اسبانيا تتصالح مع نفسها قبل مصالحة المغرب
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

اسبانيا تتصالح مع نفسها قبل مصالحة المغرب

المغرب اليوم -

اسبانيا تتصالح مع نفسها قبل مصالحة المغرب

خير الله خير الله
بقلم : خيرالله خيرالله

ليست الرسالة التي بعث بها رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز الى الملك محمّد السادس وما تضمّنته من موقف واضح من الصحراء سوى نقطة تحوّل أخرى تصب في تكريس الاعتراف الدولي بمغربيّة الصحراء. لا جدل في شأن مغربيّة الصحراء واقاليمها منذ "المسيرة الخضراء" التي نظمت في تشرين الثاني – نوفمبر من العام 1975 في عهد الملك الحسن الثاني، رحمه الله.  

تعود اهمّية الموقف الاسباني إلى انّه صادر عن الدولة التي كانت في موقع المستعمر في الصحراء. إنّه بمثابة اعتراف من الدولة التي كانت تستعمر الصحراء المغربيّة بأنّ الأرض عادت الى أصحابها. تصالحت اسبانيا مع نفسها قبل ان تتصالح مع المغرب.

كلّ ما فعله المواطنون المغاربة الذين زحفوا بعشرات الآلاف في اتجاه الصحراء، مع رحيل اسبانيا عنها، يتمثل في تأكيد ان الصحراء قضيّة وطنيّة. مغربيّة الصحراء جزء لا يتجزّأ من ايمان المواطن المغربي بهذه القضيّة وبضرورة استعادة بلاده وحدتها الترابيّة.

من هذا المنطلق، باتت إسبانيا "تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدّمت في العام 2007، بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف" المتعلق بالصحراء المغربية. لعلّ اهمّ ما في الرسالة قول رئيس الوزراء الاسباني أنه "يعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة إلى المغرب". مشيرا إلى "الجهود الجادة ذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأمم المتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف". اكثر من ذلك، أبرز رئيس الحكومة الإسبانية أن " البلدين تجمعهما، بشكل وثيق، أواصر المحبة، والتاريخ، والجغرافيا، والمصالح، والصداقة المشتركة"، معربا عن " يقينه بأن الشعبين يجمعهما المصير نفسه أيضا"، وأن "ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح".

ذهب رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته الى الملك الى تأكيد أن "هدفنا يتمثل في بناء علاقة جديدة، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم، والاحترام المتبادل والاتفاقات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن كل عمل أحادي الجانب، في مستوى أهمية كلّ ما نتشارك فيه ويجمع بيننا". وفي هذا السياق، فإن "اسبانيا ستعمل بكل الشفافية المطلقة الواجبة مع صديق كبير وحليف". وأضاف سانشيز: "أود أن أؤكد لكم أن إسبانيا ستحترم على الدوام التزاماتها وكلمتها".

جدد رئيس الحكومة الإسبانية، في رسالته تأكيد "عزمه العمل الجماعي من أجل التصدي للتحديات المشتركة، لاسيما التعاون من أجل تدبير تدفقات المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، والعمل على الدوام في إطار روح من التعاون الكامل". خلص إلى "أنه سيتم اتخاذ هذه الخطوات من أجل ضمان الاستقرار والوحدة الترابية للبلدين".

نعم، هناك تركيز على "الوحدة الترابيّة للبلدين". معنى ذلك وضوح اسباني في شأن لمن تعود الصحراء في ضوء نضال مغربي سياسي وعسكري استمرّ 47 عاما لتكريس حقيقة تاريخيّة ثابتة موثقة قانونيا من جهة ومواجهة حرب استنزاف تتعرّض لها المملكة من جهة أخرى.

استطاع المغرب الخروج منتصرا من حرب الاستنزاف التي تشنّها الجزائر عليه، بل ردّ عليها بنجاحات على الصعيدين الداخلي والخارجي. تظلّ الاختراقات الافريقية التي تحققت منذ عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي الدليل الأبرز على تحوّل المغرب دولة ذات موقع إقليمي لا مجال لتجاوزه كجسر مهمّ بالنسبة الى كلّ دولة اوروبيّة مهتمة بافريقيا، بما في ذلك فرنسا.

احتاجت اسبانيا الى كلّ هذه السنوات كي تقول كلمة حقّ، علما انّ العلم المغربي ارتفع في الصحراء لحظة انسحابها منها في العام 1975 في وقت كان الجنرال فرانكو على فراش الموت والبلد يستعد لاستقبال عهد جديد، ينهي سنوات طويلة من الديكتاتوريّة، في ظلّ الملك خوان كارلوس.

كرست رسالة رئيس الحكومة الاسبانيّة الى محمد السادس واقعا جديدا اسمه الموقع المغربي في المنطقة كلّها. في شمال افريقيا والعمق الافريقي نفسه وفي كون المغرب جسرا بين أوروبا والقارة السمراء. بعد الاعتراف الأميركي بمغربيّة الصحراء، جاء دور اسبانيا التي غلفت هذا الاعتراف بالإشادة بالطرح المغربي والحكم الذاتي في اطار السيادة المغربيّة.

لم يعد في الإمكان تجاهل الموقف الاسباني الذي يندرج في سياق طويل من النجاحات المغربيّة المدعومة عربيّا. لا يدل على ذلك اكثر من البيان الصادر عن القمة الخليجية التي انعقدت في الرياض في كانون الاوّل – ديسمبر الماضي. لم تترك القمّة مجالا لأي شكّ في موقف دول الخليج العربيّة الست من وضع الصحراء المغربيّة ومن طبيعة العلاقة التي تربطها بالمغرب.

ربح المغرب معركة استعادة اقاليمه الصحراوية على الرغم من كلّ ما استثمره النظام الجزائري الذي افتعل قضيّة اسمها قضيّة الصحراء... تحت شعارات من النوع المضحك المبكي مثل "حقّ تقرير المصير للشعوب".

في النهاية، لو كان النظام في الجزائر حريصا على حق تقرير المصير للشعوب، بدل المتاجرة بهذه الشعوب، لكان وفر ارضا في جنوب البلد لجمهوريّة وهمية في ضوء انتشار الصحراويين على طول الشريط الصحراوي الممتد من موريتانيا الى جنوب السودان. لو كان بالفعل حريصا على الشعوب، لكان سمح بإقامة "جمهوريّة صحراويّة" على ارضه بدل بقاء قسم من أبناء هذا الشعب في منطقة تندوف الجزائرية حيث يخضع أطفال ومراهقون لعمليّة غسل دماغ وتدريب على السلاح تصبّ في خدمة الإرهاب والتطرّف في ظلّ أوضاع بائسة.

يُفترض ان يوفّر الموقف الاسباني الشجاع، على الرغم من انّه جاء متأخرا، فرصة كي يزداد الوعي الأوروبي والاميركي لواقع جديد في شمال افريقيا. عنوان الواقع الجديد هو المغرب الذي يرفض الاستثمار خارج تطوير الانسان المغربي بما يخدم الاستقرار الداخلي والنمو في المنطقة.

 ثمة فارق بين بلد لا يمتلك ثروات طبيعية كبيرة يسعى الى تطوير نفسه بين بلد يمتلك ثروات طبيعية كبيرة يصرفها على كلّ ما له علاقة بزعزعة الاستقرار في المنطقة والهرب من ازمته الداخلية العميقة الى خارج حدوده.

ليس الموقف الاسباني سوى تتويج لرغبة في رفض استمرار التعامي عن وجود حقيقة اسمها مغربيّة الصحراء لا كثر. مرّة أخرى، اسبانيا تتصالح مع نفسها قبل ان تتصالح مع المغرب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسبانيا تتصالح مع نفسها قبل مصالحة المغرب اسبانيا تتصالح مع نفسها قبل مصالحة المغرب



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib