الحذر المغربي والأزمة الجزائرية
وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها
أخر الأخبار

الحذر المغربي.. والأزمة الجزائرية

المغرب اليوم -

الحذر المغربي والأزمة الجزائرية

بقلم : خيرالله خيرالله

 

 تدعو كل المعطيات المتعلّقة بقضية الصحراء المغربية، إلى مزيد من الحذر المغربي. تزداد الحاجة إلى هذا الحذر في ظل الشلل الداخلي في الجزائر، حيث نظام في بحث دائم عن كيفية الهرب إلى الخارج تفاديا لرؤية الحقيقة.

كان ملفتا في الأسابيع الأولى من شهر كانون الثاني – يناير الجاري لجوء جبهة “بوليساريو” إلى التصعيد في الكركرات وشرق منظومة الدفاع في الصحراء المغربية. جاء التصعيد بعد فترة من الهدوء استمرّت أشهرا عدّة تلت تأكيد المغرب أنّه يتابع بدقة كل ما يدور في الصحراء والمحاولات التي تبذلها “بوليساريو” لإثبات أنّها ما زالت موجودة، في حين يعرف القاصي والداني أنّها ليست سوى أداة جزائرية تستخدم بين حين وآخر في إطار عملية استفزاز مكشوفة للمغرب.

كان طبيعيا تحذير المغرب لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وللأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش من خطورة ما أقدمت عليه “بوليساريو”، مثل قيامها بمناورات عسكرية وتحريك قوات في المنطقة العازلة. المغرب بلد حذر يدرك تماما ما هو على المحكّ وأن من واجبه البقاء متأهبا في كلّ وقت للتصدّي لما يحاك له من جهات لا تريد الخير للمملكة.

ليس سرّا أن ملفّ الصحراء المغربية طوي عمليا منذ سنوات عدّة بعدما استعاد المغرب أرضه، عبر مسيرة سلمية، هي “المسيرة الخضراء” في تشرين الثاني – نوفمبر 1975. زحف الشعب المغربي كلّه، وقتذاك، من أجل استعادة الأرض المغربية التي كانت تحت الاستعمار الإسباني. سارعت الجزائر إلى استخدام “بوليساريو” لشنّ حرب استنزاف بالواسطة على المغرب الذي استطاع في النصف الأوّل من ثمانينات القرن الماضي إقامة الجدران الدفاعية.

 أكدت الجدران التي أقامها المغرب أن الحرب انتهت عمليا، وأنّ كل ما يبذل حاليا من جهود لاستعادة أجواء الحرب يصبّ في حملة لا طائل منها. يحدث ذلك في وقت بات معروفا لماذا يجري تحريك “بوليساريو” مجددا والهدف من ذلك.

قبل كلّ شيء، تأتي استفزازات “بوليساريو” على خلفية تحرّك مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة هورست كولر الذي نجح الشهر الماضي في عقد طاولة مستديرة في جنيف في محاولة لطي ملفّ الصحراء رسميا، بعد طيّه عمليا. كانت نتائج الطاولة المستديرة، التي قد تتكرر الشهر المقبل، إيجابية. ما يزعج “بوليساريو” ومن يقف خلفها أنّه بدأت تلوح في الأفق إشارات إلى أنّ كلّ قضيّة الصحراء المغربية هي قضيّة بين المغرب والجزائر التي كانت تحلم دائما بالاستيلاء على جزء من هذه الأرض المغربية كي تؤمن لنفسها منفذا إلى المحيط الأطلسي.

لم يكن المغرب يوما معترضا على أن يكون للجزائر منفذ على الأطلسي عبر أراضيه، أي عبر الأقاليم الصحراوية التي هي جزء لا يتجزّأ من ترابه الوطني. ولكن ما العمل مع بلد لديه عقدة المغرب ويحلم بلعب دور القوّة الإقليمية المهيمنة، متجاهلا في كلّ وقت أنّه في أزمة داخلية حقيقية وذلك منذ اليوم الأوّل للاستقلال؟

من المضحك المبكي تلك الحملة التي شهدتها أوساط في الجزائر بسبب انتخاب فتاة ذات ملامح صحراوية ملكة لجمال الجزائر. هل يدلّ ذلك على رغبة جزائرية بإعطاء الصحراويين حقوقهم أم أن كلّ الهدف هو المتاجرة بالصحراويين المنتشرين في كلّ أنحاء المنطقة، على طول الشريط الممتد من موريتانيا إلى ساحل البحر الأحمر، مرورا بالجنوب الجزائري طبعا.

لو كانت الجزائر حريصة فعلا على الصحراويين، وعلى “حق الشعوب في تقرير مصيرها”، لكانت أقامت لهم “جمهورية صحراوية” في أراضيها وليس على حساب المغرب، علما أن في الإمكان اعتبار موريتانيا كيانا صحراويا بكلّ ما للعبارة من معنى. لم تتحمّل الجزائر ملكة جمال ذات ملامح صحراوية. هل تريد فعلا أن يكون للصحراويين كيان سياسي مستقلّ خاص بهم… أم كلّ ما في الأمر أنّها تبحث عن جرم يدور في فلكها يؤمّن لها ممرّا إلى الأطلسي لا يكون تحت السيادة المغربية؟

تدعو كلّ هذه المعطيات المتعلّقة بقضية الصحراء المغربية، وهي قضيّة مفتعلة من ألفها إلى يائها، إلى مزيد من الحذر المغربي. تزداد الحاجة إلى هذا الحذر في ظلّ الشلل الداخلي في الجزائر، حيث نظام في بحث دائم عن كيفية الهرب إلى الخارج تفاديا لرؤية الحقيقة والواقع. تتمثّل هذه الحقيقة في أن الجزائر تمرّ في أزمة عميقة على كل صعيد. لعلّ أفضل تعبير عن هذه الأزمة وجود الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة على كرسيّ نقّال منذ العام 2013، وإصرار بعض القريبين منه على انتخابه لولاية رئاسية جديدة في نيسان – أبريل أو مايو – أيّار المقبل.

ليس في الجزائر من يستطيع القول من سيكون الرئيس الجديد في أعقاب انتهاء الولاية الحالية لبوتفليقة. لا أحد يعرف هل ستجري مثل هذه الانتخابات أم سيكون هناك تأجيل لها كي يبقى البلد يُدار من رجل مقعد لا يستطيع النطق، رجل يتفادى مقابلة كبار الشخصيات الأجنبية التي تزور البلد…

للمرّة الألف، لا يمكن للجزائر الاستفادة في شيء من دفع أداتها المسمّاة “بوليساريو” إلى ارتكاب حماقات في الكركرات وفي منطقة شرق منظومة الدفاع في الصحراء. حسنا، حصل استفزاز للمغرب ولكن ماذا بعد ذلك؟ كلّ ما في الأمر أن العالم كلّه يدرك أن الجزائر لم تستطع التجاوب مع طرح الملك محمّد السادس الذي دعا إلى تشكيل آلية لتسوية كلّ المشاكل العالقة بين البلدين، بما في ذلك مشكلة الحدود المغلقة منذ العام 1994.

ليست قضيّة الصحراء والمشاكل التي تسعى “بوليساريو” إلى افتعالها بين حين وآخر سوى تصرّفات تنمّ عن عجز عن الانتقال بالجزائر إلى مرحلة جديدة، خصوصا بعدما استطاع بوتفليقة وضع حدّ لتحكم المنظومة العسكرية – الأمنية بمصير الرئاسة الجزائرية. نجح الرئيس الجزائري في الانتقام من العسكر. أراد تصفية حساب قديم معهم. عمر هذا الحساب منذ مطلع العام 1979 حين حرموه من خلافة هواري بومدين. اختاروا الشاذلي بن جديد مكانه، من منطلق أن الشاذلي يمتلك أقدمية بين زملائه من كبار الضباط من رتبة عقيد.

في 1999، دفع الضباط ببوتفليقة إلى موقع الرئاسة الذي لا يزال فيه إلى يومنا هذا. ذهب العسكر، أو على الأصحّ فقدوا الكثير من نفوذهم، لكنّ شيئا لم يتغيّر في الجزائر. ما زال اقتصاد البلد يعتمد على النفط والغاز بدل البحث عن مداخيل من مصادر أخرى، ولا يزال النظام في بحث دائم عن تنفيس للأزمة الداخلية عن طريق افتعال أزمات في المحيط… في منطقة شمال أفريقيا تحديدا، مع تركيز خاص على المغرب.

ليس تحريك “بوليساريو” مجددا سوى تعبير عن فقدان الحدّ الأدنى من القدرة على التعاطي مع الواقع. يتمثل الواقع في أن الصحراء مغربية وأن هناك حلا طرحه المغرب منذ فترة طويلة. اسم هذا الحلّ الحكم الذاتي واللامركزية الموسعة في الأقاليم الصحراوية وذلك تحت السيادة المغربية. ما الذي تريده الجزائر؟ هل تظنّ أن التمسّك بالعقدة المغربية يحلّ أي مشكلة داخلية تعاني منها؟ العكس هو الصحيح. ليس بالعناد يمكن أن تحلّ الجزائر مشاكلها. ليس بالعناد واستفزاز المغرب يمكن أن تجد رئيسا جديدا يستطيع القيام بالإصلاحات الداخلية المطلوبة… وما أكثرها!

 

 

 

 

 

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحذر المغربي والأزمة الجزائرية الحذر المغربي والأزمة الجزائرية



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل
المغرب اليوم - اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة

GMT 12:42 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سفارة المغرب في مصر توضح موقفها بشأن ملفات التأشيرة

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib