أبطال نفق الحرية وعقلية المؤامرة

أبطال نفق الحرية وعقلية المؤامرة..!

المغرب اليوم -

أبطال نفق الحرية وعقلية المؤامرة

أسامة الرنتيسي
أسامة الرنتيسي

في ذروة الحماس الوطني، والابتهاج الواسع في كل مكان بعد العمل البطولي الأسطوري الهوليودي، تتسلل أصوات تنثر للأسف سموما بائسة، بالقفز إلى استنتاجات وتحليلات غير منطقية، لا تستقيم مع العقل السليم، تستخدم عقلية المؤامرة في كل شيء.أساس هذا التفكير يعتمد على أسئلة ضعيفة كيف حفر هؤلاء الأبطال النفق بالملعقة، وأين ذهبوا بالتراب الطمم بعد ذلك؟!

والأغرب؛ عندما يقولون إن إسرائيل وراء هذه الرواية لأنها تهدف إلى قتل هؤلاء الأسرى وتبرير إجتياحها المحتمل لأرض الضفة الغربية.هكذا تُطرح الأسئلة والافتراضات، ولا يعلم هؤلاء كم كانت درجة الزلزال الذي ضرب بنيان الكيان الصهيوتي الأمني والاستخباراتي في هذه العملية التي كشفت بالفعل أن هذا الكيان هزيل ويمكن هزيمته في أية لحظة، فقط إرادة حقيقية وقيادة وطنية شجاعة، وعندك شعب عزيمته أقوى من صوان جبال الخليل وعرابة.

هذه العقلية للأسف، لا تعرف أنها بهذه الاستنتاجات والتحليلات، تصب في مصلحة الكيان الصهيوني، وفيها نوع من تبرئتهم من أفعالهم المشينة، وتعظيم إمكاناتهم، ومستوى الأهداف التي يتطلعون إليها.

نعرف جيدًا أن منطقتنا العربية تمر بمرحلة من أشد مراحلها حِلكَةوسوادًا في تغييب العقل، والمنطق، والعلم، وانتشار الجهل بعناوين عريضة، لا تسيء فقط لعروبتنا وإنسانيتنا، بل تسيء عن جهل وتَقَصُّد إلى حضارتنا التي فاخرنا بها الدنيا في فترات ما.

نحتاج أكثر ما نحتاج إليه هذه الأيام، إلى تغليب العقل في رؤية كل شيء، وتغليب الفكر العلمي المتقدم على فكر الطوائف والمِلَل، وتعظيم الوطنيات القومية والإنسانية والأممية أمام فكر الانعزاليين بعناوينهم المختلفة .

نحتاج من مراكز الدراسات المحترمة أن تَنْشَط لتفكيك العزلة عن العقل العربي المُغيّب في غياهب تضر بحياتنا ومستقبلنا.

نحتاج من مفكرينا أن ينشطوا أكثر هذه الأيام، لتعظيم الفكر العلمي التقدمي الإنساني، وألّا يتركوا الساحة لفكر التجهيل والعتمة.

لكل مَنْ يَطرَحون أسئلة على اعتبار أنهم غير مُصدَّقين للحدث المزلزل الذي أعاد الروح لهذه الأمة في زمن الانكسارات، أن يكونوا على يقين أن أبطال نفق الحرية هم من بني جلدتنا ولم يهبطوا من المريخ، فقط عزيمة وإصرار على هزيمة العدو الصهيوني بكل الوسائل، حتى وهم داخل الزنازين.

شاهدوا أفلاما سينمية صورت قبل عقود عن عمليات حقيقية للهروب من السجون بعضها يجيب على الأسئلة المتناثرة في بطن الشبكة العنكبوتية، للأسف معظمها تشكيكي وليس استفساري.
إقرأوا نبوآت الشاعر الكبير مظفر النواب ماذا قال قبل عشرات السنين….
لا تخف… لا تخف…إننا أمة

-لو جهنم صبت على رأسها -واقف


ما حنى الدهر قامتها أبدا


إنما تنحني لتعين المقادير إن سقطت أن تقوم

تُتم مهماتها الهادفة

يا حفاة العرب…يا حفاة العجم…

ادفعوا الهدي البشري المسلح

اضحكوا على عنق السفن الأجنبية

إلووا مدافعها في ادعاءاتها الزائفة
حشدوا النفط

فالنفط يعرف كيف يقاتل حين تطول الحروب

وقد يتقن الضربة الخاطفة

يا جنود العرب ….

يا جنود العجم….

أيها الجند

ليس هنا ساحة الحرب

بل ساحة الالتحام لدك الطغاة

وتصفية بقايا عروش

توسخ في نفسها خائفة

أيها الجند

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

حطموها على قحف أصحابها

اعتمدوا القلب

فالقلب يرف مهما الرياح الدنيئة سيئة جارفة

هل أرى …كل هذا السلاح

لقد داس متجها نحو يافا بنيرانه الجارفة

جاء يوم الجماهير ما أخطأت إنها لمقاديرها زاحفة

ليس واعدا على ذمة الدهر


غير الجماهير والعبقريات والعاصفة
مرحبا أيها العاصفة……..

أبطال نفق الحرية أعادوا لنا بعض الأمل الذي فقدناه منذ سنوات فلم يُرِد بعضهم تحت حجة الفهم والتذاكي أن يُخرِّب علينا فرحتنا…
لا تبتلعوا الأسافين والإشاعات الصهيونية بأن الذي حدث هو بتخطيط إسرائيلي، تيقنوا أن هذه معركة عقول وأدمغة، وفي هذه العملية مَرَّغ أبطالنا أنوف الصهاينة في الوحل وتغلبوا عليهم.
الدايم الله….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبطال نفق الحرية وعقلية المؤامرة أبطال نفق الحرية وعقلية المؤامرة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 21:08 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

الأحداث المشجعة تدفعك?إلى?الأمام?وتنسيك?الماضي

GMT 03:15 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نجاة ممثل كوميدي شهير من محاولة اغتيال وسط بغداد العراقية

GMT 08:02 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

آرسين فينغر الأقرب لتدريب ميلان خلفًا لغاتوزو

GMT 04:11 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

صابرين سعيدة بـ"الجماعة" وتكريمها بجائزة دير جيست

GMT 14:57 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يستضيف مدحت صالح في "بوضوح" الأربعاء

GMT 14:14 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

المدن المغربية تسجّل أعلى نسبة أمطار متساقطة خلال 24 ساعة

GMT 03:21 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

ظروف مشحونة ترافق الميزان ويشهد فترات متقلبة وضاغطة

GMT 06:15 2017 الجمعة ,24 آذار/ مارس

ورم الكتابة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib