التغييرات المناخية الأمل بالطيران في بيليم
إشتعال ناقلة نفط روسية وسط هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في البحر الأسود إنفجار عنيف في مستودع أسلحة لقسد بريف الحسكة وسط تحليق مسيرة مجهولة ومصادر تتحدث عن حالة هلع بين السكان حركة حماس تعلن العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة وتنفي اتهامات أميركية بشأن نهب شاحنات مساعدات الأسرة المالكة البريطانية تعرب عن صدمتها بعد هجوم طعن في قطار بكامبريدجشير أسفر عن إصابات خطيرة غارة إسرائيلية على كفررمان تقتل أربعة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول لوجستي في قوة الرضوان غارات إسرائيلية مكثفة تهزّ قطاع غزة وتثير مخاوف من إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار نادي وولفرهامبتون الإنجليزي يستقر على فسخ التعاقد مع البرتغالى فيتور بيريرا المدير الفنى للفريق وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل
أخر الأخبار

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

المغرب اليوم -

التغييرات المناخية الأمل بالطيران في بيليم

أمير طاهري
بقلم - أمير طاهري

يمكن أن ننظر إلى إعصار ميليسا، الذي دمر قريباً أجزاءً واسعة من جامايكا وكوبا، باعتباره مقدمة غير مرغوب فيها لمؤتمر الأمم المتحدة المقبل حول التغييرات المناخية، المقرر انعقاده بين 10 و21 نوفمبر (تشرين الثاني).

وسيعقد الحدث، المعروف باسم «كوب 30»، في مدينة بيليم البرازيلية، بمشاركة أكثر من 190 دولة، وما يزيد على 300 منظمة غير حكومية، وعشرات الآلاف من «المحاربين من أجل البيئة» من مختلف أنحاء العالم. ويأمل المنظمون البرازيليون أن يُسهم هذا التجمع في تصحيح الأخطاء، التي سقطت فيها اتفاقية باريس الشهيرة والمؤتمرات اللاحقة، التي انعقد آخرها في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية أذربيجان.

وقد يعكس اسم المدينة المستضيفة، بيليم، المزاج المتفائل السائد بالأجواء؛ إذ تحمل المدينة اسم نبي توراني أتى بأعمال عظيمة، منها الطيران، وإن كان على ارتفاع منخفض.

ومع ذلك، ومن دون أي قصد مني أن أكون مثبطاً للهمم، لا يمكن تجاهل الحقائق التي قد تُخرج هذا الكرنفال العالمي الجديد بشأن الاحتباس الحراري عن مساره.

أولى هذه الحقائق أن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يحاول استغلال المناسبة في جولة جديدة من التلويح بالمئزر الأحمر في وجه خصمه اللدود جايير بولسونارو، الذي يتهمه لولا دا سيلفا بأنه تسبب في تدمير أجزاء من غابات الأمازون، تحت ذريعة النمو الاقتصادي.

ورغم أن التعدي على الغابات الساحرة استمر بوتيرة أسرع حتى في عهد لولا دا سيلفا، فإن جمهور الفاعلين البيئيين القادمين إلى بيليم سيكونون سعداء؛ لأن ذلك يتماشى مع قناعتهم الراسخة بأن التعامل مع التغييرات المناخية لن يكون ممكناً من دون إيقاف وتيرة النمو الاقتصادي، أو حتى الدخول في ما يسمونه «النمو السلبي».

ويعني هذا التوجه قبول انخفاض واضح في مستويات المعيشة داخل الدول التي يتراوح عددها بين 60 و70 دولة، وتتسم بدخل فردي متوسط أو مرتفع، وتجميد هذه المستويات في بقية الدول ذات الدخل المتوسط أو المنخفض.

ويستند هذا النهج الآيديولوجي إلى مشاعر مناهضة للرأسمالية لا تزال قائمة منذ سقوط الاتحاد السوفياتي وصعود رأسمالية الدولة في الصين الشعبية؛ إذ أعاد كثير من «أيتام» ماركس وستالين تعريف أنفسهم كـ«خُضر»، أو ما يُطلق عليهم «البطّيخيّون» – أخضر من الخارج، وأحمر من الداخل.

من جهتها، تصر زعيمة حزب «الخُضر» في فرنسا، مارين تونديلييه، التي أعلنت حديثاً ترشحها للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2027، على أن البرنامج النيوماركسي لـ«الجبهة الشعبية الجديدة»، المكونة من أحزاب اليسار المتشدد، السبيل الوحيدة لإنقاذ الكوكب. وقد أثّر هذا النوع من التسييس على أحزاب «الخُضر» الأخرى في أوروبا والأميركتين؛ ما أدى إلى تقلّص قاعدتها الانتخابية بشكل كبير في بعض الأحيان.

وسيتضمن مؤتمر بيليم وثائق عدة، من بينها واحدة تتناول خمس «أولويات»، وأخرى تتناول إحدى عشرة «أولوية». وتخلط كلتاهما بين قضايا عامة، مثل حقوق الإنسان، وتمكين المرأة، والمساواة الاجتماعية، وبين قضايا بيئية مثل الطاقة، وحماية التنوع البيولوجي، وإدارة الموارد المائية.

وتبرز من بين هذه الموضوعات مسألة واحدة فقط تُعرض تحت عنوان «التكيّف مع التغييرات المناخية»، والتي تلمّح إلى حقيقة مهمة مفادها أن «المحاربين من أجل البيئة» – أو «المهووسين بالبيئة» كما يسميهم منتقدوهم – يعتقدون أن الاحترار العالمي أصبح أمراً لا رجعة فيه، وأن أفضل ما يمكن للبشرية فعله هو الحد من الأضرار المحتملة والتأقلم مع الحياة في ظل مناخ عالمي أكثر دفئاً.

إحدى المشكلات المرتبطة بكل ذلك أن نظرية الاحتباس الحراري مبنية على افتراضات لا يمكن اختبارها علمياً إلا بدرجة من الاحتمالية. على سبيل المثال، كان إعصار ميليسا واحداً من 15 ثوراناً طبيعياً من هذا النوع في منطقة البحر الكاريبي منذ ستينات القرن التاسع عشر، عندما بدأت الإمبراطورية البريطانية آنذاك بتسجيل مثل هذه الأحداث.

في المجمل، مرت الأرض بخمسة أحداث رئيسة على الأقل دمرت النظم البيئية القائمة. وإن كان هذا لا ينفي أن النشاط البشري تسبب في مآسٍ، مثل اختفاء بحر آرال في آسيا الوسطى، وبحيرة أورميا في إيران، والتصحر في أجزاء كبيرة من آسيا وأفريقيا... إلا أن إلقاء اللوم على النشاط البشري وحده في ما يخص اضطرابات النظم البيئية، يتجاهل حقيقة أن النشاط البشري يجب أن يُنسب إليه الفضل كذلك في إنقاذ الكثير من النظم البيئية، وجعل أجزاء كبيرة من العالم صالحة للحياة البشرية والحيوانية والنباتية.

ويتبنى الكثير من كبار الأسماء المهتمة بالبيئة، وجميعهم من دول ثرية، موقفاً دينياً يعتبر الإنسان مستأجراً للأرض لا مالكاً لها، ويحملون بداخلهم قناعة ضمنية بمفهوم الخطيئة الأصلية، التي لا يتعذر التكفير عنها إلا بقبول الحياة المادية التي هي أكثر فقراً. ومن وجهة نظر هؤلاء، فإن الأرض ملكٌ لجميع الكائنات الحية أو شبه الحية، من الشعاب المرجانية وفيروسات «كورونا» والحشرات والحيتان، وصولاً إلى تايلور سويفت.

ويغفل هؤلاء أن جزءاً كبيراً من الكوكب يتكون مما يعتبرونه غير حي، مثل الأدغال والغابات والأحراش والأنهار والبحيرات والبحار والجبال، ونعم، القرى والضواحي والبلدات والمدن.

ويكمن النموذج الأعلى، في اعتقادهم، في طبيعة تُترك وشأنها لتفعل ما تشاء. أما الإنسان، فإما أن يصفق لها أو يرتعد منها خوفاً.

ومن بين كل ما يجري تصنيفه باعتباره حياً أو شبه حي، وحده الإنسان قادر على التضحية بالنفس والتكيّف والعمل الإيجابي في سبيل إنقاذ الكوكب. في الواقع، إن المدافعين عن البيئة الذين يُخربون أو يوقفون بناء طريق أو مطار جديد، المجتمع المحيط في أمسّ الحاجة إليه، ويغلقون المناجم والمصانع؛ ما يُدمّر وظائف عديدة، يتجاهلون مفارقة كبرى في حياتنا: العيش على أساس اللاغد مع افتراض وجود غد.

والواضح أن الأسماء الكبرى المعنية بالبيئة تمقت الحضارة التي، كما أشار جلجامش، هي ثمرة فعل الإنسان في الطبيعة. وكما أشار جلجامش، من دون تدخل الإنسان، حتى هومبابا العظيم محكوم عليه بالهلاك.

وسواء شاءت غريتا ثونبرغ أو لا، لا يمكن إنقاذ الكوكب من دون مالكه الشرعي؛ الإنسان. ستفترض غريتا، بالطبع، أننا نعني بالإنسان «الأبيض، الذكر، الرأسمالي، الأميري» - الهدف الخيالي لكراهيتها.

الخلاصة أنه إذا أردنا أن نأخذ قضية إنقاذ الكوكب على محمل الجد، فعلينا أن نجعلها أقل سياسية، وأكثر علمية، وأقل معاداة للرأسمالية، وأقل معاداة للولايات المتحدة، وأكثر دعماً للنمو.

وقد انتهت اجتماعات «كوب» السابقة بتبادلات حادة، وخطابات مُفرطة في الذاتية، وشعارات مُبالغ فيها، وصفقات غير نزيهة؛ ولذلك لم يحالفها النجاح. هذه المرة، ربما يُساعدهم «بيليم» على ذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التغييرات المناخية الأمل بالطيران في بيليم التغييرات المناخية الأمل بالطيران في بيليم



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

GMT 10:28 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

قنابل علي شمخاني

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 18:08 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بابا الفاتيكان يجدد دعوته لوقف إطلاق النار في السودان
المغرب اليوم - بابا الفاتيكان يجدد دعوته لوقف إطلاق النار في السودان

GMT 21:14 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف يساعد العسل في معالجة أمراض الفم والأسنان؟

GMT 23:18 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات أحوال الطقس في المملكة المغربية السبت

GMT 06:50 2017 الجمعة ,25 آب / أغسطس

الكشف عن دليل ملابس كرنفال "نوتينغ هيل"

GMT 19:40 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطلة رسمية جديدة في انتظار المغاربة خلال الأسبوع المُقبل

GMT 19:57 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

"ماريو" يسطو على أموال مستخدمي الإنترنت

GMT 01:40 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

لورين غودغر تُفاجئ مُعجبيها بمظهر جديد ومختلف

GMT 08:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنى أحمد تكشف طرق ضبط طاقة المكان باستعمال "الباكوا"

GMT 06:47 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي فوائد خلطة النسكافيه لشعر حيوي ومصبوغ

GMT 00:33 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

هبة قطب تكشف تأثير نوع الغذاء على الشهوة الجنسية

GMT 11:26 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

لدغة أفعى سامة تودي بحياة طالب جامعي في طانطان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib