انزياحات
محكمة الغابون تحكم بالسجن 20 عاما غيابيا على زوجة وابن الرئيس السابق علي بونغو بتهم الفساد مصرع 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً في غرق قارب قبالة سواحل ليبيا كوريا الجنوبية تصدر حكمًا عاجلًا ببراءة أوه يونج سو بطل Squid Game من تهمة التحرش الجنسي وإلغاء أي محاولات استئناف أو اعتراض على الحكم الإعصار فونج وونج يجبر تايوان على إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص ويتسبب بمقتل 18 في الفلبين وتدمير آلاف المنازل زلزال بقوة 5,1 ريختر يضرب منطقة شمال شرق مدينة توال بجزيرة بابوا إندونيسيا على عمق 10 كلم قائد قسد يصف انضمام سوريا للتحالف ضد داعش بخطوة لمحاربته نهائيا حركة الطائرات في مطارات الامارات تصل الى مستويات قياسية خلال يناير الى مايو كوشنر يؤكد لا إعمار لغرب غزة قبل نزع سلاح حماس غوغل تحذر من خطورة شبكات الواي فاي العامة على بيانات المستخدمين نعيم قاسم يؤكد أن وقف إطلاق النار مشروط بإنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان واستعادة الأسرى والسيادة كاملة
أخر الأخبار

انزياحات؟

المغرب اليوم -

انزياحات

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

نترك انزياحات في مسار الأفلاك (خسوف وكسوف مثلاً) لعلماء الفلك.. كما لعامة الناس وأساطيرهم القديمة الخرافية!

كوكب الأرض ذاته مليء بشتّى أنواع الانزياحات، من "زحط" القارات، إلى تقلب التحالفات السياسية (لا عداوات دائمة أو صداقات دائمة بل مصالح) إلى انزياح الحضارات البشرية. ربما جزيرة قبرص هذه، المسمّاة جزيرة أفروديت، تصلح بوصلة للانزياحات السياسية والحضارية. أنطون سعادة، وحزبه السوري القومي الاجتماعي، تحدث عن الجزيرة بوصفها "نجمة" الهلال الخصيب (بلاد الشام والعراق). اختفت النجمة من عقيدة سعادة إلى عقيدة "داعش" الوحشية عن الدولة الإسلامية في العراق والشام، بل وكادت العراق دولةً وسورية دولةً تختفيان من تقسيمات دولية ما بعد الحرب العالمية الأولى، بفعل حروب أهلية وإقليمية ودولية.

صديقنا وزميلنا التونسي، محمد علي اليوسفي، كتب في إقامته القبرصية معنا: كأن جزيرة أفروديت تمدّ يدها لمصافحة البرّ الشامي (السوري تحديداً). الواقع أنها تمدّ اصبع سبابتها نحو سورية، كما يفعل الأطفال الصغار في الإشارة إلى الأشياء والجهات!

خلال إقامتنا القبرصية مدة 13 سنة متوالية بعد الخروج البيروتي، كنّا نتردد على حانات نيقوسيا، ومنها حانة تسمّى (إيجيون) ملأى بالكتب القديمة عن حضارة بلاد الإغريق القديمة، أي بحر إيجة كجزء من البحر الأبيض المتوسط من اليونان إلى تركيا، الذي دعاه العرب "بحر الروم".

في دردشة مع صاحب الحانة المثقف أوضح لنا أن عديد سكان اليونان وقبرص لا يتجاوزون الملايين العشرة، بينما الشاطئ الشرقي والجنوبي للمتوسط هناك عشرات الملايين في هذا العالم العربي. إنه يتحسّر على تفكّك العالم العربي.

هذه المعلومة المعروفة، قادت إلى معلومة إغريقية ـ عربية حضارية. صاحب الحانة سألنا: لماذا امتدت حضارة الإغريق إلى الشرق والجنوب العربي، لا إلى الشمال الأوروبي؟ وأجاب: كانت بقية أوروبا بلاداً ذات شعوب وقبائل متخلفة، بينما ورث العالم العربي جانباً من حضارة ثقافة الإغريق، إلى جوانب إدارية من حضارة بلاد فارس القديمة.

كان هناك، قبل تأسيس الاتحاد الأوروبي وبعده بقليل دعاة للأورو ـ متوسطية. بدلاً من حلم الوحدة الإغريقية (أوناسيس) بقيت الجزيرة المتوسطية القبرصية مستقلة، ومع انضمام اليونان للاتحاد الأوروبي "تأوربت" جزيرة أفروديت، ومعه انزياح "اصبع" الجزيرة جنوباً من الإشارة إلى البرّ السوري الشرقي إلى علاقة متنامية مع إسرائيل لأسباب اقتصادية (حاجتها إلى توريدات الغاز) وجزئياً لأسباب أمنية (اضطراب بلاد الساحل الشرقي والجنوبي العربي).

علاقة (م.ت.ف) مع قبرص لم تبدأ بعد خروج القوات الفلسطينية من بيروت، حيث صارت الجزيرة نقطة ارتكاز إعلامية ولوجستية بين مقر المنظمة في تونس، والحالة الفلسطينية الصعبة في لبنان، ولدعم الشعب والمخيمات الفلسطينية فيه، حيث عاد إلى لبنان مقاتلون

فلسطينيون بعد مجزرة صبرا وشاتيلا عن طريق الجزيرة، ثم الإبحار إلى لبنان، وعرفات نفسه فعل هذا بالانتقال إلى طرابلس ـ لبنان، لخوض الحرب ضد سورية وفصائلها المنشقة عن المنظمة.

بعد الغزو التركي لشمال الجزيرة وتقسيمها، دعمت المنظمة المطران مكاريوس وحزب "آكيل" الشيوعي، وطبعت منشوراته في مطابعها البيروتية.

القبارصة اليونان، يرون دور بريطانيا في "النكبة" القبرصية وتقسيم الجزيرة، كما يرى هذا الفلسطينيون في فلسطين، وردّ القبارصة اليونان هذا الجميل بترحيب وتسهيل عمل ووجود الفلسطينيين الإعلامي والسياسي بعد بيروت 1982.

في الأقل، عُقدت ست أو ثماني زيجات بين الرجال الفلسطينيين ونساء قبرصيات، معظمهن لاجئات من القسم الذي احتلته تركيا. لاحقاً، ومن بين 40 ألف لاجئ فلسطيني كانوا في العراق، استقبلت قبرص زهاء 5 آلاف منهم، عدا من لجأ إليها من فلسطينيي سورية.

إسرائيل تخوّفت من هذا، وبنتيجة اتفاق بين السلطة الفلسطينية وحكومة قبرص، تم منحهم جوازات سفر فلسطينية سارية خارج فلسطين، ولم يتبق منهم سوى 300 واحد، وهاجر البقية إلى دول أوروبا، التي استقبلتهم ووطّنتهم وفق وثائق سفر فلسطينية صادرة عن بلاد اللجوء العربية، بعدما لاحظت أن لا دور فلسطينياً في "الإرهاب الإسلامي" الذي تعاني منه أوروبا.

خلال وجودنا في قبرص 1982 ـ 1994، وُلد هناك أطفال صاروا رجالاً، ويفكر بعضهم بالاستفادة من مكان الولادة للحصول على جواز سفر قبرصي، يمكّنهم من التجوّل في دول الاتحاد، لأن الجزيرة من دول فيزا "شنجن".

إلى انزياحات في مسار الأفلاك، وانزياحات سياسية واقتصادية، هناك انزياحات حضارية منذ بدأت هجرة الإنسان من أفريقيا، وأعطاها العنصريون وصف "صراع الحضارات" مثلاً، أو صراع الديانات، وخاصة "الإرهاب الإسلاموي"!

لعلّ جزيرة قبرص نموذج عن انزياحات سياسية واقتصادية، وربما حضارية من حنين إغريقي إلى حضارة إغريقية ـ عربية، إلى واقع حضاري أوروبي.

هناك نهضة حضارية متجدّدة في بلاد الحضارات القديمة (الصين، الهند، إيران) بعد قرون من الفوضى والحروب، وربما لن يتأخّر العرب عن تجديد حضارتهم، ولكن بعد مخاض عسير من عشرات السنوات.

أثيوبيا العريقة تنهض من جديد، وحتى رواندا غير العريقة التي عانت من حرب أهلية قبلية ضروس بين الهوتو والتوتسي صارت نموذجاً أفريقياً للتحديث الناجح والازدهار المتسارع!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انزياحات انزياحات



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية

GMT 02:33 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"رينود" يتسبب في تشنج الأوعية الدموية لأصابع اليدين

GMT 00:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تؤكّد أهمية تجربة عملها مع عادل إمام

GMT 09:51 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تشارك في مشروع طاقي في ابن جرير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib