قمم مكّة تكشف إيران
الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية تجريبية ضمن المهمة رقم 606 لصواريخ "لونغ مارش" دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة
أخر الأخبار

قمم مكّة تكشف إيران

المغرب اليوم -

قمم مكّة تكشف إيران

بقلم : خيرالله خيرالله

 يؤكد العرب من خلال القمم الثلاث أنّهم جزء من المنطقة ولاعب أساسي على الصعيدين الشرق أوسطي والعالمي، وأن مصير المشرق العربي والخليج لا يتقرّر في طهران ومن طهران.

تندرج القمم التي انعقدت في مكة بدعوة من المملكة العربية السعودية في سياق الحرب الدفاعية التي تخوضها الأكثرية العربية في مواجهة المشروع التوسّعي الإيراني. حققت القمم الثلاث الهدف المطلوب، أي التوصل إلى إدانة عربية وخليجية وإسلامية للسلوك الإيراني الهادف إلى تمزيق المنطقة كلّها من أجل بلوغ هدف واضح. يتمثّل هذا الهدف في تحوّل إيران إلى قوّة إقليمية مهيمنة تتفاوض من موقع قوّة مع “الشيطان الأكبر” الأميركي و”الشيطان الأصغر” الإسرائيلي، وتحدد معهما مصير المنطقة. هذا بكل بساطة ما لم تقبله القيادة السعودية التي أخذت على عاتقها، مع شركائها الخليجيين، مهمّة وضع الأمور في نصابها، وتأكيد أنّه لا تزال للعرب كلمتهم في تقرير مصير المنطقة.

يؤكد العرب من خلال القمم الثلاث أنّهم جزء من المنطقة ولاعب أساسي على الصعيدين الشرق أوسطي والعالمي، وأن مصير المشرق العربي والخليج لا يتقرّر في طهران ومن طهران. هذا كلّ ما في الأمر. صبر الخليج طويلا قبل أن ينتفض في وجه محاولات الهيمنة الإيرانية التي تستهدف إلغاءه، مع كلّ ما في كلمة إلغاء من معنى.

منذ اليوم الأوّل لانتصار الثورة الإيرانية في العام 1979، وكانت ثورة شعبية حقيقية على نظام الشاه الذي فقد كلّ علاقة مع الشارع الإيراني ونبضه لأسباب مختلفة، اتخذت إيران موقفا عدائيا من محيطها العربي. سيطرت فكرة “تصدير الثورة” على عقل آية الله الخميني الذي استطاع في نهاية المطاف فرض نظام جديد على قياسه في إيران، وذلك تحت تسمية “الجمهورية الإسلامية”.

أثبتت القمم الثلاث أن إيران معزولة أكثر من أيّ وقت، وأن من المفترض أن تمتلك قرارا شجاعا بالتفاوض مع الولايات المتحدة وفق الشروط الأميركية الـ12

لم يتخذ الجانب العربي في يوم من الأيّام موقفا معاديا من الذي يحدث في إيران. على العكس من ذلك، كان هناك تعاطف عام مع الشعب الإيراني، خصوصا أن الشاه المريض كان يسعى في السنوات الأخيرة من عهده إلى لعب دور لم يعد قادرا على لعبه في الإقليم، بما في ذلك دور شرطي الخليج.

لم يحصل يوما أن أظهرت “الجمهورية الإسلامية” أنّها مختلفة في شيء عن نظام الشاه في تعاطيها مع الجانب العربي عموما، وأهل الخليج على وجه الخصوص. الأدلة على ذلك لا تحصى. على رأس هذه الأدلّة رفض التفاوض في شأن الجزر الإماراتية الثلاث، أبوموسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى، التي احتلها الشاه في العام 1971. ما الفارق بين تصرفات نظام الشاه وتصرفات نظام الخميني؟ أثبتت السنوات الأربعين الأخيرة أن لا فارق يذكر، بل ربّما كان نظام الشاه أكثر رأفة بالإيرانيين وأكثر رغبة في رفع مستواهم المعيشي وأكثر تطلعا إلى جعلهم جزءا من العالم المتحضّر وأكثر انفتاحا على التعليم في أرقى جامعات العالم، بما في ذلك جامعات الولايات المتحدة وأوروبا.

المهمّ الآن أن القمم الثلاث أثبتت أن هناك لاعبا عربيا في المجال الإقليمي. أكثر من ذلك، أن العرب أخذوا علما بالموقف الأميركي الذي اتخذته إدارة دونالد ترامب من إيران وتفاعلوا معه. لم يعن ذلك أي تنازلات على الصعيد الفلسطيني، أو في ما يخصّ القدس وحتّى هضبة الجولان المحتلّة التي لم يسعَ النظام السوري يوما إلى استعادتها.

رفض العرب العاقلون الدخول في لعبة تسمّى “صفقة القرن”. إذا كان لدى الإدارة الأميركية ما تطرحه في هذا المجال فلتتفضّل وتفعل ذلك. أمّا الحديث منذ الآن عن موقف من تسريبات عن هذه الصفقة فهو مجرّد مزايدات من النوع المضحك المبكي. حسنا، دُعي إلى مؤتمر اقتصادي في البحرين للبحث في الجانب الاقتصادي لهذه الصفقة. لماذا لا تجري مناقشة للطرح الأميركي المتعلّق بالجانب الاقتصادي لـ”صفقة القرن”، هذا في حال كانت هناك فعلا صفقة ذات جانب سياسي أيضا تحرم الفلسطينيين من التفكير في قيام دولة مستقلّة؟

فوق ذلك كلّه، يبدو كلّ شيء مؤجّلا في الوقت الحاضر في غياب حكومة إسرائيلية قادرة على اتخاذ قرارات كبيرة. هناك حال من الفوضى السياسية في إسرائيل يشكل فشل بنيامين نتانياهو في تشكيل حكومة خير تعبير عنها. سيكون على إسرائيل انتظار الانتخابات الجديدة في أيلول – سبتمبر المقبل قبل قيام حكومة فيها قادرة على التعاطي مع طرح متعلّق بـ”صفقة القرن”.

في كلّ الأحوال، إن إيران وأدواتها في المنطقة، تستخدم “صفقة القرن” لتبرير رفض التعاطي مع الواقع. الواقع يقول إن العرب موجودون في المنطقة، وأن من يراهن على غيابهم هو كمن يراهن على سراب. كذلك، إن العرب أظهروا من خلال القمم الثلاث أن في استطاعتهم تكوين شبه إجماع إسلامي رافض للعدوانية الإيرانية التي عبرت عنها الهجمات على مرافق نفطية في السعودية وعلى سفن تجارية قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي. بكلام أوضح، كان ما حقّقته السعودية، من خلال استضافتها القمم الثلاث، أقرب إلى معجزة من أيّ شيء آخر. يصعب على أي دولة أخرى في العالم الدعوة إلى قمم ثلاث في هذه الفترة الزمنية القصيرة، والخروج بموقف في هذا الوضوح من السياسة التي تنتهجها إيران وأدواتها، بمن فيهم الحوثيون.

صبر الخليج طويلا قبل أن ينتفض في وجه محاولات الهيمنة الإيرانية التي تستهدف إلغاءه، مع كلّ ما في كلمة إلغاء من معنى

أثبتت القمم الثلاث أن إيران معزولة أكثر من أيّ وقت، وأن من المفترض أن تمتلك قرارا شجاعا بالتفاوض مع الولايات المتحدة وفق الشروط الأميركية الـ12 التي سبق لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن حددها سابقا. لا عيب في ذلك، خصوصا أن كلّ ما هو مطلوب أن تعود إيران دولة طبيعية تعرف حجمها الحقيقي وتفكّر بشعبها ومشاكلها الداخلية أوّلا.

يبقى أن لبنان الذي شارك في قمتين من القمم الثلاث، كان لبنان الحقيقي. لبنان العربي أوّلا المتصالح مع بيئته الطبيعية، لبنان المتصالح مع نفسه أوّلا. كان الرئيس سعد الحريري يمثل في القمّة العربية والقمّة الإسلامية لبنان الحرّ صاحب الرأي المستقلّ، وليس لبنان التابع لإيران الذي لا عمل لديه سوى تهديد العرب وأهل الخليج. ففي ذلك إساءة إلى لبنان واللبنانيين أكثر من أيّ شيء آخر.

هذا ليس وقت البطولات الوهمية والشتائم والكلام عن مصانع صواريخ لا تقدّم ولا تؤخّر في شيء. هذا وقت إدراك أنّ إيران لا تستطيع الانتصار على أميركا أو على إسرائيل. كلّ ما تستطيع عمله هو تحقيق انتصارات على العرب الآخرين، على العراق وسوريا ولبنان واليمن. من يحتاج إلى دليل على ذلك، يستطيع العودة إلى “يوم القدس” الذي أحيتْه إيران يوم الجمعة الماضي. أين القدس التي تدعو إيران إلى تحريرها؟ كلّ ما فعلته إيران أنّها تاجرت بالقدس بهدف واحد وحيد هو إحراج العرب.

مشكلة إيران أنّها صارت مكشوفة أكثر من اللزوم في عالم تغيّر كلّيا، ولم تستطع التكيّف مع هذه التغييرات بما في ذلك ما يعنيه أن تتمكن المملكة العربية السعودية من عقد ثلاث قمم في مكة في هذا الوقت وفي هذه الظروف بالذات…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمم مكّة تكشف إيران قمم مكّة تكشف إيران



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 11:26 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية وأسرار نجاحها
المغرب اليوم - يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية  وأسرار نجاحها

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib