إيران طوفان في بلاد المرشد
أردوغان يعلن عن مؤامرة جديدة تتزامن مع مئوية سايكس بيكو ويؤكد أن إسرائيل لن تحقق أهدافها أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن العالم النووي الإيراني طبطبائي قامشه وزوجته استُشهدا جراء هجوم إسرائيلي استهدفهما جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية
أخر الأخبار

إيران... طوفان في بلاد المرشد

المغرب اليوم -

إيران طوفان في بلاد المرشد

مصطفى فحص
بقلم : مصطفى فحص

توصيف الحالة الإيرانية لا يختلف عن توصيف الحالة السورية لذلك يجوز الاقتباس، والاقتباس هنا مشهدي بنكهة سينمائية تحولت إلى شاهد على الحاضر والمستقبل، فالصور والمشاهد التي يسجلها ويوزعها المحتجون الإيرانيون الهواة بهدف توثيق الطوفان في بلاد المرشد، هي بأهمية ما صوره ووثقه المخرج السوري الراحل عمر أميرالاي في فيلمه الشهير «طوفان في بلاد البعث»، ولأن البعث لم يعد احتكاراً عربياً أو شرق متوسطياً، فإن بعثاً إيرانياً احتكر لعقود الدولة والسلطة والثقافة والفن والرياضة، يبدو الآن عاجزاً عن احتكار الصورة وفرض النص وإخضاع الممثلين وانتقاء المخرجين.
في طوفان بلاد المرشد أكثر من مُخرج وممثل أعلنوا عصيانهم، رفضوا أن يكونوا شهود زور، ورياضيون كان صمتهم أبلغ رسالة وصلت إلى أذهان العالم، بأن النشيد الوطني لم يعد يمثل الأمة الإيرانية بل يمثل النظام، هُم كما المرأة التي رفضت أن يُفرض عليها غطاء الرأس الخميني والطالب الذي يرفض تقييد حريته، والعامل المضرب بسبب سوء المعيشة، هم كما الكردي والبلوشي والعربي واللري الذي يمارس ضده تمييز عرقي وطائفي ومناطقي، وهم كالفلاح الكرماني أو الخرساني أو القزويني الذي ضحى وصبر على القلة لكن سلطته لم تصبر على مطالبه القليلة بحياة كريمة، هم جميعهم يمثلون إيران الحاضرة التي خسرت حاضرها ومهددة بخسارة مستقبلها.
إيران الآن هي شُبان وشابات، طلاب وطالبات، فلاحون وفلاحات، عمال وعاملات، معلمون ومعلمات، فنانون وفنانات، آباء وأمهات، أعلنوا عصياناً أو تمرداً أو اعتراضاً بات كطوفان ليس بحجمه بل في معناه، كل شيء في إيران يعترض على النظام وأهله، باتت الأغلبية معارضة بوجه أقلية متحكمة، مستعدة أن تغامر وتقامر تضرب وتسفك الدماء ولكن غير مستعدة أن تسمع أو تتنازل بشجاعة، وكأن داء البعث قد تفشى في جسدها، فهي تعلم جيداً أن طبيعتها لا تقبل الإصلاح أو تقديم تنازلات أمام الشارع، فالإصلاح في الحالة البعثية، عربية كانت أم إيرانية، كمن يحفر قبره بيده.
لا يمكن للنظام أن يدافع عن شرعيته أو يحتفظ بمشروعيته من خلال إرسال جنوده المدججين بالسلاح إلى مدن وقرى فقيرة في كردستان وبلوشستان والأهواز، لا يمكن أن تقنع الإيراني مهما كانت قوميته أو طائفته أن يعيد منح النظام الإسلامي ثقته وهو يشرع قتله واضطهاده وقمعه، فحراس الوطن والدولة والثورة بنظره الآن حراس نظام يخوض حروباً في شوارع وأحياء وأزقة مهاباد وبيرانشهر وجوانرود وكرمنشاه وأرومبة وزاهدان وإذيج والأهواز ومعشور والمحمرة، فلا يمكن لنظام يطلق النار على المحتجين السلميين في ساحات وشوارع شيراز وتبريز ويزد وأصفهان وطهران أن يستعيد عافيته مجدداً، فما بين إصرار المحتجين وعناد النظام فإن إيران تنتقل من حافة الفوضى إلى تخوم الحرب الأهلية، ولعل التحذير الذي صدر عن نجل أحد الآباء المؤسسين للنظام الإسلامي «أحمد» ابن آية الله الراحل الشيخ حسين علي المنتظري بأن إيران أمام خطر الحرب الأهلية إذا استمر الوضع على ما هو عليه، أوضح تفسير للمشهد.
في الطوفان المستمر منذ قرابة ثلاثة أشهر يزداد المحتجون تماسكاً فيزداد النظام ارتباكاً... ارتباك دفعه إلى الرهان على سياسة فرّق تسُد وخلق نزاعات طبقية ومناطقية للتفرقة ما بين الشعوب الإيرانية لعله ينجح في فصل أو تفكيك مسارات الاحتجاجات، أو أنه إذا قام بقمع طرف بشدة وأخمد احتجاجاته بالقوة فإن أطرافاً أخرى ستعيد حساباتها، ولكن ما قاله الزعيم الروحي في بلوشستان ملا عبد الحميد إسماعيل زهي عن الكرد بأنهم تحملوا معاناة التمييز العرقي والضغوط الطائفية والفقر فهل من العدل الرد على احتجاجاتهم بالرصاص الحي، كفيل بحرق رهانات النظام.
عود على بدء، إلى الطوفان في بلاد المرشد إلى الراحل عمر أميرالاي وأقرانه الإيرانيين وهم كثر، فإن المشاهد التي يصورها المحتجون تكشف عما وصلت إليه الأوضاع في إيران في ظل حكم المرشد كما وثّق أميرالاي في طوفانه مأساة السوريين في ظل حكم الأسدين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران طوفان في بلاد المرشد إيران طوفان في بلاد المرشد



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

إنتر يعلن تعاقده مع المدرب الروماني كريستيان كيفو

GMT 10:39 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

برشلونة يقترب من غارسيا ويطالب شتيغن بالرحيل

GMT 22:55 2025 الجمعة ,21 آذار/ مارس

"ميتا" تعلن عن ميزات جديدة بمنصة "ثريدز"

GMT 21:12 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نصائح الخبراء للعناية بالبشرة في المنزل

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

جزيرة "ايريوموت" متنزه طبيعي ساحر في اليابان

GMT 08:50 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

لفات طرح تناسب العباءات من وحي مدوّنات الموضة

GMT 17:30 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاث نقابات تعليمية في وجدة تطالب بتكريس الشفافية والحكامة

GMT 10:18 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مانشستر سيتي يتعاقد مع الدولي الجزائري آيت نوري

GMT 14:15 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

يونس السكوري يدعم مراجعة مدونة الشغل المغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib