعٍ وغير مسبوقٍ، ولكل فعلٍ ردة فعلٍ، وقد سلمت «حماس» إسرائيل بيدها السيف الذي تقتلها به.

«حماس» ارتكبت فظائع وبشاعاتٍ في عمليتها، وارتكبت خطيئة أكبر عندما صوّرت كل ذلك في مقاطع كانت تبث على «الإنترنت» من قبل عناصرها المهاجمة، وبعيداً عن أي تفكير تآمري لتفسير ما حدث فإن الأهم أنه حدث وتم توثيقه وبثه، وغالب وسائل الإعلام العربية لم تعرض هذه المقاطع «الحمساوية» ولو مموّهة، وهذا خطأ، لأنه لو عرض لمكّن المشاهد والقارئ من فهم، لا تفهّم، ردة الفعل الإسرائيلية غير المسبوقة والدعم الغربي السريع والفاعل الذي حشدته بسرعة.

بعد مرور أسبوعٍ على هجمات حماس، ومع القصف الإسرائيلي المكثف على غزة وحجم الدمار الهائل والرعب الذي سيطر على السكان، فإن الحرب لم تبدأ بعد، فإسرائيل التي نجحت نجاحاً كبيراً في جعل «الهولوكوست» أسطورة راسخة في العقل الغربي وجعلت «معاداة السامية» سبة الدهر وتهمة العصر التي تحرق بها مخالفيها في الغرب، وجدت ضالتها فيما صنعته حماس بطريقة جعلت البعض يشكك في أنها مخترقة وتعمل ضد نفسها وضد فلسطين.

الخطاب الإسرائيلي الإعلامي والسياسي والثقافي كله يصب في إحياء «المظلومية» التاريخية في العقل والوجدان الغربي ونجح، ولذلك حرّكت أميركا حاملات طائراتها وبريطانيا تتعهد بالدعم وفرنسا تزايد على الغضب الإسرائيلي، وبعض الأصوات التي هتفت لما صنعته حماس قبل أيامٍ سكتت اليوم أمام الفشل السياسي الكبير الذي ارتكبته قبل أن تسكت أمام المآسي التي وقعت على رأس الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره في غزة.

قادة حماس من فنادقهم الفارهة في الخليج مستمرون في خطاب تحريض الشعوب العربية على حكّامها ودولها خدمة لأجنداتٍ خارجية هي التي دفعتها لارتكاب هذه الحماقة، ولكن سهام النقد الإسرائيلي والغربي عموماً بدأت توجّه صراحة لتلك الفنادق ومن يقف خلفها، وإيران راعية «حماس» تبرأت من أي علاقة بهذه العملية، و«حزب الله» اللبناني فضّل الصمت والانزواء لأنه يعلم جيداً ما يتم تحضيره للردّ، وقد دعا نتنياهو صراحة لفرض عقوباتٍ على أي دولة تسمح لحماس بالعمل من أراضيها.

خيارات الحرب والسلام مع إسرائيل لم تكن يوماً لعبة أو ترفاً، بل هي خيارات ثمنها سيادة الدول واستقرارها ودماء أبنائها ومستقبل أجيالها، وهي خيارات سياسية، والسياسة بلا عواطف، ولكن عواطف الشعوب يتم تجييشها لتوظيفها سياسيا من بعض الدول والمحاور في المنطقة، وفي خيارات الحرب والسلام هذه عجينة تختلط فيها الوطنية والقومية والدينية الأممية والعرقية، وقد أفضت بمجموعها لخيار السلام لا الحرب.

أرادت حماس من هذه العملية خدمة أجندة إقليمية معادية للدول العربية تسعى لضرب مشروعات «التطبيع» و«السلام»، وبالتالي تخوين الدول العربية وقياداتها، وتدعو للفوضى وتستحضر رموز الإرهاب، وكل من انجرّ خلف عملية حماس فهذه أجندته وإن سوّقها ونمقها سياسياً وثقافياً كما يشاء، فنهايات الأمور واضحة ومآلات الأفكار جلية، والعاطفة الإنسانية المستحقة لا ينبغي أن تكون جسراً لتمرير الأفكار الملغومة.

ضخامة الحشد الإسرائيلي المدعوم بقوة غربياً أعاد الحديث عن «التهجير القسري» وهو ما رفضته السعودية بشكل قاطعٍ، ومعها العديد من الدول العربية، وهي سياسة سعودية مستقرة، ففي 1947 طالب بعض العرب الفلسطينيين بالخروج من أرضهم حتى يتمكن العرب من ضرب إسرائيل وهو ما رفضه الملك عبد العزيز ومعه بعض العقلاء حينها لأنه ليس طلباً عملياً ولا واقعياً وسيفشل، وقد فشل حينها.

الدعم السعودي لفلسطين لم يتوقف يوماً، فمواقف عبد العزيز تاريخية مع روزفلت للدفاع عن فلسطين، وبعده الملك سعود، ثم الملك فيصل، وخالد، ثم جاء «مشروع فهد» وصولاً إلى «المبادرة العربية» التي صنعتها السعودية وحشدت لها الدعم العربي الكامل، وهي مستمرة في النهج نفسه اليوم، وتدافع عن فلسطين وغزة بدبلوماسية نشطة ومواقف سريعة ومتعاقبة.

في استعراض سريعٍ، فقد ظلّ العرب لعقدين من الزمان أسرى لخطابٍ قومي ناصري وبعثي انتهى بالهزيمة النكراء في 1967 التي سميت كذباً وزوراً «النسكة»، تلاها عقدان آخران من الحروب؛ في 1973 وانتصار السادات ومعاهدة «كامب ديفيد»، ثم اجتياح لبنان 1982 والهزائم والعصابات والعمليات والاغتيالات التي انتهت بداية التسعينات باتفاقيات السلام: «أوسلو 93» السلطة الفلسطينية، و«وادي عربة 94» الأردن، وسوريا تفاوضت واقتربت من التوقيع، ولكنها لم توقع لتفاصيل طويلة.

منذ 1993 إلى 2023؛ ثلاثة عقودٍ كاملة انتعشت فيها مشروعات ومحاور إقليمية معادية للعرب واحتلّ بعضها دولاً عربية واختطف قرارها، وانتعش فيها الإرهاب الدولي سنياً وشيعياً وتفشت التنظيمات والميليشيات، واختطفت حماس حكم غزة بالانقلاب والقوة، واختطف «حزب الله» الدولة اللبنانية، وتفشت الميليشيات في العراق وسوريا واليمن، وصعد «تنظيم القاعدة» و«تنظيم داعش» وفروعهما، ثم جاءت طامة «الربيع العربي» الأسود المدمر، وصار لا بد للحلول العملية أن تعلو وتؤثر.

المرتبكون والشعبويون يربكون أتباعهم، فالخلط المتعمد بين موقف السياسي صاحب القرار وموقف المحلل السياسي هو خلطٌ للأوراق ورفضٌ للتحليل السياسي الواقعي وممانعة للمنطق السليم والعقلانية، وهو اختباء مريحٌ من حسابات السياسة والوعي وتوازنات المحاور والأقطاب وخيارات الحرب والسلام، وهو في الوقت نفسه ترويج وتسويق للذات لدى الجماهير وركوب على موجة العواطف والمشاعر، وفرصة للبعض للتعبير عن قناعات مكبوتة وتحالفات مخفية.

أخيراً، ففي خطاب قادة حماس الموجه للشعوب العربية تحريض صريحٌ على الفوضى والإرهاب ورفض السلام ورفض سياسات الدول وقياداتها، والأفضل في هذه المرحلة الحساسة هو اتباع سياسات العقل والحكمة وتجنّب المغامرات غير المحسوبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حماس» حقائق باردة لحدث ساخن «حماس» حقائق باردة لحدث ساخن



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية

GMT 02:33 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"رينود" يتسبب في تشنج الأوعية الدموية لأصابع اليدين

GMT 00:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تؤكّد أهمية تجربة عملها مع عادل إمام

GMT 09:51 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تشارك في مشروع طاقي في ابن جرير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib