لن أمزق وجهك في الجواز يا بلدي

لن أمزق وجهك في الجواز يا بلدي!

المغرب اليوم -

لن أمزق وجهك في الجواز يا بلدي

عبدالحميد الجماهري

من سوء حظ الديمقراطية أنها تضطر إلى الدفاع عن أعدائها.. ومن سوء حظها أن الأعداء لا يتقدمون إلا مقنعين!
لننظر إلى محيطنا : كم من واحد تحصن بالديمقراطية لكي يدافع عن رداءته وفشله وعدائه للديمقراطية ؟
ولننظر إلى التلفزيون ونتابع الكاميرا وزكريا المومني يمزق جواز سفره أمام العالم وأمام أنظار الصحافي على قناة فرنسا الخامسة: هل كان عليه أن يحرق الأوراق ويدخل الأراضي المحروقة لكي يقنعنا أنه كان ضحية مؤامرة، وأنهم عذبوه حتى فقد حس الوطن؟.
خارج سؤال ماكر:لماذا يتمزق جواز سفرنا بسهولة، فإن كل شيء فيه مثير للغضب!
كلا، لم يكن في حاجة إلى تمزيق الجواز ولا إلى حرق المراحل ولا إلى حرق مواطنته، لكنه، بالمقابل كان في حاجة إلى افتعال ضجة وفي حاجة إلى حماية نفسه من الفشل بعد أن لم ينجح في إقناع شعب بأنه كان ضحية، وما كان منه سوى أنه استثنى نفسه من هذا الشعب بأن خرج منه.
بأن دغم الدولة والوطن في كذبة واحدة!
في الديمقراطية يمكن أن تنتقد رئيس الدولة وتتهمه كما فعل البطل الصنديد بكل أنواع الجرائم، وأولها أنه لم يسلمك ماله أو جزءا من سطوته… أو أنه لم يخترك من المحظيات!
وفي الديمقراطية يمكن أن تنتقد كل النخب و كل الأحزاب ، وكل الطبقات بما في ذلك طبقة النبلاء التي لم تعد قائمة من دخول المارشال ليوطي إلى الرباط
ويمكن أن تتهم كل الذين نجحوا دونك.. وتتهمهم بأنهم عملاء للمخابرات أو أنهم أناس يشتغلون في مقرات الديستي بتمارة، وأنهم عذبوك حتى أنك لم تجد مبررا واحدا لكي تصيح :آه يا وطني، حتى ولو جاروا علي باسمك فلن اختار سماء أخرى لأحلامي ولا أرضا أخرى لترابي!
يمكنك أن تطلق النار على السماء نفسها وتتهمها بأنها كانت وراء غيابك في الزنزانة وأنها لم تعطك ما يكفي من الذهب الذي يتساقط على الآخرين من زرقتها.
يمكن أن تتهم أهلك بأنهم عاطلون عن فهم عاصفتك الرعدية على الشاشة..
وتسخر كل قوتك من أجل تدمير مغربيتك.. وتنافس الأعداء في الحقد على بلادك!
في الديمقراطية يمكنك أن تكون الشيء ونقضيه
وأن تكفر بالذين صنعوك لكي تعفي نفسك من موقف مشرف، أيها البطل المغوار قد تصوغه على شكل سؤال:لماذا لا يحبني الناس في بلادي؟
ولماذا يا ترى أكره مغربيتي على مرأى من العالمين.. 
ولماذا أكره الضفة الأخرى ؟
لا أحد كان يمكن أن يعفيه من وطنه ومن وطني.. لو أنه كان يحمله بعيدا عن جواز السفر.
لم نعرفه في ظلاله التي امتصت لونه في جواز السفر.
لو كانت كل قلوب الناس ..جنسيته لصرخنا مع الشاعر درويش 
«فلتسقطوا عنه جوار السفر..« !
لكن قلوب الناس ليست جنسيتك، وأنت تمزق وجهك في الباسبور يا زكريا يا بطل.
للذين صنعوك المزق
مزق التاريخ أولا ثم مزق الأوراق الخضراء..
للذين صدقوا أنك كنت تحمل البلاد بجنونها و فقرها وثومها وعدسها وبقلها وبقرها ولصوصها، وانت توجه القبضات للهواء، لهؤلاء الذين صنعوك وجعلوا لوجهك اسما، أن يتحسروا عندما يصنعون رجلا لا يحب بلاده ولا يحب الديمقراطية إلا عندما تسمح له بتمزيق جواز السفر وحرق أسمائه الآتية وحرق قلوبنا على بلادنا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لن أمزق وجهك في الجواز يا بلدي لن أمزق وجهك في الجواز يا بلدي



GMT 17:42 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قمامة من؟

GMT 17:39 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

«القاعدة» في اليمن... ليست راقدة!

GMT 17:36 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف اخترق ممداني السَّدين؟

GMT 17:34 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

لحظة ساداتية لبنانية ضد الهلاك

GMT 17:30 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جريمة أستاذ الجامعة

GMT 17:12 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تفرح بافتتاح المتحف الكبير (2)

GMT 17:10 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أخطأ ياسر ولكنه لم ينافق!!

GMT 16:54 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الفتنة الكبرى!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 01:12 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون وعباس يعلنان تشكيل لجنة لصياغة دستور فلسطين
المغرب اليوم - ماكرون وعباس يعلنان تشكيل لجنة لصياغة دستور فلسطين

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib