الحكومة غير معنية في حماية البنوك من السطو

الحكومة غير معنية في حماية البنوك من السطو!

المغرب اليوم -

الحكومة غير معنية في حماية البنوك من السطو

بقلم - أسامة الرنتيسي

غريب؛ عجيب؛ منطق الحكومة في موضوع السطو على البنوك.

إذا كان  مدعي عامِ محكمةِ أمنِ الدولة، يوجه لمنفذِ السطوِ على البنكِ التجاريِّ في صويلح تُهَما مرعبة هي: القيامُ بأعمالٍ من شأنِها تعريضُ أمنِ وسلامةِ المجتمعِ للخطر، وإلقاءُ الرعبِ بينَ الناس، وتعريضُ المواردِ الاقتصاديةِ للخطر، وجنايةُ السرقةِ الواقعةِ على بنكٍ تحتَ تهديدِ السلاح.

وإذا كانت محكمةَ أمنِ الدولة شدَّدتْ العقوبةَ على منفذِ أولِ عمليةِ سطوٍ مسلح على بنكٍ في مَنطقةِ عبدون و قرَّرتْ وضعَه بالأشغالِ ١٥عامًا، فكيف أمام  هذا الرعب كله تخرج علينا الحكومة بأن ليس بالإمكان وضع حارس (رجل أمن) على باب كل بنك في المملكة!!.

هل هناك تهم أكبر وأكثر خطورة على المجتمع الأردني أمنيا واقتصاديا واستثماريا من التهم التي وجهت لمنفذ السطو حتى تتحرك الحكومة لوقف هذا الارهاب الأمني للمجتمع.

صحيح أن “محاربة جرائم السطو هي عملية تكاملية بين الحكومة والأجهزة الأمنية والبنوك” كما تقول الحكومة، لكن في المقام الأول والأخير الحكومة هي صاحبة الولاية على كل شيء في الأردن، والبنك المركزي بتوجيه من الحكومة يستطيع فرض إجراءات أمنية على إدارات البنوك كي يوقف فيلم السطو.

عدد فروع البنوك في الأردن يصل إلى نحو 1000 فرع، يعمل فيها نحو 20 ألف موظف، ألا يستحق هذا العدد من البنوك والعاملين إلى حماية من قبل رجل أمن واحد لكل بنك، وخلال الدوام الرسمي.

في بعض مباريات كرة القدم، يتم فرز ألف رجل درك لحماية المباراة وضبط الأمن، فهل نوازن  حماية الاقتصاد الوطني والأمن المجتمعي والاقتصادي بين مباراة كرة قدم.

حوادث السطو على البنوك أصبحت مجال تندر الأردنيين، فهل تقف الحكومة والأجهزة الأمنية، وإدارات البنوك وقفة جدية لمنع تكرار هذه الحوادث.

دور الأمن في إلقاء القبض على منفذي عمليات السطو مقدر ويكشف عن احترافية، وحتى الآن لم يفلت من قبضة الأمن إلا منفذ سطو فرع بنك الوحدات، لكن علينا وقف السطو قبل تنفيذه، وليس ملاحقته بعد التنفيذ.

قلت قبل أيام أن بناية يسكنها صديق تعرضت الى سرقة، حيث فقد سكانها خمس اسطوانات غاز، في اليوم ذاته اجتمع السكان مع مشرف العمارة والحارس وناقشوا كيفية تغيير أسس الحماية والحراسة لمداخل البناية ومخارجها.

أي مواطن يتعرض منزله للسرقة يقوم فورا بتغيير أقفال الباب، وقد يقوم بتركيب باب حديد إضافي، ويطلب من أبنائه قفل الباب ليلا ونهارا بالمفتاح، وأعرف صديقا كان يدفع كنباية كبيرة خلف الباب لزيادة الحماية.

فما معنى أن تتعرض البنوك لست عمليات سطو، لم تتحرك لا هي ولا جمعية البنوك، ولم يفرض عليهم الأمن العام ضرورة زيادة الحماية على فروعهم.

المولات عموما، وكنوع من زيادة الأمن والاطمئنان فرضت عليهم الجهات الأمنية تعزيز الحراسة وتفتيش كل من يدخل الى المول يدويا وعبر الجهاز الخاص، فما معنى أن يترك قرار حراسة البنوك وحمايتها لإدارات البنوك ذاتها؟!.

هناك شيء غير مقنع في عمليات السطو على البنوك، ولا في ردات فعل إداراتها، والحل واضح وسهل، ولا يتطلب أكثر من زيادة الأمن والحراسة لكل فرع من فروع البنوك التي  تزيد أرباح معظمها عشرات او مئات ملايين الدنانير سنويا.

الدايم الله…..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة غير معنية في حماية البنوك من السطو الحكومة غير معنية في حماية البنوك من السطو



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 21:08 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

الأحداث المشجعة تدفعك?إلى?الأمام?وتنسيك?الماضي

GMT 03:15 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نجاة ممثل كوميدي شهير من محاولة اغتيال وسط بغداد العراقية

GMT 08:02 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

آرسين فينغر الأقرب لتدريب ميلان خلفًا لغاتوزو

GMT 04:11 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

صابرين سعيدة بـ"الجماعة" وتكريمها بجائزة دير جيست

GMT 14:57 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يستضيف مدحت صالح في "بوضوح" الأربعاء

GMT 14:14 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

المدن المغربية تسجّل أعلى نسبة أمطار متساقطة خلال 24 ساعة

GMT 03:21 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

ظروف مشحونة ترافق الميزان ويشهد فترات متقلبة وضاغطة

GMT 06:15 2017 الجمعة ,24 آذار/ مارس

ورم الكتابة

GMT 12:25 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح منزلية لتنظيف وتلميع الأرضيات من بقع طلاء الجدران

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 01:26 2016 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

ريم مصطفى تؤكد أنها ستنتهي من "نصيبي وقسمتك" بعد أسبوع

GMT 11:30 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات شعر بها سكان الحسيمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib