مرافعة من أجل العزوف
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

مرافعة من أجل العزوف

المغرب اليوم -

مرافعة من أجل العزوف

بقلم : نور الدين مفتاح

بالنسبة للكثيرين كل شيء في البلاد يدفع للقرف من السياسة، فباستثناء قوس أمل فتح بضعة أسابيع بعد 20 فبراير 2011 واستمر مواربا بضعة شهور، عادت أمور المغاربة إلى القناعة نفسها، وهي أن الممكن الأكبر في البلاد هو أن تستمر الحياة بدون سياسة، وأن السياسة ليست طريقا لإنصاف المهمشين ولا طريقا لترقي الطموحين في حياتهم ولا طريقا لرد الظلم ولا وسيلة لتعليم متكافئ ولا لاستشفاء كريم، وفي هذا جزء من الحقيقة، وفي هذا وغيره كثير مما يمكن أن يدفع لليأس، وهو الترجمة الانتخابية للعزوف.
 
والعزوف عن المشاركة في الانتخابات ليس ذميمة أو إخلالا بالواجب هكذا بالمطلق، ولكنه رد فعل على فعل متراكم من تشويه العمل الحزبي ومن الاستهتار بالمؤسسات ومن السلوك المغرق في السوريالية لطيف كبير من الفاعلين السياسيين، وفيهم الأمي والانتهازي والوصولي والحرباوي، وبعض الأنقياء الذين تلطخهم هذه البركة الكبيرة من المخوضين، ويضاف إلى هذا تاريخ من التلاعبات والتدخلات، مع القليل من الضوء في بعض المبادرات التي تبقى عموما كبيضة الديك.
 
إنها حجج قوية للعازفين عن التصويت في الانتخابات عموما، وقد تكون هذه الحجج أقوى مع ما يجري استعدادا لاستحقاقات السابع من أكتوبر القادم من هرج ومرج وخلط وخبط داخل الأغلبية وداخل المعارضة، في التصريحات وفي التزكيات، في اختلال العلاقة بين الهدف والوسيلة، في الثقة عموماً في مبدأ التمثيلية وفي جدواها.
 
وعلى الرغم من كل هذا، أعتقد أن حجج المشاركة تبقى دائما أمتن، فلولا المشاركة في سنوات الرصاص ما انقشع هذا الزمن بغيومه، ولولا المشاركة في زمن التزوير الفاضح وتهريب الصناديق ما كان هذا التزوير لينتهي، ولولا المشاركة ما قدمت للأمة بضعة تنازلات ليس مهما حجمها، ولولا المشاركة ما كانت تلك المساحة الصغيرة التي يتحرك فيها الإصلاح ممكنة.
 
إن تغيير الواقع يأتي بالمشاركة وليست المشاركة مشروطة بتغير الواقع، فمن نريدهم أن يتغيروا لأنهم سبب يأسنا أو خوفنا أو إحباطنا لا يمكن أن يذهبوا بمحض إرادتهم ويتركوا السلطة، وما أدراك ما السلطة، بل إنهم يمكن أن يذهبوا بالمشاركة في الحكم عليهم كل خمس سنوات، وفي التصويت، وعكس ما يعتقد الكثيرون، فإن صوتا واحدا له قيمة ذهبية، فهو حاسم في النهاية في التعبير عن اتجاه المجتمع في لحظة تاريخية معينة، وكل صوت عازف عند المحافظين هو خيانة لهم، وكل صوت غائب عند الحداثيين هو طعن لتطلعاتهم، وكل صوت غائب هو مساهمة في إعطاء صورة غير حقيقية عن نبض هذا المجتمع المغربي المتحرك في ما بين الخصوصية الدفينة والانفتاح الصاخب، وهذا الصوت ليكون وازنا لابد أن يكون فرض عين لا فرض كفاية، فلا يمكن التعويل على الآخرين ليوصلوا الأغلبية التي أريد إلى الحكومة، فمن يريد لونا أو تيارا أو خطابا أو مشروعا أو اتجاها عليه أن يذهب للصندوق لشرائه، وهي تجارة لا مال فيها لا حلال ولا حرام، هي تجارة الضمير والحق في الاختيار، ونعمها تجارة حتى وإن كانت نتيجتها في إيقاع التغيير سلحفاتية، لسبب بسيط هو أن سلحفاتية المشاركة أحسن بكثير من تقهقر العزوف وسلبية العزوف. فرسالة العزوف مفهومة كما أسلفنا ولكن غير متفهمة مع رحابة الأمل الذي لا ينتهي إلا بنهاية الأجل المحتوم.
 
نحن في مغرب اليوم لم نعد في حاجة لأغلبية صامتة، ولكن لأغلبية ناطقة باسم الاختلاف والحق في الاختيار، أغلبية متحمسة لا منبطحة، أغلبية ملحاحة مشاغبة في مطالب الحياة ممن يتطوعون لتمثيلها، نحن في حاجة لشعب نفتخر بأنه غير منقاد ولكنه يقود أو على الأقل أنه يطمح بإصرار لأن يقود مصيره بنفسه، وليس هناك من باب إلا صناديق الاقتراع.
 
من هذه الصناديق سيحسم في أولويات الميزانيات، وفي الأجور، وفي التوظيف وفي التشغيل، وفي الضرائب، وفي الحريات، وفي الإعلام وفي وضعية المستشفيات والعالم القروي ومحاربة الفساد… يا لها من كلمات باردة كالجثث من كثرة ابتذالها، ولكن الذنب ليس في الكلمات المتوهجة بطبيعتها، ولكن في هذا العزوف الذي يمكن أن يشكل فرصة لفناني سرقة الشعارات كي يحكموا وللمنافقين والمدلسين واللصوص وقطاع الآمال كي يجلسوا على الكراسي حيث تصدر القوانين التي تحكمنا.
 
المشاركة ليست تزكية لواقع أعترف أنه لا يرقى لطموحات مغاربة أدوا ثمنا باهظا لديموقراطية ماتزال في عداد المتغيبين، ولكنها سلاح يرهب من اتخذوا من الانتداب الشعبي مطية لتهريب الشأن العام، إنها بعبعهم، وسواء صوتنا على الاشتراكي أو الإسلامي، على الوسطي أو الحداثي، على هذا اللون أو ذاك الرمز، فهذا التصويت إذا كان بضمير وعن قناعة، فإنه قادر على الفعل المدهش، قادر على إنقاذنا من سلبية هي أسوأ رد فعل على فعل مشين، أي اليأس ممن وضعوا أغلبية المغاربة في غيتوهات التهميش مقابل حفنة من كبار الأغنياء في واحد من البلدان التي تعرف أكبر نسبة من نسب الفوارق الاجتماعية في العالم.
 
إن الحصيلة الحكومية أو غير الحكومية لا تقنع اليوم المغاربة، لأن الحاكم يدبر توازنات كبرى لا تعني للسواد الأعظم الشيء الكثير، ومانزال في مرحلة التصويت للثقة وللبكارة السياسية وللتغيير وللوجوه، وجزء معلوم في المدن الكبرى يصوت سياسيا، إلا أن هذا يبقى ثانويًّا حين نضع معادلة المشاركة والعزوف، فشيطان يخرج من مشاركة قوية خير من ملاك يخرج من مشاركة ضعيفة، أي شرعية هشة، مع أنه في السياسة ليست هناك ملائكة وشياطين بقدر ما هناك مدبرون يملكون الإرادة وإبداع الحلول والشجاعة في تطبيقها و"مدبرين على راسهم" كما يقول اللسان الدارج، حيث يتخذون من السياسة ذريعة لخدمة الصالح الخاص.
 
يقال في الرياضة لمن انهزم إن المهم هو المشاركة، وفي انتخابات 7 أكتوبر إذا انتصرت المشاركة القويّة فآنئذ سيبقى الفائز تفصيلة من التفاصيل، لأن الإصلاح في هذا الوقت كيفما كان لون حامليه سيكون مدعوماً بشرعية قوية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرافعة من أجل العزوف مرافعة من أجل العزوف



GMT 13:17 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ثلث المغاربة لا يفتخرون بمغربيتهم..لماذا؟

GMT 05:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات على هامش ستينية الاتحاد الاشتراكي

GMT 03:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات على هامش ستينية الاتحاد الاشتراكي

GMT 00:36 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

في هجاء الريسوني

GMT 04:55 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

قراءة في طلاق ملكي

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib