“داء العطب قديم”
ترامب يستبعد مناقشة "تقسيم الأراضي" مع بوتين في قمة ألاسكا ممثل منظمة الصحة العالمية يحذر من كارثة صحية في غزة مع نفاد أكثر من نصف الأدوية الأساسية وزارة الخارجية السودانية تُرحّب ببيان مجلس الأمن الدولي الرافض لتشكيل "حكومة موازية" حركة حماس تدعو لمسيرات غضب عالمية أمام السفارات الإسرائيلية والأميركية في مختلف العواصم والمدن روسيا تفرض قيوداً على تيليغرام وواتساب وتوضح الأسباب سقوط 12 شهيدا من عناصر تأمين المساعدات منذ صباح اليوم جراء 3 غارات إسرائيلية استهدفتهم شمالي قطاع غزة مقتل وفقدان عشرات الأشخاص جراء غرق قارب بالبحر المتوسط حركة حماس تدين تصريحات نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى» وتدعو لتحرك عربي ودولي عاجل آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدًا بالإبادة الجماعية في غزة واستنكارًا لاغتيال مراسل قناة "الجزيرة" أنس الشريف وزملائه منظمة التعاون الإسلامي تدين تصريحات رئيس وزراء إسرائيل حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى وتحذر من تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي
أخر الأخبار

“داء العطب قديم”!

المغرب اليوم -

“داء العطب قديم”

بقلم : جمال بودومة

أحيانا، كي نخرج من أزمة أو مأزق أو موقف، علينا أن نبدأ بتسمية الأشياء بأسمائها، وإذا فتشنا لما يجري في المغرب خلال الأشهر الأخيرة عن اسم لن نجد أفضل من: “مصادرة الإرادة الشعبية”، وهي “بلية” قديمة يدمن عليها “المخزن” منذ عقود، ولم يستطع التخلص منها، رغم محاولة جدية عام 2011،  تحت تأثير الحشود التي خرجت إلى الشارع للمطالبة بالتغيير. لكن “البلية صعيبة”، يمكن أن تقلع عن تدخين الحشيش، وسط فرحة الأقارب والأصحاب والجيران، وبمجرد ما ينزل مزاجك إلى الأرض، تعود إلى لفّ “الجوانات” كأي مدمن ميؤوس من أمره!

و”ذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين”: كل شيء كان يسير على ما يرام. بعد أشهر من الاستعداد والتنافس الحاد بين المرشحين، وبعد حملة انتخابية ساخنة، ذهب الناخبون إلى الصناديق لاختيار الحزب الذي سيقود البلاد خلال السنوات الخمس المقبلة، مر التصويت في أجواء معقولة، وأعلنت وزارة الداخلية نتائج الاقتراع الذي كرس “العدالة والتنمية” الحزب الأول، من حيث عدد المقاعد (125 مقعدا)، ومنح الأغلبية مجددا للتحالف الذي يدبر الحكومة المنتهية ولايتها (201 مقعد من أصل 395)، وعين الملك الأمين العام للحزب الأول رئيساً للحكومة، كما ينص على ذلك الدستور، لتبدأ مشاورات تشكيل الحكومة… لكن في الوقت الذي كان المغاربة يترقبون لائحة الوزراء، تعطل كل شيء. دخلنا في مرحلة من الشد والجذب، والغمز واللمز، والانفراج والانغلاق، وأخنوش وبنكيران، وشباط ولشكر، وموريتانيا والاتحاد الإفريقي، وانتهى الكلام ليبدأ الكلام… خمسة أشهر من التخبط، أدخلت البلاد في متاهة سياسية لا يبدو لها مخرج. خمسة أشهر من التعطيل، كأننا في لبنان، علما أنه بلد في حالة حرب مع إسرائيل وخرج من حرب أهلية طويلة ومدمرة وبه أكثر من 18 طائفة!

ليس هناك دخان من دون نار. وإذا أردنا أن نفهم ما يجري، علينا أن نعود إلى ليلة الإعلان عن نتائج الانتخابات، وتلك التهنئة السريالية التي وجهها وزير الداخلية إلى الحزب الفائز بالاقتراع. محمد حصاد بارك لـ”العدالة والتنمية” فوزه -على مضض- ولم يتردد في لومه على الاحتجاج والتنديد ببعض الانزلاقات التي سبقت العملية الانتخابية، في سابقة لم يعرفها أي اقتراع ديمقراطي في العالم: وزير الداخلية يلوم الحزب الفائز على التحذير من عواقب التزوير يوم الإعلان عن النتائج! علما أن احتجاجات “العدالة والتنمية” كان لها ما يبررها، لأن السلطة تدخلت في أكثر من دائرة لدعم بعض المرشحين، خصوصا من حزب “الأصالة والمعاصرة”.

تختلف الوسائل والنتيجة واحدة. الجميع يعرف أن “مصادرة الإرادة الشعبية” عن طريق تغيير الصناديق وحشوها بالأصوات، كما كان عليه الأمر أيام إدريس البصري، لم يعد ممكنا. الأساليب تجددت. أول أمس كان حزب “القوات الشعبية” محروما من السلطة، رغم شعبيته الكاسحة ومشاركته في الانتخابات. الإقصاء كان يتم عن طريق سرقة الصناديق وتزييف الأرقام بتدخل مباشر من وزارة الداخلية. وبالأمس، أُخرج عبد الرحمان اليوسفي من الحكومة بعد استقبال ملكي دام ربع ساعة في مراكش، رغم أن حزبه ربح الانتخابات. واليوم، يحاولون إخراج عبدالإله بنكيران من السلطة عن طريق هندسة جديدة للتحالفات، عبر التحكم في القرار الداخلي للأحزاب.

إذا أضفنا إلى ذلك، ما تم تداوله عن اجتماع جرى في الثامن من أكتوبر بين زعماء عدد من الأحزاب، بهدف “الانقلاب” على نتائج الاقتراع، نفهم أن اللعبة لم تبدأ مع أخنوش، ولا مع حصاد، ولا مع شباط ولا حتى مع إلياس العماري… “داء العطب قديم”، كما قال مولاي عبد الحفيظ. وعلى ذكر السلطان الذي باع الإيالة الشريفة للفرنسيين، لعل أنسب طريقة للخروج من مأزق تشكيل الحكومة، هي العودة إلى الصيغة المخزنية القديمة، التي كانت سائدة قبل الاستعمار: حكومة من ثلاثة وزراء: الصدر الأعظم ووزير الحرب ووزير البحر، الذي كان يُعرف أيضا بوزير الشؤون البرانية… هكذا نوفر مصاريف كثيرة على خزينة الدولة ونعيد الاعتبار إلى “الأصالة والمعاصرة”.

بعيدا عن الشؤون البرانية، كل ما نتمناه ألا يخرج بنكيران من الحكومة وتدخل البلاد المجهول!

المصدر : جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

“داء العطب قديم” “داء العطب قديم”



GMT 16:20 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

سعيد في المدرسة

GMT 11:52 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تيفيناغ ليس قرآنا!

GMT 14:26 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

«بيعة» و «شرية» !

GMT 05:27 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«لا يُمْكن»!

GMT 03:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - المغرب اليوم

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:32 2023 الأحد ,23 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في السودان

GMT 18:01 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:31 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسابقة ملكة جمال الكون في إسرائيل تثير جدلا

GMT 21:27 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجآت بالجملة في تشكيلة برشلونة أمام بروسيا دورتموند

GMT 00:51 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كشف هوية "المرأة الغامضة داخل التابوت الحديدي"

GMT 10:35 2020 الخميس ,30 إبريل / نيسان

شركة سعودية تعلن عن تنفيذ مشاريع عائمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib