إعلام “السندويش”

إعلام “السندويش”

المغرب اليوم -

إعلام “السندويش”

بقلم ـ حسن طارق

حصيلة حكومة لا ينتظر منها أي شيء!انتظارية أم حوار وطني؟
الخبر الذي انطلق في صيغة تحقيق لصحيفة أمريكية، سرعان ما تحول إلى صدارة اهتمام الإعلام العربي ووسائط التواصل الاجتماعي: المصري الذي تستضيفه وسائل إعلام مصرية، باعتباره محللًا سياسيًا متخصصًا في قضايا الولايات المتحدة والشرق الأوسط، هو بائع السندويشات بأمريكا.

خلفية الخبر، تحيل بجلاء إلى ظاهرة المحللين و«الخبراء»، الذين صاروا جزءا من الفضائيات العامة والإخبارية.

«الخبراء» يمكن أن يقدموا في الصباح رأيا حول الاقتصاد الرقمي، وفي المساء تحليلا مستفيضا حول مستجدات العلاقات الدولية، وبين الخرجتين يمكنهم أن يتناولوا بيسر في نشرة الزوال موضوع الفتوى الأخيرة للأزهر الشريف.

مهنيا، الحاجة داخل غرف الأخبار في الفضائيات الحديثة، إلى إضاءات وتعليقات حول الأحداث والوقائع والأخبار، تبقى حاجة طبيعية ومتفهمة، لكن الانزياح النمطي لهولاء «الخبراء» نحو نموذج شخص يمكنه – فقط لأن له صفة «ثقيلة» يقدم بها على الشاشة – أن يقول بضعة «أشياء» بسيطة حول كل المواضيع، بدون عمق ولا ذكاء خاص أو معرفة متخصصة، صنع من الأمر ظاهرة تستحق الانتباه.

للحكاية وجه آخر، ما الذي يمنع – خارج الأحكام الجاهزة- بائعا للمأكولات السريعة من أن يقدم رأيا في واقعة سياسية، خاصة إذا توفرت له قدرة معرفية على التحليل وقراءة الواقع، ذلك أن ما يطلبه في الواقع التلفزيون من «الباحث» أو «الخبير»، هو مجرد تعليق سريع حول حدث عابر.

في الأصل، لم يصنع التلفزيون لكي يسمح بالعمق والقدرة على التأمل وطرح الأفكار المركبة. كان في البداية وسيلة مبنية على الصورة والسرعة، طبعا قبل زمن التغريدات والتواصل الفوري، حيث لم تختف فقط، الأفكار والتحاليل من الصحافة، ولكن تكاد تختفي الأخبار نفسها.

مهنة صاحبنا المحلل السياسي، وهو ينتقل بسلاسة، حسب وصف «نيويورك تايمز»، من أخذ طلبات الزبائن، والسؤال عن كمية «الكيتشوب» في الوجبة، إلى الغرفة الخلفية وراء المطبخ ليقدم تحليلا موجزا حول تصريح حديث لترامب، قد تحيل، كذلك، إلى العلاقة المحتملة بين صناعة “السندويش” الموجه للاستهلاك الغذائي، وبين “السندويش” الموجه للاستهلاك الإعلامي.

ما يجمع بين الوجبتين، السرعة في الإنجاز والتحضير، وأساسا خفة الصناعة وهزالة الأثر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلام “السندويش” إعلام “السندويش”



GMT 19:25 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

السلاح الذي دمّر غزّة… ويهدد لبنان!

GMT 19:24 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

شاهد عيان على الاستطلاع

GMT 19:23 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

يوم الفرار الرهيب

GMT 19:21 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

الفرق بين ترمب ونتنياهو

GMT 19:20 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

اعتدال «طالبان» ولمْع السراب

GMT 19:19 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

هل السلام مستحيل حقّاً؟

GMT 19:18 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

الأخطر من تسجيل عبد الناصر

GMT 19:17 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

«الكونكلاف» والبابوية... نظرة تاريخية

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:53 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

جدول ترتيب الدوري الإسباني بعد ختام الجولة 33
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib