تدوينات سريعة على هامش الحراك2017

تدوينات سريعة على هامش الحراك2017

المغرب اليوم -

تدوينات سريعة على هامش الحراك2017

بقلم - حسن طارق

عندما تصبح مقاعد الحكومة المكان الوحيد لممارسة الأحزاب للسياسة، يتحول الشارع إلى المكان الوحيد لممارسة المجتمع للسياسة.
وعندما يصبح التقاط إشارات الملك هو الطريقة الوحيدة لممارسة الأحزاب للسياسة، يتحول الحديث المباشر مع الملك إلى الطريقة الوحيدة لممارسة المجتمع للسياسة.
في دروس حراك الريف، هناك حاجة إلى إعادة تعريف السياسة المغربية.

أن تصبح السياسة عند الأحزاب، هي التفاعل مع المجتمع وليس تدبير العلاقة مع الدولة.
أن يصبح مضمون السياسة هو تنافس الخيارات الاجتماعية وتفاعل “السياسات” المقترحة تجاوبا مع الطلب الوارد من “تحت”.
أن يصبح هاجس السياسيين هو المجتمع، وليس هو الدولة أولا، وذواتهم ثانيا وأخيرا.

بطريقة درامية استطاع حراك الريف، أن ينهك المقولات التأسيسية للدولة، انطلاقا من المفهوم الجديد للسلطة، ووصولا إلى تنزيل دستور 2011، مرورا بالإنصاف والمصالحة الجهوية الموسعة. ستحتاج الدولة إلى مجهود أكبر لصناعة وعود جديدة، وأكثر من ذلك، ستحتاج إلى الكثير من المصداقية لكي يتجاوب المجتمع مع هذه الوعود.

من جهة، تستعيد الملكية المساحات التي تنازلت عليها تكتيكيا في 2011، وتسترجع طبيعتها التنفيذية، على حساب صلاحيات الحكومة والمؤسسات ووظيفة الأحزاب السياسية. ومن جهة أخرى، يستعيد المجتمع قدرته على المبادرة، ويطور أكثر يقظته المدنية، وشيئا فشيئا تسكنه روح 20 فبراير المبنية على عقيدة المساءلة السياسية والاجتماعية.
في المحصلة، هناك طلب مجتمعي على المسؤولية، ونظام مؤسساتي مبني على مساحات واسعة من اللامسؤولية.
إنه مأزق الملكية التنفيذية: الملكية تربط شرعيتها بالإنجاز والسياسات، والمجتمع يعتبر أن السلطة يجب أن تقترن بالمسؤولية.

لا يريد المواطنون، مجرد إصلاح مستعجل للأحزاب والنقابات كمؤسسات للوساطة السياسية والاجتماعية، إنهم يريدون الانتقال من زمن الوساطة إلى زمن التمثيل .
إنهم يريدون تأميم الدولة – كما كان يقول الراحل عبدالرحيم بوعبيد- وليس مجرد البحث عن وسطاء نجباء معها. وحدها منظومة جديدة للتمثيل السياسي ستجعل المواطنين يتماهون أكثر مع مدبري الشأن العام، ومع المسؤولين العموميين، ويعيدون تملك مؤسسات الدولة.

لا تملك الدولة، من حيث الموارد الاقتصادية، الثمن الضروري للسلم الاجتماعي، ذلك أن الطلب اليوم، غير صادر عن نقابات ومنظمات مهنية، بل هو طلب يوجد خارج منظومة الإنتاج، فضلا عن أنه بعيد عن محددات الحوار الاجتماعي التقليدي، ويحمله مخاطبون جدد (حركات اجتماعية، تعبيرات احتجاجية)، ويحيل إلى عجز اجتماعي عميق وواسع.
في المقابل، فهي تملك من حيث الموارد السياسية، الثمن الضروري لتعاقد سياسي جديد، لا يسمح بشكل سحري بحل كل تعقد المسألة الاجتماعية، لكنه سيسمح ببناء فضاء عمومي للتداول في الخيارات الاجتماعية والتفاوض حولها، وسيسمح بالأهم: بناء مناخ للثقة بين المجتمع والدولة .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدوينات سريعة على هامش الحراك2017 تدوينات سريعة على هامش الحراك2017



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

النجمات يخطفن الأنظار بصيحة الفساتين المونوكروم الملونة لصيف 2025

بيروت ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - 6 طرق بسيطة للحفاظ على صحة المفاصل ومرونتها

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 09:53 2025 الثلاثاء ,05 آب / أغسطس

أفضل 5 هدافين في تاريخ أعظم 10 منتخبات وطنية

GMT 18:02 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 10:02 2019 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الملاكمة المرضي تتأهل لدور 16 من بطولة العالم

GMT 16:42 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

وزارة الأوقاف في المغرب تكشف تكلفة الحج لعام 2018

GMT 19:57 2018 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

ننشر القنوات الناقلة للبطولة الوطنية الاحترافية

GMT 01:09 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

رئيس اتحاد الفروسية القطري يشيد بإنجازات الفرسان خلال 2015
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib