روسيا والثقوب في فضائها السوفياتي
محكمة الغابون تحكم بالسجن 20 عاما غيابيا على زوجة وابن الرئيس السابق علي بونغو بتهم الفساد مصرع 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً في غرق قارب قبالة سواحل ليبيا كوريا الجنوبية تصدر حكمًا عاجلًا ببراءة أوه يونج سو بطل Squid Game من تهمة التحرش الجنسي وإلغاء أي محاولات استئناف أو اعتراض على الحكم الإعصار فونج وونج يجبر تايوان على إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص ويتسبب بمقتل 18 في الفلبين وتدمير آلاف المنازل زلزال بقوة 5,1 ريختر يضرب منطقة شمال شرق مدينة توال بجزيرة بابوا إندونيسيا على عمق 10 كلم قائد قسد يصف انضمام سوريا للتحالف ضد داعش بخطوة لمحاربته نهائيا حركة الطائرات في مطارات الامارات تصل الى مستويات قياسية خلال يناير الى مايو كوشنر يؤكد لا إعمار لغرب غزة قبل نزع سلاح حماس غوغل تحذر من خطورة شبكات الواي فاي العامة على بيانات المستخدمين نعيم قاسم يؤكد أن وقف إطلاق النار مشروط بإنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان واستعادة الأسرى والسيادة كاملة
أخر الأخبار

روسيا والثقوب في فضائها السوفياتي

المغرب اليوم -

روسيا والثقوب في فضائها السوفياتي

مصطفى فحص
بقلم : مصطفى فحص

غالباً ما ترتدي الإمبراطوريات ثوباً واسعاً وثقيلاً تعجز في مرحلة معينة أن تتحمل أعباءه، وتدفع أثماناً باهظة من أجل توسعته أو الحفاظ عليه أو الدفاع عنه، وتفقد صوابها عندما يتم تقطيعه أو تمزيقه، وتتصرف كأنها تعرّت جيوسياسيا، لذلك في لحظة الصعود أو استعادة الدور لا تعير أهمية للشروط الجغرافية أو المكوناتية عندما تتاح أمامها الظروف لفرض مصالحها، ولا تتردد في اللجوء إلى القوة أو استخدام مبررات تاريخية لفرض نفوذها القريب أو البعيد تحت ذريعة استراتيجية المجال الحيوي، الذي يمثل مصالحها السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية.
فروسيا اليوم مرت 30 سنة على خسارتها لمجالين الأول خاص وهو السوفياتي، والثاني عام وهو المعسكر الاشتراكي اللذين تركا ثقوباً كبيرة في فضائها العام، وباتا مرشحين الآن لمزيد من الثقوب التي قد تترك هذه المرة ندبا قاسية ليس فقط في مجالها السوفياتي السابق بل حتى في الفضاء الروسي الوطني وتداعياته على وحدة أراضي الدولة الفيدرالية.
منذ أسبوعين أعلن الرئيس الروسي ما يشبه حروب الردة في معركة حماية ما تبقى من مصالح لبلاده في فضائها السوفياتي، الذي يتعرض الآن لثقوب كبيرة قد تتسبب في تغيير الغلاف الجيوسياسي المحيط بروسيا. بوتين قالها من دون مواربة إن موسكو لن تسمح بثورات ملونة في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.
فمن الثورات الملونة إلى انتفاضات الربيع العربي، يتحرك الكرملين من أجل إبعاد شبح المظاهرات عن روسيا، وذهب بعيداً إلى سوريا ومن بعدها إلى ليبيا، ويستعد لدرء الخطر عن جواره الأوروبي في أوكرانيا وبيلاروسيا، إلى أن جاءت الصدمة غير المتوقعة من كازاخستان، الدولة الأقوى والأكثر استقراراً بين جمهوريات آسيا الوسطى، حيث تأخذ الأزمة طابعاً مختلفاً عن سابقاتها، فما حدث في كازاخستان يهدد استقرار الفضاء الإسلامي جنوب روسيا، وقد يؤدي إلى توترات طائفية خصوصاً أن هذه المنطقة كانت مهداً لانطلاق حركات الجهاد الآسيوي وممراً للجماعات المتشددة من وادي فرغانة إلى أفغانستان.
إذن، موسكو أمام تحد صعب، تريد استعادة كييف أم المدن الروسية حيث تشكلت نواة الإمبراطورية الروسية الأرثوذكسية الأولى، وفرض الاستقرار في الفضاء التركي الذي يفتح شهية الصين إلى مزيد من التغلغل الاقتصادي والسياسي في عواصمه، فلبكين وأنقرة أيضاً مبررات جغرافية وعقائدية وسياسية في حماية مجالهما الجيوسياسي في آسيا الوسطى، وهذا ما يرفع نسبة القلق الاستراتيجي لموسكو.
توازن القوة ما بين روسيا والغرب من جهة وما بين روسيا والصين من جهة أخرى لا يعطي مجالاً واسعاً لموسكو في التحدي، إلا إذا اعتبرت القيادة الروسية هذه الأزمة وجودية، فهي إن نجحت في إبعاد الصين عن مسرح الأزمة في كازاخستان عبر الاستعانة بمنظمة الأمن الجماعي وتهميش دور مجموعة دول شنغهاي، إلا أنها في أوكرانيا مطالبة بالتدخل المباشر للدفاع عن حدودها الوطنية وعن إرثها التاريخي قبل تموضع أوكرانيا نهائيا في الفلك الغربي.
أسس فلاديمير بوتين في مرحلة الصعود واستعادة روسيا لمكانتها الدولية فكرة عودتها القوية إلى ما كان يعرف بالمجال الحيوي السوفياتي والذي يعرف الآن بالمجال الحيوي الروسي، والذي يسميه الغرب بالفضاء السوفياتي السابق، الذي لا تملك موسكو شرعية محلية أو دولية لفرض سيطرتها عليه غير استخدام القوة، وهذا ما تواجهه الآن في مفاوضاتها مع واشنطن حول أوكرانيا، إذ أنه من المستحيل أن تتمكن من وضع شروط على عمل الناتو في هذا الفضاء، كما أنه من الصعب أن تعود وتتدخل في خيارات شعوب هذه الدول السياسية والاقتصادية، كما فعلت سابقاً في بودابست وبراغ ولاحقاً في سوريا وبيلاروسيا وكازاخستان.
ما يمكن وصفه بالثقوب السوداء في فضائها السوفياتي ليس وليد لحظة معينة مرتبطة بثورة ملونة أو انتفاضة شعبية، هي نتاج تراكم عشرات العقود نفذت خلالها روسيا سياسة استعمارية تارة تحت ذرائع قيصيرية إمبراطورية، وتارة أخرى تحت ذرائع اشتراكية عقائدية، ما أدى إلى اتساع الفجوة الاجتماعية وصعود الحساسيات القومية والدينية ما بينها وبين شعوب تلك الدول التي عانت من سياسة ضرب القوميات والتغيير الديموغرافي وحصار الهويات، الأمر الذي دفع إلى بروز نزعة رفض للروس ظهرت في بعض الأحيان عبر العنف أو في توجهات سياسية معادية كلياً كما في جورجيا وأوكرانيا وحتى بيلاروسيا مسكونة بهاجس الاضطهاد والترحيل القسري وما إلى ذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا والثقوب في فضائها السوفياتي روسيا والثقوب في فضائها السوفياتي



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 14:41 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 20 عسكرياً تركياً في تحطم طائرة شحن عسكرية شرق جورجيا
المغرب اليوم - مقتل 20 عسكرياً تركياً في تحطم طائرة شحن عسكرية شرق جورجيا

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية

GMT 02:33 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"رينود" يتسبب في تشنج الأوعية الدموية لأصابع اليدين

GMT 00:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تؤكّد أهمية تجربة عملها مع عادل إمام

GMT 09:51 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تشارك في مشروع طاقي في ابن جرير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib