الخروج من قندهار ليس كالدخول إليها
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

الخروج من قندهار ليس كالدخول إليها

المغرب اليوم -

الخروج من قندهار ليس كالدخول إليها

بقلم : نور الدين مفتاح

يتلقى الرأي العام المغربي عادة قرارات غاية في الحساسية بشكل مفاجئ، وواحد منها الانسحاب من المنطقة العازلة بالكركرات نهاية الأسبوع الماضي من طرف واحد، واكتفى التفسير الرسمي بأن الأمر يتعلق باستجابة مغربية لنداء للأمين العام الجديد للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريس. طيب، لنطرح السؤال مباشرة: هل لأن الأمر يتعلق بقضية وحدتنا الترابية يجب دائما أن نتوصل بالقرار ونحاول أن نبحث له عن المعاني الإيجابية فقط؟ ألا يحق أن نطرح التساؤلات كأصحاب حق في المساءلة غير المؤسساتية لتنوير الرأي العام؟ أعتقد أن المنطق الديموقراطي يفترض هذا الأمر، ومن ثم يبقى مشروعا طرح سؤال آخر، وهو لماذا دخلنا أصلا إلى المنطقة العازلة بالكركرات في غشت من السنة الماضية؟ ولماذا دخلنا في تجاذبات غير رسمية مع الجارة موريطانيا ومع الأمم المتحدة على عهد الأمين العام السابق بان كي مون بخصوص الكركرات؟

إنها أسئلة استفسارية وليست استنكارية، وبالتالي فإن التواصل في هذا الملف، كما في ملفات أخرى كثيرة، يعز، ولا نجد المقاصد الحقيقية من الفعل السياسي المغربي الواحد إلا بارتباطه بسلسلة أفعال أخرى، وهذا  التسلسل لا يعرفه إلى الحائك الاستراتيجي، وبالتالي يصعب على المتكهنين والمنجمين أن يفهموا في الحين ما هو الهدف من تحريك هذه القطعة في هذا الوقت على رقعة الشطرنج الساخنة ومن إرجاع أخرى، وكل ما يشتغل عليه المحللون والمفككون هو اجتهادات من وحي الاحتمالات ولا من منير.

ولنلاحظ أن واحدا من أكبر الأحداث التي عاشتها المملكة المغربية في العهد الجديد، وهو العودة للاتحاد الإفريقي، لم يبذل أي مجهود ليكون الإعلام الوطني حاضرا في هذه اللحظة التاريخية، وأنا لا أعني الحضور بالاستدعاء على الرغم من أن هذا هو ما تقوم به جل الدول، فالصحافيون يسافرون مثلا مع الرئيس الأمريكي في الطائرة الرئاسية وهو تقليد روسي ولبناني ومصري... ولكن أعني الإسعاف بالمعلومات، لأنه حتى الزملاء الذين بادروا للسفر لأديس أبابا على حسابهم اكتفوا بتسجيل اللحظة الهامة في ألبوماتهم، والسبق وجدناه عند "جون أفريك"، حيث عرفنا من قال ماذا في تلك اللحظة الحرجة التي كان فيها ملك البلاد ينتظر قرار قمة الرؤساء وسط الدسائس الاحترافية للخصوم.

صحيح أن العبرة بالنتيجة، ولكن هذا الجفاء بين ما تسجله المملكة من خطوات في كتاب التاريخ وبين إعلامها لا يمكن أن يستمر هكذا، وبكل البساطة الممكنة لأن الناس لا يعيشون فقط بالاقتصاد والسياسة، ولكن بالإعلام والثقافة والنقاش العمومي، وبدايته الوصول إلى المعلومات في حينها. فما الذي كان سيضر لو أنه نظمت للإعلام الوطني زيارات للكركرات وقد مرّت على القضيّة ستة أشهر وأغلب المواطنين في البلاد لا يعرفون حتى أين توجد هذه النقطة؟

وقبل سنوات قليلة حينما كنا نعتقد أن تواصل المسؤولين في قمة هرم السلطة بخيل مع الإعلام الوطني، كان على الأقل في بعض المنعطفات يتم تنظيم لقاءات ما يسمى بـ off the Record أي "خارج التسجيل"، وكان مستشارون ملكيون وأمنيون ووزراء سيادة يتحدثون لتكون عند الصحافيين خلفية وهم يعالجون القضايا الحساسة لبلادهم. اليوم اختفى حتى هذا البصيص، ولا من ناطق رسمي إلا بلاغات بين الفينة والأخرى تذاع ليتبعها المفسرون بما تيسر يملأون به بياضات الصحف والمواقع والقنوات.

هو قوس طويل نتمنى ألا تكون هناك حاجة إليه في الغد القريب سنغلقه لنساهم بدورنا بما تيسر من تفسير لهذا الانسحاب المغربي من الكركرات. فلماذا دخلنا أصلا؟

القضية كانت مبررة في رأيي -والله أعلم- فمجرد الاسم الذي كان يعطى للمنطقة كاف لفهم وتفهم أي تدخل، وهو قندهار، والكركرات نقطة حدودية في أقصى الجنوب الغربي للصحراء المغربية، وهي من أضيق المناطق العازلة الممتدة من بئر لحلو في الشمال الشرقي للصحراء مرورا بتيفاريتي ومهيرس والميجق وأكونيت والزوغ، وأغلبها توجد في الحدود مع موريطانيا.

وقد سميت الكركرات بقندهار لتغول المهربين بها، وخصوصا مهربي السيارات والمخدرات، وقد ضبطت أسلحة في المنطقة. ومن هنا قرر المغرب أن يخرج من نقطة المراقبة الجمركية ليمشط المنطقة، ثم قرر تعبيد طريق إسفلتي لترويض "قندهار"، وهو ما أثار حفيظة البوليساريو والجزائر، ورفعت القضية إلى الأمم المتحدة وزج الانفصاليون بعناصر مسلحة في المنطقة، واستمر الشد والجذب إلى أن وصل إلى أوجه بعد ستة أشهر في الأسابيع الماضية.

وكان هذا طبيعيا -والله  أعلم مرة أخرى لأننا نفسر فقط ولا معطيات امتيازية عندنا- فالعلاقات المتوترة مع موريطانيا خفت حدتها، والمغرب عاد عودة المنتصرين للاتحاد الإفريقي، وعدد الدول الإفريقية التي زارها محمد السادس وصل إلى 38دولة، جزء كبير منها كان إلى حدود ما قبل سنة يحسب على المعسكر الجزائري، وبالتالي قررت البوليساريو شيئا لا يخطر ببال، وهو أن تصبح قواتها تراقب حركة المركبات، وأغلبها شاحنات، وتفرض على سائقيها من المغاربة سحب العلم المغربي أو خارطة المغرب بصحرائه إن كانت، وارتفع منسوب التوتر، ولم يكن بين أفراد القوات المسلحة الملكية ومسلحين من البوليساريو إلا مائة متر ونيف.

ما العمل إذن؟ كل الاحتمالات كانت واردة، خصوصا وأن التوازن العسكري بين المملكة والانفصاليين بعيد جدا من أن يقارن وكان المغرب سيحسم الأمر بالقوة في ساعات. ولكن ما هو الهدف؟

إذا رجعنا إلى أصل الدخول إلى الكركرات، فلم يكن هو البوليساريو ولكن مواجهة التهريب الرهيب بكل أنواعه، وهذا أمر قد يكون قضي في جزء منه، ولو كان الأمر يتعلق بالنزاع حول المناطق العازلة ما وراء الجدار، فلن ينشغل المغرب بسبعة كيلومترات في الكركرات ويترك ما يقارب العشرين في المائة من مساحة الصحراء المغربية التي تركها الحسن الثاني، عندما شيد هذا العازل الرملي بطول 2700 كلم تقريبا، وتقيم فيها البوليساريو اليوم بنايات ومصالح وتعتبرها مدنا محررة.

فمنطقيا المغرب الذي لم يبادر إلى خرق وقف إطلاق النار حول مئات الكيلومترات المربعة لن يتحارب من أجل بضع مئات من الأمتار، ولكن للكركرات الصغيرة ما ليس لغيرها في كل تلك الـ 2700 كلم من الجدار، فهي النقطة البرية الوحيدة التي تربط أوربا عبر المغرب بالعمق الإفريقي من موريطانيا والسينغال إلى كل إفريقيا الغربية، وهي بوابة اقتصادية لا مناحة عنها وتمر منها على الأقل ستون شاحنة نقل يوميا، وبالتالي فلا يمكن أن نتصرف إزاءها كما نتصرف إزاء أرض خلاء.

لكل هذا أعتقد أن قرار الانسحاب المغربي من جانب واحد لم يكن تراجعيا ولكن تكتيكيا، بمعنى أننا نعود إلى قواعدنا بناء على اتفاق وقف إطلاق النار، ولكن إذا تمت عرقلة حرية التنقل في المنطقة فسنتدخل ويكون التدخل مبررا، يضاف إلى هذا أن مبادرة الانسحاب هي رسالة ود للأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وطي صفحة خصام مع الأمم المتحدة على عهد بان كيمون بخصوص المينورسو، كما أن المغرب قدم هدية دخول للسيد مفوض مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي الجزائري اسماعيل الشرقي ليرى ما هو موقع مسلحي "الجمهورية الصحراوية" في منطقة عازلة تابعة للمينورسو بالصحراء!

عصافير كثيرة مضروبة في التفسير، ولكن يبقى العلم اليقين عند أصحاب الأمر، ولهم واسع النظر ولنا واسع الحذر

المصدر : صحيفة الأيام 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخروج من قندهار ليس كالدخول إليها الخروج من قندهار ليس كالدخول إليها



GMT 13:17 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ثلث المغاربة لا يفتخرون بمغربيتهم..لماذا؟

GMT 05:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات على هامش ستينية الاتحاد الاشتراكي

GMT 03:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات على هامش ستينية الاتحاد الاشتراكي

GMT 00:36 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

في هجاء الريسوني

GMT 04:55 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

قراءة في طلاق ملكي

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib