«العصا والبندير»
ترامب يستبعد مناقشة "تقسيم الأراضي" مع بوتين في قمة ألاسكا ممثل منظمة الصحة العالمية يحذر من كارثة صحية في غزة مع نفاد أكثر من نصف الأدوية الأساسية وزارة الخارجية السودانية تُرحّب ببيان مجلس الأمن الدولي الرافض لتشكيل "حكومة موازية" حركة حماس تدعو لمسيرات غضب عالمية أمام السفارات الإسرائيلية والأميركية في مختلف العواصم والمدن روسيا تفرض قيوداً على تيليغرام وواتساب وتوضح الأسباب سقوط 12 شهيدا من عناصر تأمين المساعدات منذ صباح اليوم جراء 3 غارات إسرائيلية استهدفتهم شمالي قطاع غزة مقتل وفقدان عشرات الأشخاص جراء غرق قارب بالبحر المتوسط حركة حماس تدين تصريحات نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى» وتدعو لتحرك عربي ودولي عاجل آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدًا بالإبادة الجماعية في غزة واستنكارًا لاغتيال مراسل قناة "الجزيرة" أنس الشريف وزملائه منظمة التعاون الإسلامي تدين تصريحات رئيس وزراء إسرائيل حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى وتحذر من تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي
أخر الأخبار

«العصا والبندير»

المغرب اليوم -

«العصا والبندير»

بقلم - جمال بودومة

قبل أن يموت الحسن الثاني وتتغير البلاد، كان «عيد العرش» يأتي كل عام في الثالث من مارس، ويغسل المدن بالأضواء والاستعراضات، ويملأ التلفزيون بالأغاني وقصائد المديح. كلهم كانوا يأتون إلى «دار البريهي»، من عبد الوهاب الدكالي إلى عبد الهادي بلخياط، مرورا بنعيمة سميح ومحمود الإدريسي وعبد المنعم الجامعي ومحسن جمال والبشير عبدو، وقبلهم إسماعيل أحمد وأحمد البيضاوي ومحمد الطنجاوي وأحمد الطيب لعلج والطيب الصديقي… واللائحة طويلة. مغنون وملحنون ومسرحيون وكتاب كلمات يحولون برامج التلفزيون إلى سهرات لا تنتهي، تتخللها قصائد مديح يلقيها شعراء مقطبو الجبين، يضعون ربطات عنق نادرا ما تكون متناسقة مع بذلاتهم السخيفة. أحيانا يتوج الاحتفال بما كان يعرف بـ«الملحمة»، وهي مسرحية استعراضية يشارك فيها عدد هائل من الفنانين، لا يتوقفون عن التهليل والصراخ لمدة ثلاث ساعات أو أكثر. لتلك الأيام عناوين محفوظة في الذاكرة: «حبيب الجماهير»، «نداء الحسن»، «يا صاحب الصولة والصولجان»، «وطني يا شمس وضوّات»، «هللي يا ربوات الأطلس الحر»، وملحمة «نحن» و«العهد»… وغيرها من «تحف» تلك السنوات البائدة، أيام كان المغاربة شعبا «تفرقه العصا ويجمعه البندير»!

كانت الاحتفالات بعيد العرش «سنة مؤكدة»، وطقسها يختصر أسلوب الحكم في البلاد. كل مؤسسات الدولة مجبرة على التعبير عن فرحتها بـ«اعتلاء الملك عرش أسلافه المنعمين»، حسب العبارة الخشبية التي يتفنن في ترديدها مصطفى العلوي وزملاؤه. عرس حقيقي تمتد أفراحه إلى كل مفاصل الدولة والمجتمع، بما فيها المؤسسات التعليمية. كانت المدارس تبدأ استعداداتها في وقت مبكّر من الموسم الدراسي. التلاميذ المشاركون في الاحتفالات يحظون بامتيازات ليست لغيرهم، من بينها الإعفاء من الدروس، كأنهم جنود متطوعون في الصحراء.


 
بفضل تلك الأجواء، حفظنا ريبيرتوارا ضخما من الأغاني، وأثرينا معجمنا بمفردات خطيرة مثل «السؤدد» و«الأهازيج» و«الميامين»، و«بزغ العلا» و«قرّ عينا»… ويمكن اعتبار الإبداعات التي كانت تواكب «عيد العرش المجيد»، أيام الحسن الثاني، بمثابة الامتداد الفني لسنوات الجمر.

لحسن الحظ أن مهندسي «العهد الجديد» فهموا أن عصر «أعطه مائة دينار» ولى إلى الأبد، وأن المديح الفج لا مكان له في القرن الواحد والعشرين. بمجرد ما وصل محمد السادس إلى الحكم أوقف المهزلة. هكذا أعلن التلفزيون هدنة على المشاهدين، بعدما أعطيت التعليمات بإيقاف ما يسمى بـ«الأغاني الوطنية» وقصائد التبجيل، وتفرق المداحون شذر مذر. ما عادوا يذهبون إلى «دار البريهي» في المناسبات الوطنية والدينية كي يضحكوا على ذقون المشاهدين. لكن «لحاسي الكاپة» لم يختفوا تماما من المشهد، بل أعادوا الانتشار، وظلوا يترقبون أول فرصة كي يستأنفوا «أعمالهم العدائية»…

ولأن هذا النوع من «الإبداعات» يرتبط بمرحلة مظلمة من تاريخ المغرب، وضع الكثيرون أيديهم على صدورهم وهم يكتشفون أغنية «سيدنا سيدنا» التي اقترفها عبد العزيز الستاتي وبثها على «يوتوب» الأسبوع الماضي. وتساءل عشاق الفنان الشعبي الموهوب عن السبب الذي دفع ملك «الجرة» إلى مدح ملك البلاد بـ«كليب» سخيف يتنافس به مع حاتم إيدار وسعد لمجرد!

في الواقع، لم تكن تنقص إلا طلعة الستاتي «البهية» لمواكبة العودة إلى ممارسات الماضي، والأجواء المشحونة التي تعيشها البلاد منذ عدة أشهر، من محاكمة شباب الريف، إلى اعتقال نشطاء جرادة، مرورا بتقلص هامش حرية التعبير، ووصولا إلى منع نشاط الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في بني ملال… المغاربة يؤمنون بـ«النحس»، ويعتقدون أن له وجها في بعض الأحيان!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«العصا والبندير» «العصا والبندير»



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - المغرب اليوم

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:32 2023 الأحد ,23 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في السودان

GMT 18:01 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:31 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسابقة ملكة جمال الكون في إسرائيل تثير جدلا

GMT 21:27 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجآت بالجملة في تشكيلة برشلونة أمام بروسيا دورتموند

GMT 00:51 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كشف هوية "المرأة الغامضة داخل التابوت الحديدي"

GMT 10:35 2020 الخميس ,30 إبريل / نيسان

شركة سعودية تعلن عن تنفيذ مشاريع عائمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib