هناك من يُخرّب في البلد…

هناك من يُخرّب في البلد…

المغرب اليوم -

هناك من يُخرّب في البلد…

بقلم : أسامة الرنتيسي

في شي غلط في البلد……..،

هناك من يعمل بالخفاء والعلن على تخريب منظومة الأخلاق والقوانين والقواسم المشتركة والعادات والتقاليد، وأسس قامت عليها الدولة والمجتمع منذ 100 عام.

البلد فاقدٌ حجابه، في لحظة معينة تشعر أن الأمور تسير على قاعدة “سارحة والرب راعيها”، ولحظة تشعر أن الأمور تحت السيطرة، وأن كل شيء مضبوط من حكومة الدوار الرابع، او بالشوكة والسكين من أية حكومة أخرى تُدخل يدها في مَعَد الأردنيين ومصيرهم.

إذا كان ما يجري في البلد منذ سنوات من ضائقة اقتصادية صعبة، وأحوال معيشية لا تطاق، وإختناق في كل منافذ الحياة، في العمل والفرص والمستقبل، وضغوطات لم يعتد الأردنيون عليها، إذا كان كل هذا التجويع ضمن خطة معينة، مدروسة ومرسومة ومضبوطة، مهما كانت أسباب ومسببات هذه الخطة، فقد نجد العذر  حتى لو لم يطّلع الشعب عليها، أما اذا كان ما يجري لا سياق لخطة ما نحوه، وإنما حياة على نسق تدبير اليوميات فإننا فعلا نندفع نحو الهاوية.

ينشر الأمير حمزة تغريدة على توتير تشبه كثيرا الخطاب المحتج على الأوضاع العامة في البلاد، والمحذرة من اتساع الفساد، فتقوم الدنيا ولم تقعد حتى الآن، تفسيرا وتحليلا، من فوق ومن تحت، وتصل صليات الرصاص لكل من علق مؤيدا للتغريدة او محتجا على توقيتها، او منتقدا لها.

يبث إعلامي مغترب فيديو عن الأوضاع في الأردن، يحاول ان يشعرك انه مطلع على أدق التفاصيل، وأن الإدارة الأمريكية تشاوره في مستقبل المنطقة، وأن اتصالاته مع المسؤولين والأمراء في الأردن لم تنقطع، فقط انقطعت وجبات الفطور التي كانت تجمعه معهم في مطاعم عمّان، فيسألك العشرات عن الفيديو ومصداقية المعلومات فيه.

تحاول ان تقرأ في أعيُن الوزراء حقيقة الأوضاع فتكتشف بؤسا وحيرة ولحظات ضياع، فلا تعرف إن وجهت سؤالا إن كان المسؤول بأعلم من السائل، وتحزن من سذاجة التحليل وقراءة نبض الشارع.

تلتفت إلى جهة النواب فتشعر ان غضبا عارما في صدور معظم النواب من حالة العداء والكره لهم، وأن لا احد في البلد يُطيق سيرتهم، وتحزن على الأشخاص المحترمين منهم كيف ضاعت كرامتهم وسط الفوضى في التقويم، وكيف أصابهم الخذلان وانطفأ بريق طموحهم في تشكيل حالة سياسية متقدمة.

تُراجع بعقل بارد ماذا حدث مع الوزراء في المحافظات، فلا تعرف كيف تصنف الأحداث، حوار أعمى، أم غضب شعبي، أم ان هيبة المسؤول والشخص هناك من يحاول تهميشها وتهشيمها، حتى لا يعد للمسؤول قيمة، ولا للوزير وزنٌ، ولا للمنصب هيبة.

تشاهد رئيس الوزراء او وزير الداخلية في زيارة ما وحولهما كل قادة الأجهزة الأمنية والجيش، فتستغرب  لأن هذا الوضع لم يكن مألوفا في السابق، ولا تعرف إن كان هذا الأمر يسير في الاتجاه الصحيح، والولاية العامة التي لم أسمع شخصيا الدكتور الرزاز يرددها يوما ويدافع عنها منذ تسلمه مهام الرئاسة.

ولأن فوضى الحوار تنتقل بالعدوى، فقد لمسنا حوارا غريبا ومستهجنا في جامعة آل البيت تمت الطبطبة عليه، وعشنا كارثة في مدرسة الفيصلية، فخرجت وزارة التربية علينا بأن هذا حادث فردي لا يمكن القياس عليه، فتكرر الأمر الأربعاء في تربية الأغوار مع مديرة تربية من الواضح ان استقامتها هي التي تسببت في ترحيلها عنوة من قبل موظفين، صوروا حوارهم الحضاري معها عبر الفيديو وقاموا ببثه.

لنعترف ان خرابا عاما يُضيٌق الخناق علينا، وهناك شعور بأن الكارثة تحوم حولنا وقد تحل بنا اليوم قبل الغد، وأننا نترنّح بانتظار من يُطلق الرصاصة الأخيرة علينا.

نحتاج بارقة أمل، فهل هناك من ينقل لنا البشرى….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هناك من يُخرّب في البلد… هناك من يُخرّب في البلد…



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:23 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله
المغرب اليوم - عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله

GMT 09:34 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

الرجاء يخاطب منخرطيه قبل الجمع العام

GMT 05:15 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"قميص الدنيم" لإطلالة أنيقة ومريحة في آن واحد

GMT 07:07 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

ناصر بوريطة يناقش قضايا متعددة مع وزيرة خارجية السويد

GMT 15:36 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 20:46 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

اعتقال رجل يقود سيارته برفقة زوجته "المتوفاة"

GMT 21:49 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

وفاة والد خالد بوطيب مهاجم الزمالك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وجهات مشمسة لقضاء عطلة صيفية في قلب الشتاء

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 11:48 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

لن أستحيي أن أضرب مثلا في حبكم .. عجزي ….

GMT 20:50 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ماركة "LIODADO" التركية تصدر ملابس سبور رائعة

GMT 17:50 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الاختلاف والتميز عنوان ديكور منزل الممثل جون هام

GMT 10:39 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مهبطا المهرجان في الصحراء والمائي من أغرب مطارات العالم

GMT 19:35 2022 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

سعر نفط برنت يتخطى 84 دولارا للبرميل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib