مستقبل المسيحيين العرب وخطورة “الاحساس بالأقلية”
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

مستقبل المسيحيين العرب وخطورة “الاحساس بالأقلية”

المغرب اليوم -

مستقبل المسيحيين العرب وخطورة “الاحساس بالأقلية”

بقلم - أسامة الرنتيسي

قبل أيام قام همجيون أو همجي متخلف باعتداء سافر على مقبرة للمسيحيين في إربد، وحسب ما نقل من صور قام بالعبث وتكسير لوحات  القبور في حادثة تكررت أكثر من مرة.

رسالة سلبية أراد شخص بائس، أو جهة أكثر بؤسا، إرسالها إلى الأردنيين المسيحيين، ومن دون تضخيم للحدث، خسئ من يفكر بإشعال فتنة ما، فالاردنيون عصيون على الانسياق لهكذا أمراض، وأذكى من الالتفات إلى صغائر الأمور وأتفهها.

قبل هذه الحادثة البائسة بأسبوعين، راق لي بوست على الفيس بوك كتبه بإبداع وذكاء حاد وبعد نظر الصديق المهندس كمال مضاعين قال فيه:

أقتبس “أخطر ما يواجه الأردنيين المسيحيين هو الإحساس ( بالأقلية) أي إحساسهم أنهم أقلية دينية قبل أن يكونوا عربا وأردنيين، هذا فايروس قاتل وللأسف، بعض الكنائس تسهم بنشره، ستكون أقلية فقط حين تحس أنك أقلية .. وتتقبل التمييز ضدك وتلعب دور الضحية. العرب المسيحيون هم الأصل وهم عرب أولا ورواد تنوير” انتهى الاقتباس.

لنعترف أنه في ظل ازدياد المخاوف التي يولدها التطرف المنتشر في بلادنا العربية، وفي ظل توسع النزاعات التي في جذرها غير المخفي نزاعات طائفية، يتم فيها القتل على الهوية والاسم، ولهذا ازدحمت في السنوات الأخيرة كنائس الأردن من المهجرين المسيحيين من العراق وسورية، بعضهم يضع الأردن محطته الأولى للهجرة إلى خارج العالم العربي، وبعضهم الآخر لا يملك مقومات تأمين الهجرة، فينتظر إلى حين يستتب الأمن في بلاده للعودة إلى وطنه وبيته وأهله.

قبل نحو سنتين، كشف رئيس المعهد الملكي للدراسات الدينية د. كامل أبو جابر عن أرقام مرعبة حول انخفاض  أعداد المسيحيين في الأردن بنحو 3%, والأكثر رعبا كانت دراسة وتقرير كشفت عنها دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية في تقرير عنوانه”عزل وظلم: عيد الفصح تحت الاحتلال” عن تسارع وتيرة هجرة المسيحيين من الأرض المقدسة منذ عقدين وأن هجرة المسيحيين متواصلة وبتسارع.

ونتج عن ذلك انخفاض حاد في عدد المسيحيين في القدس وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة, ما أدى إلى التراجع التدريجي للوجود المسيحي والطبيعة المسيحية للمدينة المقدسة.

أرقام أبي جابر, أرجعت أسباب تراجع عدد المسيحيين في الأردن إلى عوامل عدة, منها ما ارتبط بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والخصائص الثقافية والمهنية, إضافة إلى الهجرة وجاذبية الدول التي هاجروا إليها .

أما تقرير منظمة التحرير فقد أفاد أن الأسباب التي تدفع المسيحيين إلى الهجرة هي نقص الحرية والأمن والتدهور الاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي والتعليم خارج البلاد ولمّ شمل العائلات والجدار الإسرائيلي والحواجز العسكرية والتطرف الديني.

مهما تكن الأسباب، فإن تفريغ الأرض العربية من أحد عناصر مكوناتها الأساسية جريمة مكتملة العناصر, وتفريغ القدس تحديدا من أحد جدران حماتها الحقيقيين, هي سياسة صهيونية تعرف جيدا حقيقة المسيحيين العرب.

وحتى لا نفعل مثل النعامة وندفن رؤوسنا في الرمل, لنتحدث بصراحة, إن حجم القلق لدى المسيحيين العرب، ليس في الأردن وفلسطين تحديدا, بل في معظم الدول العربية, في ازدياد منقطع النظير, وتضاعف أكثر بعد مخرجات الربيع العربي, وسيطرة الخطاب الديني على الخطاب المدني, وأصبحت المجتمعات مختطفة للطروحات الدينية والمذهبية والصراعات الطائفية، وبعد ظهور عصابة داعش وممارساتها الإجرامية في العراق وسورية وليبيا ارتفع منسوب القلق أكثر وأكثر.

هل ينكر أحد أن تصريحا لأحد المشايخ, يدعو فيه إلى هدم  الكنائس في الجزيرة العربية جميعها, لا يمكن أن يمنح الاطمئنان, لأي مسيحي حتى المسيحي العلماني, كما أنه لا يمنح المسلم الشعور بالأمان من سطوة رجل الدين إن وصل إلى السلطة, وأصبحت الفتاوى نظام الحكم, لا القانون.

وهل ينكر أحد أن كثرة الفتاوى وبعثرتها, وتدخلها في كل شؤون الحياة, تسبب رعبا على الحياة المدنية.

وهل ينكر أحد أن هدم كنيسة في مصر أو العراق, يجعل المسيحي العربي في هذه البلاد يفكر جديا بالبحث عن الأمن والأمان في أماكن أخرى

وهل ينكر أحد أن بروز التيارات السلفية, وخطابها الديني في التعامل مع أصحاب الديانات الأخرى, وخروجها إلى شوارع الزرقاء مثلا حاملين سيوفا حتى لو كانت بلاستيكية, ألا يثير ذلك مخاوف المسيحيين العرب.

أقولها بالصوت العالي إن بقاء المسيحيين العرب هو جزء أساسي من مكونات الأمة  ومصلحة وطنية للأقطار العربية والأمة بشكل عام وفلسطين بشكل خاص.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل المسيحيين العرب وخطورة “الاحساس بالأقلية” مستقبل المسيحيين العرب وخطورة “الاحساس بالأقلية”



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 07:44 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مجلس النواب المغربي يكشف حصيلة السنة التشريعية
المغرب اليوم - رئيس مجلس النواب المغربي يكشف حصيلة السنة التشريعية

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib