أخويات أخرى
أخر الأخبار

أخويات أخرى!

المغرب اليوم -

أخويات أخرى

حسن البطل
بقلم: حسن البطل

تجدون ضالتكم في بطون الكتب: كيف كانت رام الله، قبل وبعد راشد حدادين. كيف كانت، قبل وبعد مجلسها البلدي الأول (مرت مئويتها وفوقها عقد ونيف من السنوات. قد يقولون بيراوي نسبة الى البيرة، او بيتوني نسبة الى بيتونيا (بالتأكيد: نابلسي، خليلي، ريحاوي .. الخ) يبدو القول رام اللاوي ناشزاً.

الأخوان سابا ووليم
كل يوم، على مدار فصول عام، يدفع الأخوان سابا ووليم عز، عربتهما من رام الله التحتا الى القرنة ذاتها على رصيف هليوبولس لملابس العرائس، مقابل مقهى وبوظة ركب.

في العام ١٩٥٤ نال والدهما رخصة بلدية لمكان وقفة العربة وحمولتها، ومنذ عشرات السنوات يدفع ولداه سام ووليم بعربة مقنطرة الى المكان ذاته.

كهلان أشيبا الشعر والشاربين، من ساعات منتصف النهار الى الهزيع الأخير من الليل، يبيعان لزبائنهما من السابلة ما كان والدهما يبيعه: ترمس، فول مسلوق وعريض، أكواز عرانيس ذرة ساخنة، وفي الربيع وأول الصيف لوز اخضر، وحبات ثمار من بواكير صغيرة للبرقوق الأخضر، ومنذ سنوات غير بعيدة، ذرة مفرفطة الحبّات من الذرة مسبقة الصنع.

اخوان كهلان يتابعان مهنة الأب الراحل، منذ كانا شابين، فكم سنة سيقدران على دفع عربتهما صعداً من رام الله التحتا الى شارع ركب، او دار صلاح للراحلين داود وابراهيم، وبعدها يسهل جرّ العربة الى تلك القرنة مقابل مقهى ركب.

في سنة قريبة احتجب الشائبان عن تبريك عربتهما في مكانها المعتاد، البلدية طالبت برسوم أعلى لإشغال الرصيف، ثم تراجعت، او قبلت تسوية وسطاً، كثرت عربات الباعة الشباب لحبات الذرة المفروطة، وكذا عربات مواسم بواكير الربيع وأول الصيف، وبقي لعربة الأخوين ان تمتاز ببيع اكواز وعرانيس الذرة الكاملة والمسلوقة.

على الأغلب، بحكم التقدم في السن، سيتقاعد الأخوان، عن ممارس كار الوالد، ولن يورثا المهنة وعربتهما الى اولادهما.

الأخوان «الصوصو»

في محلهما للعصائر الطازجة والساندويشات الغربية تجد صورة الوالد الراحل معلقة على الجدار، الأخوان الشابان جورج وشادي، ورثا المحل ومهنة الوالد، جورج يعد الساندويشات وشادي على عصارات الفواكه الكهربائية، وهناك اخ ثالث، موظف في بنك، قد يساعد وقت فراغه، او انشغال أخويه في شأن ما.

كم كثرت محلات العصائر الطازجة والسندويشات، منذ ٧٠ سنة هي عمر محل الصوصو، ولعله اعتق محلات من نوعها مند باشره والدهما قبل ٧٠ سنة.

عصائر حمضيات على انواعها، وجزر وتفاح على مدار العام، وفي الخريف واول الصيف عصير رمان، ولك بالطبع ان تطلب مشكل (كوكتيل) حسب ما تريد، وغالباً، مع ساندويشات ساخنة، برفقة صحن ضيافة من المخللات معتدلة الملوحة من تحضيرهما.

لمحل الصوصو زبائنه المواظبون، اما بحكم العادة والتعود، او بحكم الأسعار المعتدلة للعصائر، او لزكاوة وخبرة وشطارة جورج في اعداد الساندويشات. حركة البيع نشطة والراحة قليلة وعادة الوقوف ١٠ - ١١ ساعة صارت عادة، الراحة الأسبوعية هي يوم الجمعة.

على الأغلب، بعد عمر طويل، سوف يرث الأحفاد مهنة الوالدين، كما ورث الوالدان مهنة الأب الراحل.

كانوا يكتبون على آرمات محلات مختلفة: فلان وأولاده، او فلان أبناء عم، ما زال ممكناً ان تجد إخوة يرثون مهنة الوالد.

أعلام غابرة

من هو آلان بارت، ناتالي ساروت، الن - روب غرييه؟ في اول سنوات شبوبية المثقف، يكون لكل واحد معلمه في مجالاته وزمنه.

كان زميلنا هاني الزعبي في «فلسطين الثورة» البيروتية مغرماً بالبنيوية وما بعدها لآلان بارت، بينما زملاؤه لا يعرفون ما يعرف، فكان الزعبي يذهب بمقالاته الى الصفحة الثقافية لجريدة «النهار».

لهاني شخصية مزاجية مهزوزة غالباً، وراكزة احياناً، الامر الذي سبب انفصاله عن زوجته، ونزاعاً حول رعاية طفله.

زميلي السوري في جامعة دمشق، الاديب الصاعد عبد الله ابو هيف كان مغرماً مفرطاً بالقصة القصيرة كما تكتبها الفرنسية ناتالي ساروت، زميلي العراقي الشاعر بندر عبد الحميد كان يعتبر آلان روب غرييه إمامه.

كانت مفردات قصائد الشعراء الشباب في جامعة دمشق قلما تخلو من مفردتين: «التجاوز» بمعنى التخطي، وكذلك «المفازة» التي هي البيداء والصحراء في الشعر العربي القديم.

لو سألت المثقفين المعاصرين عن بارت وساروت وغرييه، فقد لا يحيرون جواباً، فإن سألت عن فوكوياما و«نهاية التاريخ» تجد الحجم الوافر من الآراء.. خاصة بعد اعتذار حديث للمؤلف الاميركي - الياباني عن قراءة مغلوطة لنهاية التاريخ.

الآن، نادراً ما تجد مثقفاً لم تمر عليه كتب ادوارد سعيد بدءاً بكتابه «الاستشراق» الذي عُدّ عالمياً واحداً من أحسن الكتب في القرن المنصرم.

لكل جيل …. آباء ومعلمون .. وتلامذة معجبون.

 

قد يهمك ايضا
في يوم المعلم
تلك كنيسة تحتضن كنيسة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخويات أخرى أخويات أخرى



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية

GMT 02:33 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"رينود" يتسبب في تشنج الأوعية الدموية لأصابع اليدين

GMT 00:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تؤكّد أهمية تجربة عملها مع عادل إمام

GMT 09:51 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تشارك في مشروع طاقي في ابن جرير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib