بوتين وإعادة بناء روسيا بالقضم
مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية تجريبية ضمن المهمة رقم 606 لصواريخ "لونغ مارش" دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر
أخر الأخبار

بوتين وإعادة بناء روسيا بالقضم

المغرب اليوم -

بوتين وإعادة بناء روسيا بالقضم

راجح الخوري
بقلم - راجح الخوري

من المبكر القول إنها الحرب العالمية الثالثة، التي لا يعرف أحد إلى أي كارثة دولية ستُفضي، أم أنها ستنتهي على طريقة نجاح فلاديمير بوتين في ابتلاع شبه جزيرة القرم في أغسطس (آب) من العام 2014 بعد العقوبات التي فرضها باراك أوباما ودول الحلف الأطلسي على روسيا، وانتهت في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام إياه، عندما طالبت موسكو برفع العقوبات المفروضة عليها، ووعدت في المقابل بإنهاء الحظر الذي كانت قد فرضته على واردات الأغذية من الغرب، وبقيت القرم تحت هيمنة القيصر الجديد؟
طبعاً من المبكر الحديث عن النتائج التي قد تفرض نفسها في الميدان الأوكراني المشتعل، الذي يشكّل الحلقة الجديدة في أهداف وطموحات فلاديمير بوتين، الذي يعمل لإعادة بناء الإمبراطورية الروسية قطعة قطعة، معززاً مكانة روسيا بإضافته مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك وربما كل أوكرانيا، إلى قائمة ما تسمى الدول المستقلة أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وترنستيستريا التي تعترف بها روسيا فقط.
حتى كتابة هذه السطور من المستبعد أن تذهب الولايات المتحدة وحلف الناتو إلى المواجهة العسكرية التي تشكّل كارثة دولية، فالعنوان الذي احتل اهتمامات العالم منذ فجر الخميس كان «هل هي الحرب العالمية الثالثة؟»، وفي حين كانت الدول الغربية تستعد لعقد اجتماع بعد ظهر الخميس لدراسة الرد، كانت موسكو تعلن أن قوتها تقصف كييف عاصمة أوكرانيا.
في أي حال كان الأمر واضحاً قبل ذلك الخطاب المطوّل الذي ألقاه بوتين يوم الاثنين الماضي، بعدما حشد أكثر من 150 ألف جندي على حدود أوكرانيا و50 ألفاً على حدود بيلاروسيا التي يهيمن عليها مع أوكرانيا، وبعدما كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن عن ترتيب قمة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن وبوتين، جاء الرد الروسي بأن موسكو ليست مستعجلة، ليكشف بذلك نية الكرملين التدخل من أجل حماية المقاطعات الانفصالية شرق أوكرانيا من هيمنة كييف. وقد سارع منتقدو القيادة الروسية إلى التذكير بأن ألمانيا كانت في مارس (آذار) 1938 قد طالبت بدورها بأرض سوديتن في تشيكوسلوفاكيا لحماية الألمان السوديت هناك. ومثلما رضخ رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشمبرلين والرئيس الفرنسي إداورد دلاييه لمطلب ألمانيا يومها «بهدف تحقيق السلام»، فإن الغرب قد لا يفعل شيئاً الآن سوى الاكتفاء بفرض عقوبات قاسية على روسيا، فنحن في العصر النووي، ومع رجل مثل بوتين ليس من الواضح أين ستنتهي أي حرب.
قبل خطابه الطويل يوم الاثنين الماضي، عرض التلفزيون الروسي ما يدلّ عملياً على أن بوتين، كما أجمع خبراء غربيون، زعيم يأخذ على عاتقه إعادة بناء المستقبل الروسي على قواعد ماضي هذه الإمبراطورية التي انهارت كخردة وتركت في نفسه جروحاً عميقة غالباً ما تحدّث عنها.
ما عرضه التلفزيون قبل الخطاب كان استعراضاً للقوة، أثار دهشة في العالم. فقد جلس بمفرده وسط قاعة فخمة إلى طاولة كبيرة، وراح يوجه الأسئلة إلى كبار مسؤولي الأمن في روسيا، الذين تناوبوا على الوقوف أمامه وراء منصة صغيرة، كأنهم يخضعون لامتحان بصدد قرار اجتياح أوكرانيا، وسأل بوتين سيرغي ناركين رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية: هل تقترح بدء عملية تفاوض أو الاعتراف بسيادة لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين؟ فتلعثم ناركين لينهره بوتين بالقول: تكلم بوضوح، فأجاب ناركين: سأدعم الاقتراح، وعندها نهره بوتين غاضباً وقائلاً: سأدعم أو أدعم... نعم أم لا؟
بعد ذلك ألقى بوتين خطابه المطوّل منكراً الشرعية التاريخية لوجود دولة أوكرانيا، ومعتبراً أنها مكونة من أرض روسية، وأنها كانت صنيعة روسيا البلشفية والشيوعية، متهماً حلف الأطلسي بالسعي لاستخدام هذا البلد نقطة انطلاق لمهاجمة روسيا وإنهاء الاعتراف بالجمهوريتين في إقليم الدونباس، وعندما أضاف قوله مهدداً بوضوح كامل الولايات المتحدة وحلف الناتو بالقول: «نحن مستعدون لأن نريكم ما تعنيه التصفية الحقيقية للإرث الشيوعي لأوكرانيا»، بدا واضحاً تماماً أنه يتخذ قراره للدخول إلى أوكرانيا التي يرى أنها وروسيا شعب واحد في بلدين، كما كان يقول حافظ الأسد عن سوريا ولبنان!
وهكذا لم يكن مفاجئاً أن يعلن بوتين فجر الخميس الماضي مع بدء عمليات الاجتياح للأراضي الأوكرانية، أنه اتخذ قراره بحملة عسكرية خاصة من دون أن يحدد حجم هذا التدخل. قال وهو يعلن عن بدء الغزو الروسي: «إننا سنبذل قصارى جهودنا لنزع السلاح وإزالة الطابع النازي من أوكرانيا»، متعهداً باقتياد الذين ارتكبوا الكثير من الجرائم والمسؤولين عن إراقة دماء مدنيين إلى المحاكم. ولكن من يصدق بعد جورجيا والقرم وسياسة القضم التي ينفّذها لإعادة بناء الإمبراطورية الروسية قوله: «ليس من خططنا احتلال أراضٍ أوكرانية، ولا ننوي فرض أي شيء بالقوة»، في حين كانت كييف تحت وابل من القصف الروسي؟
ولم يتردد في استضعاف الولايات المتحدة والدول الغربية الـ27 في حلف الناتو عندما خاطبهم بالقول: «إلى الذين سيحاولون التدخل معنا، يجب أن يعلموا أن رد روسيا سيكون فورياً وسيؤدي إلى عواقب لم يعرفوها من قبل»، كل هذا في وقت كانت الدول الغربية تعكف على توسيع رقعة عقوباتها، التي لطالما أعلنت واشنطن أنها ستكون مؤلمة جداً، والتي يُفترض بالتالي أن تذكّر بوتين بما قاله باراك أوباما عام 2014 بعد ضم روسيا للقرم وفرض العقوبات عليها من أن الاقتصاد الروسي على وشك التوقف، خصوصاً أن هذه العقوبات قد تطال الآن أعضاء الدوما؛ وزير الدفاع سيرغي شويغو وحتى بوتين نفسه الذي يقال إن ثروته تفوق الـ200 مليار دولار.
بعد ضم القرم قالت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل: «إن بوتين فقد الاتصال بالواقع... إنه في عالم آخر»، أما رئيس تحرير مجلة «فيلوسوفي ماغازين» ميشال ألتشانينوف، فقد كتب يومها أن هناك مزيجاً من العقلانية والانغلاق التام في العلاقة بالواقع، يعاني بوتين شكلاً من أشكال الانفصال عن الواقع باسم آيديولوجيته الارتيابية، «قلنا دائماً إنه قائد براغماتي، فهل سيضحّي بيراغماتيته باسم آيديولوجيته، هذا ممكن وعلى أي حال يبدو أنه مستعد لخوض الحرب».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين وإعادة بناء روسيا بالقضم بوتين وإعادة بناء روسيا بالقضم



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 13:37 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ساركوزي يخرج من السجن بعد 20 يوماً بإشراف قضائي
المغرب اليوم - ساركوزي يخرج من السجن بعد 20 يوماً بإشراف قضائي

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 11:26 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية وأسرار نجاحها
المغرب اليوم - يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية  وأسرار نجاحها

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib