الحديث عن زلازل قادمة غير صحيح

الحديث عن زلازل قادمة غير صحيح

المغرب اليوم -

الحديث عن زلازل قادمة غير صحيح

بقلم - جهاد الخازن

ضرب زلزال مدمر منطقة الحدود بين العراق وإيران، وكان أكثر الأذى في محافظة خورمنشاه، وقد تجاوز عدد الضحايا أربعمئة مع أكثر من سبعة آلاف جريح، أكثرهم في إيران.
كان الزلزال قوياً، وقد سجلته هيئة الجيولوجيا الأميركية وهيئة الطقس العربية، وبلغ 7.3 من عشر. الهزة التي تبعت الزلزال وصلت إلى بغداد حيث قال سكان كثيرون إنهم شعروا بها.
كل ما سبق صحيح وأقبله كما قرأته، ثم هناك آخرون يرون الشر أو يتوقعونه ويصدقهم البسطاء.
لو قال مركز لرصد الزلازل أو خبير عالمي إن طهران مقبلة على زلزال مدمر لصدقته، ولكن عندما يقول ذلك رجل دين إيراني أجد تصديق كلامه صعباً.
إيران في خط الزلازل وقد تعرضت لزلازل قاتلة سنة 1990 عندما قتِل حوالى 50 ألفاً، وعام 2003 والقتلى في بام 26 ألفاً أو أكثر مع تدمير المدينة، وفي مازانوران عام 2004 ورودبار- مانجيل عام 2006 والقتلى فيهما بالعشرات.
آية الله عزيز خوشوقت قال قبل سنوات للمصلين في طهران أن يخرجوا إلى الشوارع وأن يتوبوا لأن غضباً إلهياً يتهدد المدينة وهو نصح السكان بتركها، وهو حذر الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد من الأخطار الكامنة، وما سبق يعني أن كلامه لم يصدق حتى اليوم. حجة الإسلام كاظم صديقي قال إن النساء لا يلبسن ثياباً محتشمة، ويقدن الرجال إلى الضلالة، وينشرن الزنى في المجتمع، ما يزيد الزلازل.
طهران تضم حوالى 12 مليون مواطن، وهي أكثر حشمة بكثير من باريس ولندن ونيويورك وغيرها، فكيف تتعرض هي للزلازل ولا تصاب بشيء مدن إباحية جداً، بالمفهوم الإيراني.
طهران فعلاً على خط الزلازل فهي بُنيت في نقطة التقاء خطين منهما، وهناك حديث عن نقل مؤسسات الدولة إلى مكان آخر، ومعها المتحف الوطني الذي يضم 300 ألف قطعة فنية ما يعني أن نقله صعب إلى مستحيل. وأصعب من هذا وذاك نقل موظفي الدولة، وهم بالملايين، إلى مكان بعيد من خطوط الزلازل، وقد قرأت أن كثيرين منهم مستعدون للهجرة الداخلية.
كنت صغيراً في لبنان عندما وقع حريق في مدرسة المقاصد، وتبعه فيضان نهر أبو علي في طرابلس وغرقُ كثيرين فيه، ثم جاء الزلزال سنة 1956 وقتل عشرات المواطنين. اللبنانيون قالوا: حريق وغريق وتشمطط عالطريق، أي تشرد على طرق البلد. الحريق في المقاصد لم يتبعه أي حريق مماثل، ونهر أبو علي لم يفض ثانية إلى درجة قتل الناس، والزلزال كان وحيداً من نوعه أو يتيماً، ولم يتكرر.
أكتب مدركاً أن وضع طهران مختلف لأنها على خط الزلازل، غير أنني في سنوات وعيي وعملي لا أذكر أن طهران تعرضت لزلازل متتالية، ولا أدري لماذا التكهن بها كأن مَن ينتظرها قرأ الغيب.
هذا لا ينفع شيئاً سوى إخافة الناس وبعضهم غير متعلم أو جبان وقد يصدق أن زلزالاً سيدمر عاصمة إيران، فيبدأ البحث عن مكان آمن لنفسه وأسرته.
قبل شهرين، ضرب زلزال مدمر وسط المكسيك وقتل مئات من السكان، إلا أنني لم أسمع أبداً أن الزلزال هذا عقاب إلهي سيتكرر. ما قرأت أن المكسيكيين تذكروا زلزالاً مدمراً ضرب عاصمتهم سنة 1985 وأدى إلى قتل ألوف من السكان، وتدمير أجزاء من المدينة. أيضاً هنا لم يتحدث سكان العاصمة عن موت قادم أو دمار، وإنما أعادوا بناء ما دُمِّر من عاصمتهم.
عدت إلى الانترنت ووجدت أن الزلازل القوية عادة تتراوح قوتها بين 6 و7 من عشر، وقد تزيد في حالات نادرة. أدعو للقارئ بالسلامة من الزلازل وكل منغصات العيش.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحديث عن زلازل قادمة غير صحيح الحديث عن زلازل قادمة غير صحيح



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:26 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل ريفي في بريطانيا من وحي تصميمات روبرت ويلش

GMT 11:35 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

زيّن حديقة منزلك مع هذه الفكرة الرائعة بأقل تكلفة

GMT 17:00 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ديوكوفيتش يسعى للفوز بذهبية أولمبياد باريس

GMT 06:20 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

230 ألف شخص يشيعون بيليه إلى مثواه الأخير

GMT 15:10 2022 الأربعاء ,23 آذار/ مارس

شركة "توتال" الفرنسية توقف شراء النفط من روسيا

GMT 20:10 2022 الجمعة ,07 كانون الثاني / يناير

مشروع قانون لتنظيم أسعار المحروقات في المملكة المغربية

GMT 14:16 2021 السبت ,31 تموز / يوليو

فساتين سواريه للنحيفات المحجبات

GMT 23:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تعرف على قائمة الأسعار الجديدة للسجائر في المغرب

GMT 15:22 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:49 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

أسعار مازدا mazda 3 في مصر

GMT 21:11 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شركة أميركية ترصد صورًا لأهم أحداث الكوكب خلال العقد الماضي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib