خريطة واحدة للبنانات كثيرة
محكمة الغابون تحكم بالسجن 20 عاما غيابيا على زوجة وابن الرئيس السابق علي بونغو بتهم الفساد مصرع 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً في غرق قارب قبالة سواحل ليبيا كوريا الجنوبية تصدر حكمًا عاجلًا ببراءة أوه يونج سو بطل Squid Game من تهمة التحرش الجنسي وإلغاء أي محاولات استئناف أو اعتراض على الحكم الإعصار فونج وونج يجبر تايوان على إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص ويتسبب بمقتل 18 في الفلبين وتدمير آلاف المنازل زلزال بقوة 5,1 ريختر يضرب منطقة شمال شرق مدينة توال بجزيرة بابوا إندونيسيا على عمق 10 كلم قائد قسد يصف انضمام سوريا للتحالف ضد داعش بخطوة لمحاربته نهائيا حركة الطائرات في مطارات الامارات تصل الى مستويات قياسية خلال يناير الى مايو كوشنر يؤكد لا إعمار لغرب غزة قبل نزع سلاح حماس غوغل تحذر من خطورة شبكات الواي فاي العامة على بيانات المستخدمين نعيم قاسم يؤكد أن وقف إطلاق النار مشروط بإنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان واستعادة الأسرى والسيادة كاملة
أخر الأخبار

خريطة واحدة للبنانات كثيرة

المغرب اليوم -

خريطة واحدة للبنانات كثيرة

مصطفى فحص
بقلم : مصطفى فحص

بين انقسامٍ سياسي وآخرَ اجتماعي وما بينهما من انقسام تاريخي، يتَّجه الاجتماعُ اللبناني إلى مزيد من الانقسام أو التقسيم، الذي تجاوز فكرة التقسيم الجغرافي الفاشلة سابقاً، وذهب دعاته الجدد إلى المطالبة بالفيدرالية أو الكونفدرالية، فيما دعا بعض الأصوات إلى الطلاق الكامل مع الآخر أو الآخرين، تحت ذريعة أن هناك انقساماً حياتياً وثقافياً بين اللبنانيين، فرض شروطه الثقيلة على فكرة عيشهم معاً، هذا العيش المشترك الذي تفجرت صمامات أمانه على شاطئ مدينة صيدا، حيث التبس على أهلها أو زوارها أو المصطافين فيها التفرقة ما بين الحرية الفردية التي يضمنها القانون اللبناني من حرية المعتقد واللباس والتعليم إلى آخره، وبين بعض الفئات الملتزمة التي تحاول فرض طريقة عيشها على طبيعة المدينة المحافظة أصلاً.

في صيدا كان الاشتباك بين التعميم العابر للحدود المناطقية والشروط الاجتماعية والعقائدية الذي يستند إلى مبدأ الحريات الثقافية في تبريره لمواقفه، والذي يرسم صورة مختلفة عن العيش المشترك بعيداً عن السائد، أي فكرة تعايش الجماعات الدينية اللبنانية الطائفية، فهو يرى أن المسموح به في أغلب شواطئ المدن اللبنانية يفترض أن يكون مسموحاً به على شاطئ صيدا، من دون الأخذ بعين الاعتبار أي ظروف تمر بها المدينة وطبيعة أهلها والتزاماتهم الثقافية، وكيفية مقاربتهم للتعامل مع البيئة المتشددة في المدينة.

هذا الانقسام كان فرصة لمطالبة البعض بالطلاق مع الآخر، هذا الآخر الذي لم يعد مفهوماً في تفسيرات التعايش اللبناني - اللبناني، فالتعايش مع الآخر المختلف كما يبدو أنه يأتي من طرف واحد، والاعتراف بلبنان الآخر أو اللبنانات الأخرى مطلوب أيضاً من الطرف الذي يرى فقط لبنان الأخضر وجمال شواطئه وجباله ومطاعمه وصخب حياته، فيما هناك لبنانات أخرى معترضة أو مختلفة في أسلوب الحياة ترى لبنانها على قياسها أيضاً.

أيضاً في لبنان المنقسم هناك جغرافياً السلاح. بيئة اجتماعية كاملة ترى به مصدر قوتها، تستعرضه أمام الجميع وعلى مرأى ومسمع الدولة وأجهزتها. سلاح رسم حدوداً للبنان الآخر المختلف معها أو غير المختلف. سلاح يفصلها عن بقية اللبنانيين ثقافياً واجتماعياً وعقائدياً، وحوّلته إلى جزء من عقيدتها الدينية والاجتماعية وحتى الدستورية، فالسلاح جعلها أرفع شأناً أمام بقية المواطنين وفوق القانون ومكّنها من فرض طبيعتها الاجتماعية والمعرفية ضمن المساحات الجغرافية لانتشارها، فباتوا أشبه بفيدرالية أقرب إلى حكم ذاتي في مناطقها، تملك قوة تكفيها للسيطرة على القرار المركزي في العاصمة.

في مقابل الفيدرالية العسكرية أو الفيدرالية المسلكية تبرز كونفدرالية تريد الانفصال عن الاثنين معاً، ولا تجد لدعاة العمومية اللبنانية من ليبراليين أو يساريين أو تشرينيين، العابرين للمناطق والطوائف مكاناً في كونفدراليتها. فدعاة هذا الصنف من التقسيم يبررون دعوتهم بأنهم يرفضون الخضوع السياسي والاقتصادي والثقافي لسلاح بيد فئة معينة مرتبطة بمشروع عقائدي خارجي لا يشبه لبنان الذي بنوه بالشراكة مع الآخر المختلف منذ أكثر من قرن، وباتو يرون في آخرين مختلفين مسلكياً واجتماعياً تهديداً لطبيعتهم الاجتماعية وطريقة عيشهم التي من المستحيل أن تتعايش مع دعاة الانغلاق تحت أي مبررات.

ولكن لا يبدو هنا أن الانغلاق محصور في المتشددين الملتزمين، فحتى الآخر الذي يرى أن أسلوب حياته هو هويته الخاصة أيضاً يغلق أمام الآخرين فرصة التعايش بمستوى الحد الأدنى معه. أما المدججون بالسلاح والشعارات العابرة للحدود فهم في طلاق حتى مع تاريخ لبنان الحديث.

جمهورية 10452 كيلومتراً مربعاً، وحّدها الفقر والقهر ورسمت «تشرين» مشهد عمومها وعامّيّتها في ساحات المدن اللبنانية من الشمال إلى الجنوب، يفرّقها الآن دعاة التحضر والالتزام والسلاح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خريطة واحدة للبنانات كثيرة خريطة واحدة للبنانات كثيرة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية

GMT 02:33 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"رينود" يتسبب في تشنج الأوعية الدموية لأصابع اليدين

GMT 00:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تؤكّد أهمية تجربة عملها مع عادل إمام

GMT 09:51 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تشارك في مشروع طاقي في ابن جرير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib